العمالة

العمالة

سُني

.[[ وكان ( سيد قطب ) يعلم أن قيادة النظام الخاص كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها وأن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها

* فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جداً فيهاء ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين؛ ولكن هذا كان مبرره فى الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت؛ وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين. وكان شباب الإخوان فى غاية التوتر والقلق لعدم اشتراكهم فى المعارك لدرجة أنهم اجتمعوا وقرروا أن الشيخ فرغلى قد خان وينبغى تصفيته؛ وفعلاً قرروا ذلك لولا أن الخبر قد وصل إلى الشيخ فاجتمع بهم وشرح لهم الأمر وأطلعهم على الأوامر التى صدرت له من القاهرة وأسبابها.  

* ومثلاً هناك واقعة حادث فندق الملك جورج بالإسماعيلية؛ وقد كان هذا الفندق يعج بالإنجليز وبالجواسيس فى جميع الأشكال؛ وقد أراد الإخوان ضرب هذا الفندق؛ ولكن حين تم التنفيذ تم إفراغ العملية من أى تأثير ضار بالإنجليز. وكان من نتيجة ذلك أن قتل منفذ العملية دون أدنى ضرر بالإنجليز. ولقد أورد الحادث الأستاذ صلاح شادى فى مذكراته فقال

« أُمّرنا داخل قسم الوحدات على القيام بعملية إرهاب داخل فندق الملك جورج بإشعال عبوة ناسفة لا تؤدى إلى قتل أحد أو إصابته بجسامة؛ وإنما تعلم فقط عن ملاحقة للعملاء والمخابرات الإنجليزي؛ وكلفنا الأخ رفعت النجار من سلاح الطيران بالقيام بهذه العملية؛ بأن يحمل دوسيهاً به مادة ناسفة؛ ويشعلها ثم بتركها فى ردهة الفندق إلى جوار الحائط خلف ستارة مدلاة على حائط الردهة ثم ينهض بعد ذلك ويمضى خارج الفندق وجرى التنفيذ على أحسن وجه؛ ولكن ظهر للأخ رفعت عند مغادرته المكان أحد رجال المخابرات من الإنجليز الذى اقترب من المكان ولكن الأخر ظل ممسكاً بالدوسيه حتى انفجر فيه ومات متأثراً بجراحه؛ فقد خشى أن يقتل رجل المخابرات الإنجليزي. »

 وهكذا فقد حافظوا على حياة الإنجليز ووصموا الجماعة بالإرهاب دون أدنى فائدة.

* وموضوع آخر أكثر غرابة فقد نشط بعض الإخوان المتحمسين من غير إخوان النظام فى عمليات خاصة؛ من هؤلاء إخوان مصر الجديدة؛ وكانت لديه دراجة ومسدس؛ فكان يركب دراجته وينتظر اليهود أمام بيوتهم بمصر الجديدة ثم يطلق عليهم الرصاص وينطلق بدراجته؛ فقتل بعض وأصاب آخرين؛ وكان ذلك فى شهر أغسطس 1948 فما كان عبدالرحمن السندى إلا أن أصدر تعليمات بالبحث عمن يفعلون ذلك وضمهم إلى النظام ومنعهم من أى عمل مماثل لأن النظام الخاص كان يحد من أى عمل مماثل.

بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان والتى كانوا يعتبرونها أمجاداً لهم بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية والتى أكدها لى المرحوم الأستاذ سيد قطب مثل 

١) عبدالرحمن السندى 

٢) الدكتور محمد خميس والذى كان وكيل للجمعية فى عهد الأستاذ حسن الهضيبي 

٣) أحد أصحاب المطابع الكبرى والذى كان أحد كبار الإخوان وكان عميلاً للمخابرات الإنجليزية. 

٤) أما تجربتى الشخصية والتى سمعتها مباشرة من صاحب الشأن وهو أننى التقيت فى عنبر بالسجن الحربى بالدكتور م.ع.ف - رئيس مكتب إدارى إحدى المحافظات الكبرى فى مصر - بكل ما فيها ، قال : 

« إنه كان فى نهاية الأسبوع دائماً يذهب بصحبة زوجته والتى وصفها بأنها كانت من أجمل نساء الأرض كان يذهب كل أسبوع إلى الإسماعيلية حيث يسهر مع الضباط الإنجليز هو وزوجته؛ ويقضون الليل فى الرقص ولعب البريدج » 

 وكان يقول :

« إن الشيء الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد؛ وكان من السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر. »

 هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات؛ فهم مخلصون وقادتهم عملاء يتصرفون فيهم بلا آمان ولا رقابة ودون أى تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعته والالتزام بأمره؛ فيطيع الأفراد ويضل القادة؛ ويستعملون الأفراد فى غير طاعة ولا خوف من الله. وحين يتصادف ويواجههم رجل واع يريد أن يناقش وأن يفهم مثل ما فعل السكرى ومن بعده مصطفى مؤمن فيكون مصيرهم الفصل من الجماعة. ]]

[[ والغريب أن الإخوان فى العراق قد وقفوا مع أمريكا في العراق وكان مندوبوهم متعاونين للغاية فى مواجهة محاولة السيطرة على مقدرات العراق داعمين جميع خطط الأمريكان التى تتم الآن؛ ومن التناقض أن الإخوان فى مصر ضد غزو العراق .. فمن نصدق ؟ القادة المحليين أم قيادة الإخوان فى القاهرة أم أنها السياسة التى لا مبدأ لها ولا أصول إلا البحث عن المصلحة والجرى خلف السلطة. ]] 

[[ وبهذه المناسبة لقد انتشرت بشدة هذه الأنواع من الجهاد الجديد حيث السيارات المفخخة؛ والتى تقتل المارة بدون جريمة ولا ذنب وهذا ما يحدث فى العراق الآن كل يوم؛ وهو قتل العراقيين دون المساس بالمحتل وكذا فى السعودية؛ ومؤخراً فى الكويت هل قتل الناس بدون هدف أصبح هو الحل ! ]] 

[[ لقد ورد فى النشرة التى يصدرها مركز ابن خلودن باسم المجتمع المدنى عدد 120 السنة العاشرة نوفمبر 2004 ورد فى كلمة المحرر شريف منصور تحت عنوان : 

 " هل بدأ العصيان المدني ؟ " 

« تمرد خطير فى ضوء عدة متغيرات غير مسبوقة الأحزاب المصرية تتحد مع بعضها البعض فى جبهة وفاق وطنى. مجموعة متزايدة من تكتلات الجمعيات الأهلية والحقوقية المصرية تتشكل التنسيق يتصاعد بوتيرة منتظمة بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والحركة الشعبية الناشئة للتغيير؛ الإخوان والجماعات الإسلامية المعتدل منها والمتطرف يعلن مراجعة نقدية للذات ويمد بداية للمشاركة فى الحياة السياسية من جديد ؟ »

 وهكذا يظهر التتسيق بين ابن خلدون والإخوان؛ بل والاتفاق على خطة عمل واحدة لحساب الأمريكان؛ فلم يعد الأمر سراً؛ ولكن الأمور قد اتضحت بلا لبس أو غموض. إنهم يزايدون على الجميع وتلك إحدى وسائلهم المشهورة؛ المزايدة والتصعيد وأنهم يستغلون أية بادرة حرية وبدلاً من أن يدعموها تجدهم يتسابقون لاستغلالها وهم بذلك يخيفون من يريد أن يفتح نافذة للحرية والديمقراطية وعندهم المعادلة الشهيرة للتغيير ليضعوها موضع التنفيذ. لقد بدأوا يحركون قوى الإخوان فى كل مكان للضغط لمساعدة المخطط الأمريكى بالمنطقة فإخوان سوريا الذين خرجوا من السجون تم دفعهم للحركة من جديد مطالبين الإدارة السورية بالإصلاح الديمقراطى؛ حتى وإن جاء هذا التحرك من مجموعة إخوان سوريا الموجودين بإنجلترا إلا أنه يثير للسجون داخل سوريا أو يعيدهم للسجون مرة ثانية. ]]

[[ فهل تنجو الجماعة هذه المرة من الآثار السلبية التى قد تحدث من جراء القفز على قيادة الجماعة؛ خاصة أن الدكتور حبيب لا يترك فرصة حتى يصحح للمرشد أقواله؛ ويرجع تصريحاته إلا أنهم قد أخذوا على غرة حين سُئلوا لأول مرة عن المفاوضات مع الأمريكان؛ فقد صرح عاكف أولاً بأنه مرح بكل من يريد أن يتفاوض معهم ولكن الدكتور حبيب وغيره قاموا بتصحيح أقوال عاكف؛ وكانت كلها ردوداً غير مدروسة إلى أن عثروا فيما بينهم على الإجابة المثلى وهى أنهم إذا أراد الأمريكان أو الأوربيين أن  يتفاوضوا معهم فلن يحدث ذلك إلا إذا أتى عن طريق وزارة الخارجية وهذا القول فيه الكثير من الخداع والمغالطة وهو قول مردود عليه لأنه من المعروف للجميع أن الأمريكان حين يفاوضون جمعيات أهلية فإنهم يرسلون أفراداً من خارج السلطة أو من الاستخبارات ]]

[[ يا ترى هل ستنجح القيادة الحالية في تفادي السلبيات التي حدثت سنة 1954 أم أن التاريخ سيعيد نفسه وتحدث مشاكل وانقسامات داخل الجماعـة، وإذا حدث داخل الجماعة، وحيث حدث وتفادت القيـادة الجديـدة المـشاكل المفترضة فإنني ألمح نفس الأخطاء السياسية التي حدثت سنة 1954 فقـد تميزت تلك الفترة بنوعية معينة من التصعيد السياسي فـي الـصـدام مـع الحكومة، فإن نفس الخطوات قد بدأت الآن، المظاهرات ومحاولـة التحـالف مع القوى المعارضة والتصاعد بالأحداث حتى تصل إلـى حـد العـصيان المدنى، ولكن هذه المرة فهناك الدعم الخارجي الواضح والذي يدفع أية فئـة على مدى التاريخ بالعمالة والتعاون مع القوى الخارجيـة ضـد الـشرعية، و تلك التحركات هل هي محسوبة جيداً أم سيكون المصير هـو نـفـس المصير ؟! ]]

[[ وفى رسالة للأستاذ البنا باسم نظام الحكم قال فيها رأيه قى الأحزاب التى يطالب الإخوان الآن الحصول على ترخيص بأحدها قال: 

« ما الذى يفرض على هذا الشعب الطيب المجاهد المناضل الكريم هذه الشيع والطوائف من الناس التى تسمى أنفسها الأحزاب السياسية ؟! إن الأمر جد خطير؛ ولقد حاول المصلحون أن يصلوا إلى وحدة ولو موقتة لمواجهة هذه الظروف العصيبة التى تجتازها البلاده ونبشوا واخفقوا ولم يعد الأمر يحتمل انصاف الحلول؛ ولا مناص من أن تحمل هذه الأحزاب جميعاً وتجمع قوى الأمة فى حزب واحد »

 هذا رأى الأستاذ البنا مؤسس الجماعة؛ وواضع أسس عملها والذى تربى على يديه بعض القائمين على القيادة الآن؛ إنهم خرجوا على رأيه ونزلوا إلى الشارع مطالبين بتأسيس حزب؛ وهل هذه جماعة الإخوان المسلمين أي أنه تجمع غريب على هذا ابناء القديم ؟! إن هذا الوجه يتسم مع فكر البنا الى يقول بتجميع الشباب وتدريبهم حتى يصبح لديه جيش من إثنى عشر ألف جندى؛ يحارب بهم الجميع ويغزو بهم كل عزيز جبار كما قال فى عبارته فهل يا ترى هذا التوجه الجديد الذى يقوم به القادة الحاليون هو مناورة سياسية للعامة؛ ولكنهم يعدون العدة فى الخفاء للانقضاض إذا حانت الفرصة؛ أم أنه ترهل فى الجماعة حكم بأن يسلكوا هذا المسلك حرصاً على مبرر الوجود فى الساحة؛ وأنهم يتطورون مع الزمن؛ وهم لذلك يتراجعون خطوة بعد الأخرى حتى يتوافقوا مع الفهم الأوروبي الأمريكى؛ كما يجب أن يكون عليه الإسلام الحديث؛ وإنهم مستعدون للقيام بتلك الرسالة المعروضة فى الساحة,؛ إذا كان الأمر كذلك فإنهم فكر آخر وتجميع آخر وأنه أصبح القول الذى قاله بعض المراقبين السياسيين أن إخوان اليوم ليست لهم علاقة بإخوان الأمس ]]

[[ صرح سيادة النائب الأول للمرشد أن المظاهرات التى يقوم بها الإخوان هى فى المقام الأول ضد سياسة أمريكا فى الشرق الأوسط وفى نفس الوقت يصرح الرئيس الأمريكي مرتين فى أسبوع واحد بتصريحات لحماية المظاهرات؛ ترى نصدق من ؟! القائمون بالمظاهرات أم الذين يعملون على حماية تلك المظاهرات؛ أم أنها نكتة سياسية كبرى تجعل الإنسان لا يعلم أيضحك أم يبكى على ما وصل إليه الحال ؟! إن من يقومون بالمظاهرات اليوم مطالِبون بحزب سياسى وهم فى الأصل من أنصار الحزب الواحد و هذا ما قاله مؤسس الجماعة؛ وهذا أيضاً ما طبقه من ادعوا أنهم يقيمون دولة الإسلام؛ فهم كذلك قد منعوا قيام أحزاب؛ وقد حدث ذلك فى أيام حكم طالبان فى أفغانستان؛ وكذلك فى إيران أنه غير مصرح بقيام أحزاب أخرى فى البلاد ! أم أنهم قد عدوا العدة حين ينجحون فى الانتخابات وتصبح السلطة فى أيديهم أن ينقضوا على مقدرات البلاد ويحكموا قبضتهم عليها ثم يقومون بتصفية الخصوم وفرض الحكم الذى يريدون على رقاب العباد ؟! إنهم لا يقرأون التاريخ فإن الحركات الإسلامية الى خدمت الأمريكان كانت دائماً هى الوقود بعد انتهاء المهمة؛ وليس الأمس ببعيد؛ فقد سمعت بالأمس فى إذاعة لندن نبأ القبض على رئيس الإخوان فى العراق من قبل السلطات الأمريكية؛ وهذا الرجل كان قد شارك فى التمكين للأمريكان فى العراق وكان من مجموعة الحكام الذين حكموا العراق بالتناوب؛ ولكن الآن قد انتهت مهمته ولم يعد إليه حاجة فتم القبض عليه وانتهي الدور وتولى آخرون إكمال المسرحية. ]]

[[ ولكنهم لن ينجحوا هذه المرة أيضاً لأن الناس قد كشفت الاعييهم المتكررة بنفس الأسلوب على مر التاريخ إنهم يعملون على تشجيع جميع القوى الكامنة والمتربصة للخروج من جحورها وكلما خرجت مجموعة جديدة حتي ولو كانت إرهابية؛ فهي تصب فى ريقهم وتساعد خطهم حتى وإن لم يرد منفذوها ذلك ، إن البلاد لم تعد تحتمل هذا العبث بأقدار اناس ومقدرات الأمة؛ فالمتربصون فى الخارج لا علم لنا بالأسلوب الذى سوف يتخذوته للاستقادة من الفوضى التى يحدثها الإخوان حتى ولو لم يكونوا على تنسيق معهم واتفاق مسبق على أسلوب العمل؛ وهم بهذا لا يدركون أنهم يقدمون لهم بلدهم على طبق من ذهب؛ ولكن الظاهر من الأحداث المتلاحقة والمعلومات التى تُليت الواحدة تلو الأخرى تقول وتؤكد أن التنسيق موجود؛ وأن الدعم بكل أشكاله موجود؛ فالإخوان لا يمكن أن يقوموا بهذا التحرك؛ وبهذه الشدة مهدِّدِين أنهم سوف يتصاعدون بموقفهم؛ وهم بهذا يصعدون حتى يصلوا إلى نهاية المعادلة « الوصول إلى صاعقة التغيير» ، إنهم لا يتصرفون بهذا الإقدام وتلك الخطوات المتصاعدة ما لم يتيسر لهم أمران؛ هما

١) الداعم السياسي والمعنوي من قوى استطاعت بالفعل 

٢) تمويل مستمر ومتصل وبلا حدود. 

أما الأولي هى الدعم؛ فلكي يحصلوا عليه فعليهم أن يقوموا بتلك الأعمال الفوضوية مستغلين جميع أشكال السلبيات الموجودة فى المجتمع ثم يقومون بالنفخ فيها وتكبيرها محرضين بذلك الجماهير ضد الحكومة؛ محاولين كسب أرضية وإقناع قوى أخرى بالانضمام إليهم والتحرك معهم؛ إنهم يعملون على إرضاء الأمريكان بكل السبل حتى ينالوا دعمهم الكامل والمستمر وهم يعلمون جيداً ومنذ فترة طويلة ، أيام كانوا يقيمون المؤتمرات داخل أمريكا ويرسلون مندوبيهم كل عام لحضور ثلك المؤتمرات ، إن كل ما يطلبه منهم الأمريكان هو إتباع فكرة أمركة الإسلام؛ والأمريكان يُملُون للوصول إلى هذا الهدف منذ سنين والمفاوضات بينهم وبين الإخوان قد أخذت وقتاً طويلاً وعهداً متصلاً من الطرفين وكانت إحدى أدوات الضغط التى استعملها الأمريكان لترويض الإخوان هو إنشاء منظمة بديلة وهى ضرب تم تأسيسه فى الأردن على يد (تقي الدين النبهانى) وظلوا يؤيدون هذا الحب الذى يحمل راية الإسلام الأمريكاني فظلوا يحاربون به الإخوان سنين طويلة حتى يكسروا شوكتهم حتى وصلوا إلى مرادهم فى نهاية الأمر وسلم لهم الإخوان قيادتهم وساروا مع خططهم عاملين على إرضائهم بشتى السبل؛ وزاد هذا الاندفاع حين سنحت الفرصة وأصبح الأمريكان يريدون فى هذه المرحلة.

 ولقد ورد على لسان أحمد منصور في مقال الأسبوع الماضي الخبر الأتي

 {{ نجح اليستر كروك فى عقد لقاء غير مسبوق فى بيروت يومى 21 , 22 مارس الماضى بين شخصيات أمريكية مقربة من دوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة؛ وقادة أو ممثلين لبعض الحركات الإسلامية فى المنطقة؛ وكان من أبرز الشخصيات من الجائب الأمريكى " مليك بيرن " مدير عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق فى أفغانستان؛ و "جراهام فولر" هو مسئول سابق عن مركز دراسات الشرق الأوسط فى الـ (CIA) و"الفريد وهوف" مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومدير هيئة ميتشل التى قادت المفاوضات فى أيرلندا و "جورج كرايل " المنتج التنفيذي لبرنامج " ستون دقيقة " أشهر برنامج للتحقيق الوثاتقي التليفزيوني فى الولايات المتحدة؛ و "بوبى مولر " رئيس جمعية المحاربين القدامى في فيتنام وأحد الشخصيات البارزة فى الحزب الديمقراطى الأمريكى وهو صديق مقرب من مرشح الرياسة السابق " جون كيرى " والسيدة "هيلاري كلينتون" ؛ أما عن الجانب البريطائي بخلاف " كروك " فقد حضر سفير بريطانيا السابق عن سوريا والدكتورة " بيفرلى مليتون إدوارز " المحاضِرة بجامعة " كوينز " فى" بيلفاست" بأيرلندا وحضر مندوبون من محطتي الجزيرة الفضائية والـBBC ممثلة الحركات الإسلامية؛ فقد حضر ممثلون لأربعة تنظيمات إسلامية هى

١) حزب الله اللبناني ومَثّله نواف الموسوى المسئول السياسي في الحزب 

٢) الجماعات الإسلامية فى لبنان ومَثّلها إبراهيم المصرى وأحمد هرموش 

٣) حركة المقاومة الإسلامية "حماس " ومثلها موسى أبو حمدان 

٤) ترددت حركة الإخوان فى مصر عن الحضور ولكن حضر مندوب الجماعة الإسلامية فى لبنان الذى يعتبر امتداداً طبيعياً للإخوان؛ وقبلها عبدالغفار عزيز ومحمد إيراهيم خالد وعاطف لقمان قاضى. }}

هذا الجزء لا ينبغى أن يمر دون تسليط الضوء عليه من جميع الإعلام لأن الاتصالات جارية على قدم وساق مع مندوبى الأجهزة الأمريكية المختلفة ولكنهم ينكرون باستمرار؛ وهكذا فهم واثقون من هذا الدعم لأن المصالح المشتركة قد اتفقت على إحداث الفوضي التي تريدها وزيرة خارجية أمريكا لإحداث الأثر المطلوب. هكذا ققد وضح اتصالهم بالأمريكان بأكثر من طريق؛ وهم بذلك قد أمنوا الدعم السياسي والمعنوى وأحياناً الدعم المادى عن طريق الأمريكان وللأمريكان طرق متعددة لدفع الأموال فأحيانًا تُدفع عن طريق وسيط وأحياناً تُدفع على هيئة صفقة تجارية مع أحدهم يكسب فيها المبالغ المطلوبة؛ وهكذا يكون الدفع مغطى تغطية كاملة أو عن طريق أحد الإخوان العاملين فى الخليج العربى الذى يُمَكّن من أموال ويستطيع التصرف فيغرف منها ويعطي للإخوان ما شاء الله من أموال ]]

[[ إن سلوك الجماعة يكشف كل يوم عن مخالفات للشرع وإهمال للرأى الفقهى إن لم يتماشى مع المرحلة ولا يخدم مصالحهم؛ وهذا عبث بالدين يحاسبون عليه؛ والأرجح أنهم قاربوا أن يتعاملوا مع الإسلام على الطريقة الأمريكية؛ ويدخلوا في المنافسة مع حزب التحرير الإسلامي الذى يهتم في الإسلام بالحكم والدولة وتشريعاتها؛ ولا يهتمون بالعبادات والمعاملات. ولهذا فإنهم يجمعون المريدين؛ ويحشدون الأتباع لأنهم لا يواخذون الأفراد على أي التزامات؛ وهم الآن يُستَعملون لإحداث الفوضى فى أوزبكستان؛ وهذا أيضاً لحساب الأمريكان؛ الذين يستعملون الإسلام ومنظماته فى كل مكان؛ وقد عاش أصحاب تلك المنظمات طيلة عمرهم يقولون أن أمريكا هي الدولة الأكبر ويتحدثون دائماً عن المخططات الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين ولكن بعد أن ظهر الأمريكان بخططهم وأفكارهم المعادية للإسلام والمسلمين؛ بعد أن ظهر كل هذا فإنه يضعون أيديهم فى أيديهم؛ ويضعون أنفسهم فى خدمة أغراضهم و يسيرون خلفهم ويجعلون أنقسهم وأتباعهم الذين لا يفكرون ولكن يتبعون دون تفكير تحت بند السمع والطاعة؛ ثم يجدون أنفسهم يحاربون فى صف الأمريكان الذين يحاربون الإسلام فى هذه الأيام. لقد حذر الرسول ﷺ من عدم الإخلاص فى الجهاده وبين أن من قاتل لهدف غير الإسلام أو لجاه أو مال ، كل ذلك مردود وغير مقبول ]]

[[ ولكنهم يندفعون بإشارة من قوى خارجية غير موثوق فيها وتاريخها ينم عنها؛ وهم طالما كرروا قولهم للجماعة أن المخططات الأمريكية تستهدفهم؛ فجأة يشير لهم أحد القادة الأمريكيين بإشارة غامضة فيندفعون ملبيين قائلين « لبيك أمريكا لبيك » محركين كل قواهم دون أن يعلموا أو يستوثقوا من النتائج ]] 

[[ وقرر الهضيبي السفر فى رحلة إلى بلدان الهلال الخصيب وزيارة الملك سسعود لتقديم الشكر على جهوده من أجل التوفيق بين الإخوان والحكومة وقبل أن يسافر أرسل خطاباً إلى عبدالناصر يقول له فيه « سوف أمكث خارج البلاد لمدة شهرين افعل ما بوسعك حتى يتوافر جو التفاهم بيننا فالخلاف القائم بيننا ليس فى صالح البلاد » وبعد عودته من الخارج زاد التوتر لأن الهضيبي كان قد أقام مفاوضات خاصة مع الإنجليزي "مستر إيفاتر” وتنازل فيها تنازلات شديدة؛ وقد قامت الحكومة بنشر هذا الأمر رداً على هجوم الإخوان على الاتفاق المبرم بين الحكومة والإنجليز وبعد ذلك زاد الإخوان من نشاط المنشورات والتي تحالفوا فيها مع الشيوعيين ، إن كل فريق يوزع منشورات الآخر؛ وكان المسئول عن ثلك المنشورات هو سيد قطب الذى كان يتولى منصب رئيس تحرير جريدة الإخوان ]]

[[ وأعتقد أن الأمريكان يعلمون ذلك جيداً ولهذا السبب فهم يلعبون مع الإخوان وهم يعلمون حقيقة نواياهم؛ حيث يقومون باستغلالهم فى بعض الأوقات؛ ولكن فى بعض الأعمال المحدودة ثم هم بعد ذلك لا يقومون بتغطية هذا العمل والأخوان من جانيهم يحاولون الضحك على الأمريكان ومحاولة أخذهم إلى جانبهم والاحتماء بهم؛ ولكنهم حتى الآن قد فشلوا فى فعل ذلك ]]

[[ لقد فسر الإخوان الإيماءات الصادرة من البيت الأبيض تفسيراً خاطئاً، حيث فهموا أن الأمريكان قد نقضوا أيديهم من الحكم الحاضر وأنهم يبحثون عن البديل، وربما أن بعض التلميحات قد أكدت أن البيت الأبيض لا يعارض في إقامة حكومية دينية إسلامية ودللوا على ذلك أن مثل تلك الحكومة قد نجحت في تركيا، وبناءً عليه فقد تسابقوا للفهم الخاطئ والرؤية القصيرة كعادتهم .. تسابقوا في إظهار مواهبهم وقتهم للعم سام " أمريكا " . إنهم يستطيعون أن يحدثوا الفوضى التي تريدها وزيرة الخارجية الأمريكية، واندفعوا يصعدون الحركة ضد الحكومة، المرة تلو الأخرى حتى احترقت أصابعهم واعتقل الكثير من الكوادر المهمة في الحركة وهم مازالوا قيد الاعتقال ولم نسمع من الأمريكان طلباً بالإفراج عن أحدهم إلا مقولات مهزوزة لها طابع العموم وبالإفراج عن المعتقلين، وانتهى المولد، وانفض السامر وبقى الإخوان في مكانهم ويحاولون أن يجدوا لهم دوراً جديداً يلعبونه حتى يبينهم في الساحة فقلدوا الآخرين بأن يجمعوا بعض الساسة والأساتذة ويجعلوا منهم مؤتمراً وطنياً مثل باقي المؤتمرات التي تشكلت أخيراً لبحث الإصلاح والديمقراطية، المهم أن يظلوا موجودين والله أعلم متى سوف يقومون بمغامرة أخرى حين تصدر بعض الإيماءات الأخرى أم أنهم سوف يتعلمون الدرس ولا يندفعون نتيجة للعزلة التي يحسونها والتي حكمت حركتهم في الفترة الأخيرة حيث بذلوا الكثير من المحاولات لانتزاع اعتراف الحكومة بهم. ومن الواضح أنهم ضجوا مما هم فيه من إهمال وتهميش، وما لبثوا أن سمعوا من الإدارة الأمريكية تلك الإيماءات الغزلية لهم حتى فسروها بحاسة التفكير بالتمني، ولكن هذه الإشارات كانت كالعادة بالونات اختبار عن سرعة استجابتهم ونوع هذه الاستجابة .. إنه نوع من غسيل المخ الجماعي والذي يجيدوه الأمريكان ويستعملونه في أماكن كثيرة، وكان أولــى بهـم أن يقرأوا إعلانهم في أكثر من مناسبة أن الإسلام هو المستهدف، وأن الخطاب الديني لابد أن يتغير و أن مناهج التعليم لابد أن تعدل ويحذف منها كل ما هو ضد إسرائيل أو يدعوا إلى كراهيتها، بل كان أولى بهم أن يتعظوا من تجميد أصول بنك التقوى وهى أموال الإخوان أولاً وأخيراً، ثم التحقيق الذى هـو المسئول عن " التنظيم الدولي للإخوان " , في نفس الوقت الأمريكان سوف يتركون الباب مفتوحاً بينهم وبين الجماعة لممارسة المزيد من الضغط فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية في محاضراتها بالجامعة الأمريكية، أنه لا يوجد اتصال مباشر بينهم وبين الإخوان ولكنها لم تنف وجود اتصال غير مباشر إن مركز ابن خلدون يضغط بشدة لحذف البند الخاص بأن الإسلام هو دين الدولة، وهو بوق الأمريكان في مصر. ]]

[[ الحقيقة أنني أين أتحدث إلى الإخوان الآن ناصحاً لهم أن يتوبوا عما قدموا من قول أو فعل كان سبباً للعنف والإرهاب، إلا أنني لا أعتقد أنهم قادرون على الاستجابة فإنهم كما وضحت من قبل أصبحوا أسرى لهذا الفكر بل أنهم على العكس ماضون في مخطط التصعيد وإدارة الصدام مع الحكومة، ويبدو أنهم هذه المرة يعتقدون أنها الفرصة السانحة ويريدون استغلالها للنهاية، فقد صعدوا من أسلوب التظاهر رغم عدم موافقة الأمن، وبهذا فقط سقط لهم حد القتلى، وتم اعتقال المئات وهم عازمون على المضي قدماً في هذا الاتجاه لست أدرى أي نوع من التحالف مع الأمريكان يشد أزرهم إلى هذا الحد، غير أن تصريح كوناليزا رايس الأخير عن الفوضى وكيف يمكن استغلالها. والغريب أن محطة سوا الأمريكية تحدثت بنفس المعنى، وبينما يفعل الإخوان هذه الفوضى لحساب الأمريكان، وهم يعلمون جيداً أن الأمريكان هم المستفيدون من هذه التحركات إذا بهم يعلقون اللافتات في كل البلاد أن لا للأمريكان، والدعوة إلى مقاطعة كل ما هو أمريكي، إنه أسلوب الإخوان الدائم للتغطية على أفعالهم واتصالاتهم، وإنني أقول لهم أما اكتفيتم من هذا العمل الذي يتكرر كل مرة بوهم التأييد من بعض القوى، ثم يتركونكم دائماً لتواجهون مصيركم وحدكم، فأنتم بالنسبة لهم لا تزيدون على مخلب قط يتم استغلاله، وفي النهاية يجنى الآخرون الثمرة ثم تداسون أنتم بالأقدام، إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وأنتم لا تتعلمون، ولا تفهمون الدرس، ولا أملك إلا ابتهال إلى الله أن يهديكم سواء السبيل. ]]

[[ كان الصراع بين الاثنين فى تصاعد مستمر، كان عبد الناصر يعمل على تغذية هذا الصراع حتى أن السندى - بعد فصله من الجماعة ـ كـــان على قناعة بأن جمال عبد الناصر هو تتويج لكفاح الجماعة، وأنه قام بالثورة ليقيم الحكم الإسلامي، وأنه - أى عبدالرحمن السندي – ينبغي أن يكون بمثابة الأب الروحى الذى يتابع ما يقوم به رجاله من أمور كبيرة والغريب أنه بعد فصله - كان قد قابل جمال عبد الناصر في أكثر من مناسبة، وطلب منه الأمان لبعض أعوانه ورجاله المقربين، ووافق عبد الناصر وأذكر إحدى الوقائع تدليلاً على ذلك: كان الأخ محمد فيشه – الذي ورد ذكره فـــي بداية الكتاب - في أواخر أيامه يعمل عند السندى، وكان واحداً ممن تستخدم منازلهم مخازن للأسلحة، وبعد أن اتفق السندى على تأمين أتباعه، استدعاه وطلب منه التخلص من الأسلحة الموجودة عنده، والسفر إلى بلدته "ميت أبو خالد" والبقاء في منزله انتظاراً لتعليمات أخرى بشأن ترتيب معاشه - وكان محمد فقيراً يعيش على راتبه فقط - فكان راتبه يصل إليه في منزله كل أول شهر إلى أن تم حل الإخوان عام 1954 ، ودخلوا السجن، وإذا بمندوب من رئاسة الجمهورية يصل إلى ميت أبو خالد" ويأخذ محمد فيشه إلى ميت غمر ويأمر بتعيينه ميكانيكياً بالوحدة الزراعية بميت غمر وبأوراق من رئاسة الجمهورية ]]

[[ ثم انتقل لمقالة أخرى قالها الأستاذ سيد قطب وهى أنه أثناء وجوده في أمريكا للدراسة فوجئ بأن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام، وكان يطبع في مطبعة المنياوى التى كانت فى أول شارع الجيش، وكانت قد وصلت أول نسخة منه خرجت من المطبعة إلى إحدى جهات النشر الأمريكية المشبوهة. وقد دعوه إلى أن يتعاون معهم، وعرضوا عليه أموالاً، أو مشاركة في دار نشر .. أو .. أو .. إلخ .. عروضاً كثيرة مغرية حتى يتم تجنيده لحساب الأمريكان، وحتى يكون أحد الذين يسيرون في الفلك، ولكنه رفض ذلك بشدة، وكانت نظرته إلى الناشر الذى أرسل هذه النسخة أنه كشف نفسه وعرف أنه عميل لتلك الجهات. وكان يرى أن السبب الرئيسي في القبض عليه عام 1954 ، وفى الحكم عليه بعشر سنوات هو هذا الموقف الذي وقفه من أمريكا، ورفضه للتجنيد في صالح مخططاتهم، وأن هذا كان أحد أنواع الانتقام التي حدثت ضده، وكان يرى أنه فى المرة القادمة سوف يُعدم لأنهم لن يتركوه ولن يقبلوا أن يرفضهم مفكر . ]]

[[ أذكر أيضاً إحدى الوقائع المهمة - والتى أسجلها للتاريخ - أن أحد رجالات التنظيم القديم - وكان موجوداً أثناء التحقيق، يحقق معه ويُعذب أيضاً ـ في مرحلة من مراحل اعترافاته فوجئت بالعميد سعد عبد الكريم يخرج من غرفة التحقيق - وكنت أجلس بجوارها، ويأخذني ويأمرني أن أسير بحذر حتى لا يحس بوجودى الشخص الجالس أمامه، وقال لي: { أريدك أن تسمع ما سوف يقول } وسمعت ما قاله هذا الشخص للعميد سعد قال: { كيف تتهمونى بأنني أقوم بأعمال ضد الدولة فى هذه المرحلة ! هل نسيتم أننا نحن الذين سلمنا النظام لرجال الثورة عام 54؟ وهل نسيتم أننا قدمنا كشوفاً بأماكن الأسلحة ومخازن السلاح ؟ وهل نسيتم أننا قدمنا تقارير كاملة عن نشاطات السيد منير الدلة ورفاقه، كل هذا فعلناه، وتأتون الآن وتتهمونني أنني أعمل ضد الثورة .. إني لا أقبل ذلك. } عندما سمعت هذا الكلام لم أصدق أذني، لأنني ما كنت أظن لحظة أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد عام 1954 ، ولو أن أحداً آخر قد أخبرني بذلك عن مثل هؤلاء الناس لكنت قد كذبته، فلست من الذين يحبون أن يأخذوا بالشبهة أو يشيعوا أن فلاناً جاسوس أو عميل واعتبر ذلك من شيم الضعفاء ولست منهم. ]]


المقال الأصلي

Report Page