التمويل

التمويل

سُني

[[ وهم قد أتتهم الفرصة للمزايدة على الجميع فى موضوع الأقصى؛ إنهم يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى وما أشبه الليلة بالبارحة؛ ففتح باب التطوع يعني فتح معسكرات التدريب؛ ومعناه فتح باب التبرع لجمع المال من جديد ثم شراء السلاح ثم تخزينه لحساب الإخوان وتتكدس خزانة الإخوان بالأموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلامية ، يتكرر ما حدث سنة 1948 وأكثر بكثير فهذه المرة عندهم التجربة السسابقة بسلبياتها وإيجابياتها وهم هذه المرة لن يتركوا الفرصة السانحة تمر المهم انتهاز جميع الفرص الممكنة لإحداث الفوضي وإثارة البلبلة ومن ثم النفاذ إلى هدفهم وهو إحكام السيطرة على مقدرات البلد ]]

[[ وقد ظهر الأستاذ سالم البهنساوي وهو من الإخوان وتحيط اسمه وموقعه علامات استفهام كبيرة وخاصة حول علاقاته بالإخوان فى الكويت والإخوان فى مصر، ظهر فى حديث مثير للاهتمام؛ خلال برنامج شبكة التليفزيون؛ كشف فيه أنه كان مسئولاً عن التصرف فى أموال القصر واليتامى فى دولة الكويت عن طريق عمله فى وزارة الأوقاف الكويتية؛ وأنهم أفتوا أن تلك الأموال ينبغى أن تستثمر حتى لا تأكلها أموال الزكاة سنة بعد أخرى وقاموا هم باستثمارها وإخراج الزكاة عنها وهذه الأموال تقدر بالمليارات؛ ولك أن تتصور حجم الأموال التى تم تحويلها للإخوان عن هذا الطريق؛ وهو سبيل واحد؛ فما بالك بباقى دول الخليج وباقى الأساليب الأخرى المتبعة للسيطرة على المال وإنفاقه فى سبيل تحقيق أغراضهم؛ ناهيك بجمع أموال الزكاة من جميع أغنياء المسلمين فى الخليج وفى غير الخليج و حتى هنا فى مصر فإنهم يتقربون من كل الأغنياء الذين تعدت رؤوس أموالهم المليون ويحيطونه كظله حتي لا يرى إلا من خلالهم ويتم السيطرة عليه لحسابهم؛ ثم يمتصون أمواله؛ ويا حبذا لو كان غير متعلم ولا متحضر فيكون فريسة أسهل؛ وللدين تأثير السحر على الأفراد من هذا النوع فيسهل قيادته وتوجيهه؛ وقديماً حين خرج الإخوان من السجون بعفو من الرئيس السادات الذى كافؤوه بالاشتراك فى قتله يوم عيد النصر حين خرج الإخوان وظهر أن الأستاذ عمر التلمسانى هو المرشد الجديد أنهالت عليه الأموال من جميع بلاد العالم؛ وتم إهداؤه خمس سيارات لاستعماله الشخصى؛ وكان مبهوراً من كل هذا ولا يدرى أى سيارة يركب المهم أن الإخوان لهم وسائل كثيرة فى جمع الأموال ، وعادة الإخوان أن يطلقوا الفتاوى المناسبة لإرضاء حكام الخليج؛ حتى يتركوهم ويطلقوا أيديهم ليفعلوا ما يريدون؛ وقد أصدر الأستاذ سالم البهنساوى فى الكويت فتوى تقول أن للحاكم الحق فى اختيار الرأى الذى يطبق فى البلاد حتى ولو لم يكن الرأى الراجح ؛ وقد استدل بوقائع ثابتة؛ والفتوى صحيحة؛ ولكنهم يطلقونها للبعض ويحجبونها عن البعض الآخر والسؤال الآن هل يمكن السماح للحاكم في مصر أن يتعامل مع هذه الفتوى ويستعملها أم أن الحاكم فى مصر له فتوى أخرى بها الكثير من التشدد وهذا يدل على أن الجماعة تكيل بمكيالين وتفتى برأبين وهذا هوى يحاسبون عليه ولا يتفق مع من يدعي تحكيم الإسلام فى كل فعله وقوله ]]

[[ بعثت بيد الوزير إلى الإخوان بمصر مبلغ مائة ألف جنيه إسترليني على دفعتين عن طريق بنك باركليز فى عدن، وكانت هذه سبة في جبين الإخوان حيث قامت القوة المعارضة لهم بالتشنيع بهم وكل ما استطاعوا عمله هو إنكار استلام هذا المال، ولكن روى أن الفضيل الورتلاني قد خرج من اليمن وهو يحمل ثلاثة أكياس كبيرة من الذهب، هذا سلوك الإخوان، لابد أن يجنوا الفائدة من كل عمل يقومون به ويكون منظره الخارجي عملاً وطنياً، فلما أقاموا المعسكرات لتدريب الإخوان على السلاح من أجل فلسطين قاموا بتشوين نصف هذا السلاح فى مخابئ سرية خاصة بالجماعة، وقد تم اكتشاف العديد من تلك المخابئ سنة 1954 ، ولما ساعدوا في ثورة اليمن وقتل الإمام يحيى قبضوا الثمن تحويل عن طريق بنك باركليز وأكياس الذهب مع الفضيل الورتلاني، ولكن كانت سبيلهم فقد اشتركوا في إرسال الفدائيين إلى أفغانستان، وقد قام بالكشف الطبى عليهم المرحوم الدكتور أحمد الملط، وتم إرسالهم إلى أفغانستان للتدريب على يد القوات الأمريكية تحت قيادة أسامة بن لادن، وقد قبضوا الثمن حيث كانت الخزائن الأمريكية مفتوحة لكل من ساعد وساهم وقاموا بإرسال المتطوعين إلى الشيشان حيث كان يشرف عليهم حتى وقت قريب المرحوم كمال السنانيري، وكل ذلك فيه فوائد جمة للجماعة ورجالاتها، وسوف يثبت التاريخ أنهم متورطون، حتـــى أعناقهم في العراق حيث يقومون بتوجيه الفصائل المقاتلة من كل أنحاء العالم إلى العراق راسمين لهم خط السير وكيف يدخلون. ]]

[[ أقمنا في هذا المعسكر شهراً، ثم انفض بحريق القاهرة في 26 يناير 1952 واختفى تماماً السلاح الذى ساهمت في شرائه جميع القوى الوطنية، اختفى فى سراديب الإخوان - كما علمت بعد ذلك - وكان هذا أسلوبهم فيما بعد في كل موقف يشتركون فيه مع غيرهم محاولة منهم لتسيير الأمور إلى صالحهم دون النظر للصالح العام. ]]

[[ فتح محيى محل والده - الذى كان يبيع الروائح البلدية وبعض مقاطع المنسوجات القطنية - وبنشاطه المعتاد وهمته واتصاله بالإخوان استطاع أن يقنع بعضهم بالمساهمة ليفتح عملاً أكبر حيث أن لديه الخبرة المطلوبة، وأقنعهم أن هذا كله من أجل الدعوة. ]]

[[ استأذنت الأخ محيى أن أذهب إلى ميت غمر لمدة يومين لأطمئن أهلى وأعود إليه، وسألته إن كان فى حاجة إلى بعض المال أستطيع تدبيره من البلد .. ولكنه قال لى إن معه بعض أموال المؤسسة - وتقدر بعدة ألوف سوف يستغلها في عملية هروبه ]]

[[ وسمعنا من الأخ محيى أنه لم يكن يفكر إلا في أن يبنى نفسه اقتصادياً وإن كان قد اضفى على هذا الأمر صفة الدعوة، فقال إن هذا سيكون من أجل الإنفاق على "أسر المسجونين" وعلى أى نشاط مستقبلي وكان دائم العزف على هذا الوتر .. قبل أن يبدأ نشاطاً تجارياً جديداً حتى يجد الدعم المطلوب من الإخوان، وبعد ذلك يبتعد بنفسه وبشركته ]]

[[ تدبير الحريق : وصل الأخ محيى هلال إلى القاهرة، وجاءني إلى منزلي في منطقة باب الفتوح وروى لى ما حدث له فى ميت غمر، وكنت حين ألقاه هناك من حين لآخر يبدو ناجحاً في تجارته، ولكن بعيداً عن النشاط والإخوان، إلا ما يساعده لتحقيق مكسب آخر فى مجال عمله التجاري. روى لى أنه على وشك الإفلاس وأنه قد حدث حريق في الشركة مما أثر على حالته المادية بالإضافة إلى أن مباحث أمن الدولة اعتقلت شقيقه محمد هلال، وأنهم يبحثون عنه فى كل مكان ولم يعد أمامه من حل سوى مغادرة مصر. .. هدأته قليلاً وأخبرته أن يظل فى شقتى لا يخرج منها حتى نرتب الأمر معاً. وبذلك يصبح في مأمـ ـن، وتركته فى اليوم التالي وذهبت إلى ميت غمر، وتحريت الأمر فوجدته قد تورط مع البنوك، وتوسع أكثر من اللازم وأعطى تسهيلات كثيرة لم يقم بتسديدها، وأنه هو الذي دبر الحريق ليكون سبباً للحكم بالإفلاس بلا تدليس فلا يحكم عليه بالسجن لهذه التهمة. كان يشاركه فى الشركة الأخ أبو سبع – من بلدة ميت أبو خالد ولما علم أن أمواله ضاعت، وقد كانت كل ما يملك إذ باع أرضه التي ورثها عن والده كي يساهم بها في تجارة الأخ محيى لأنه أفهمه أن هذا من أجل الدعوة والاقتصاد الإسلامي، وحين علم بضياع ماله أصيب بأزمة قلبية أودت بحياته. وكان هناك شريك ثالث هو الأخ "أحمد عجينة" الذى وضع كل أمواله في تلك الشركة ، وأصبح فجأة بلا عمل ولا مال وكان هناك غير هؤلاء كثيرون تحولوا إلى ضحايا وانضم ضحايا هذه المؤسسة إلى ضحايا المؤسسة التجارية بالجيزة عدت إلى القاهرة، ولم أجد الأخ محيى، وجدت الشقة خالية، ولكنها قد فتشت تفتيشاً محترفاً بحثاً عن مخابئ سرية هنا وهناك، وكان بالشقة بعض الأماكن التى وضعت فيها كتب النظام الخاص القديمة، ودفتر توفير به أموال التنظيم المتواضعة، اشتد بى الغضب فلم يكن هذا التصرف من جانب الأخ محيى تصرفاً أميناً، ولا إسلامياً، ورغم هذا فلم يكن لي أن أقط علاقتي به - أى الأخ محيى - بعد هذا العمر من الصلة القوية، ولم أنس أنه كان مسئولاً عنى فى يوم من الأيام وأننى بايعته على السمع والطاعة وقد كانت هذه المسألة مؤرقة جداً، وتساءلت ما موقف هذه البيعة، وما معنى السمع والطاعة، فهو لا يزال يردد أن طريقنا هو الدعوة، بينما سلوكه شئ آخر تماماً !. عاد محيى في المساء وسألته أين كان فأخبرني أنه ذهب للبحث عن الأخ أسامة علام في الدقى، وأنه ينوى أن يأخذه معه في رحلته كرفيق للطريق. ولما نبهته أن أسامة ابتعد عنا قال: إنه لا يزال يستطيع التأثير عليه، وعاتبته على ما فعل في غيابي من تفتيش الشقة، لكنه لم يكترث وكان يتحدث وكأن له الحق فيما فعل وقال: إنه يريد أن يعرف إلى أى مدى وصلت في نشاطي فقلت له : كان ينبغى أن تسألني بدلاً من تفتيش بيتي. المهم أنه أقام عندى بضعة أشهر حتى رتبنا له أن يعبر حدود ليبيا مع الأخر أسامة علام، وودعتهما إلى الإسكندرية حيث يلتقيان ببعض الإخوة هناك، ثم يرحلون إلى طبرق. ]]

[[ عدت إلى جدة والتقيت مع الأخ "محيى" وبدأنا ننظم وسائل الاتصال، وأخبرني أنه في حالة إرسال أموال فسوف يتم إرسالها عن طريق عصابات تهريب النقد، ولم يعجبنى هذا القول، وسألته عن السبب فقال: إن هذا سوف يوفر بعض المال إلى جانب أنه نوع من الحرب ضد عبدالناصر، فقلت له : إنها حرب ضد مصر، فهذا تخريب للاقتصاد المصرى ولكنه قال: إنه إضعاف لمصر عبد الناصر ، وهى مرحلة فقط، وفي الحرب كل شئ .مباح. ]]

[[  مرت بخاطرى الأموال التى كانت تأتى لأسر الإخوان المحبوسين في السجن عام 1954 - وكانت أموالاً طائلة حتى أن أحد المليونيرات الكويتيين روى أن زكاة ماله - وكانت تأتى إلى مصر - كان يمكن أن تكفى جميع الأسر المحبوسين، ورغم هذا كان كثير من هذه الأسرة تتضور جوعاً، بينما كانت أسر بعض القادة تنعم في رغد العيش لا ينقصها شيء. ]]

[[ وتذكرت مواقف إخوانى فى القيادة الذين كانوا ثائرين - أو هكذا قالوا لسيد قطب - عن شراء السلاح الذى كان مفروضاً أن يأتي من السعودية: من أين هذا المال ؟ من أين هذا السلاح ؟ لابد أن نتأكد أنها من أيد أمينة وشريفة، ونسوا أن هناك أربعة آلاف جنيه أتت عن طريق الأخ سعيد رمضان إلى الحاجة زينب الغزالي إلى فضيلة المرشد، ولم يسأل أحد من أين هذا المال؟ وهل هو من جيوب الإخوان أم من جيوب بعض المشايخ وهل هو رشوة مقنعة أم أنه دعم من جهة مشبوهة، أم ماذا ؟! كل هذا لم يفكروا فيه، ولكن المسألة كانت مسألة نفوس بداخلها شئ يأكلها دون التفكيرفي مدى صحة هذا الفعل من عدمه هي نوازع النفس البشرية التي كانت تحرك الناس، حتى ونحن مقبلون على أمر قد نلقى الله فيه. ]]


المقال الأصلي


Report Page