التجسس

التجسس

سُني

[[ يولع الأخوان دائماً بجمع المعلومات والتجسس على الآخرين، وهـــم يفخرون دائماً أن لديهم جهاز مخابرات قادر على جمع وتحليل المعلومات، فهم يتجسسون على كل شئ، على الأحزاب والهيئات، والحكومات، بل على الأجهزة، وكل فرد في موقعه جاسوس لحساب الجماعة، فكل موظف وكل عامل يرسل باستمرار أسرار وظيفته أو عمله إلى قيادة الجماعة، بل كـــل ضابط وكل شرطي يقوم بنفس العمل لحساب قيادته داخل الجماعة، وأن هذا السلوك ينوط بهم منذ نشأتهم، فهم يتجسسون على الشيوعيين، وعلى الوفد، وسوف أورد بعض النماذج السابقة التي عرفت وأذيعت

1) فقد قام الإخوان بإدخال أحد كوادرهم إلى التنظيمات الشيوعية في مصر. وأدخل الأخ أسعد السيد الذى كان من مخابرات الإخوان إلى حزب مصر الفتاة وبعد أن وصل إلى أعلى الدرجات هناك وهو الحرس الحديدي، قام بإقناع أحمد حسين أن يدخل الإخوان ليأتيه بأخبارهم، ولما ضُبط مـــع الإخوان في حادث السيارة الجيب تطوع أحمد حسين للدفاع عنه معتقداً أنــــه ضُبط مع الإخوان خطأ


2) وقد قام الإخوان بجمع المعلومات عن القيادة البريطانية في القناة، ومن الأحداث التي رواها الأخ صلاح شادي عن علاقته بالضابط الإنجليزي "جود" الذى كان على علاقة بالعملاء من المصريين، وطبعاً كان هدف صلاح شادي من القصة أن يعرف أسماء العملاء، وإن كان بعض الإخوان قال :
« لما نما إلى علم الإخوان قصة هذا الضابط، فقد صحبه من الإسماعيلية إلى القاهرة، وكانت معه سيارة يقودها "حسن" أحد ضباط الطيران العراقي الهارب من الحكم الملكي العراقي بسبب ثورة رشيد عالي الكيلاني، ولجأ إلى الإخوان فى القاهرة وكلفت بوضعه تحت رعايته والاستفادة من إمكاناته، حتى تتهيأ له أسباب العودة إلى العراق. وأفْهَمت هذا الضابط موضوع صلات المخابرات البريطانية ببعض المصريين فى الإسماعيلية وأننى سأصحب كابتن "جود" إلى القاهرة، وأن عليه أن يقود السيارة من الإسماعيلية كسائق خصوصي لي، وأن يحاول تبين ما يحمله الكابتن "جود" من أوراق في حقيبته، فربما وجدنا فيها ما يفيدنا مـــــن هذا الشأن إذا غادرنا السيارة إلى إحدى الاستراحات في الطريق، حيث نزلت مع الكابتن "جود" وتركت "السائق" حسن مع الحقائب، وعدنا بعد نصف ساعة ليحدثني الضابط حسن حين وصلنا إلى القاهرة عن بعض تقارير رآها مدونة باللغة الإنجليزية خالية من أسماء أصحابها، وإن تضمنت معلومات مبالغة فيها عن الإخوان المسلمين !!! وقائع وهمية وصلات أشخاص داخل الإسماعيلية يعتقد أنهم من الإخوان المسلمين، وقدموا تقارير عن رجال الجماعة في الإسماعيلية أدعوا فيها أن الإخوان لهم عصابات لسرقة المعسكرات الإنجليزية، وذكرت وقائع حقيقية نسبت للإخوان كذباً »


3) ومن العمليات التي قاموا بها وهى متابعة تنظيم الضباط الأحرار وجمع المعلومات عنهم وإلحاق بعض الإخوان معهم مثل عبد المنعم عبد الرؤوف وأبو المكارم عبد الحى ومحاولة احتواء أنور السادات الذي كان صلة وصل بينهم وبين قادة الثورة، ووصل الأمر بالإخوان أنهم تصورا أنهم يسيطرون سيطرة تامة على ضباط الحركة حتى وصل الأمر أن المرحوم الأستاذ الهضيبي كان يتعامل معهم بعد أن قامت الثورة، أنهم لابد أن يأخذوا تعليماتهم من مكتب الإرشاد، وهكذا تبين أنهم يجمعون المعلومات ويقومون باختراق الآخرين، لكنهم دائماً يفشلون في تحليل المعلومات وتقدير الموقف، وذلك لأنهم يعيشون في خيالات من عندهم تمنعهم من التقدير الموضوعى للأمور.


4) لقد راقبوا الملك وعرفوا بجميع علاقاته النسائية بالتفصيل وسهراته على موائد القمار، وعرفوا ورقه و حتى النساء اللاتي عرفهن الملك، وراقبوا الوزراء ورجالهم وعلموا عنهم الكثير. وقد استعملوا تلك المعلومات عن الملك حين يختلفون معه، ويرغبون الهجوم عليه، وهكذا يوظفون معلوماتهم عند اللزوم أحياناً.


5) ولقد راقبوا جميع حكام الدول العربية التي عملوا بها وفتحت لهم أبوابها، كم جمعوا عنهم من معلومات وكم استعملوا تلك المعلومات ضدهم أحياناً أو للسيطرة والحصول على مزايا ومواقع فى تلك الدول ! وكانوا دائماً يستعملون شعارهم
« دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه » ، كان هذا الشعار هو مفتاح السيطرة في أخذ مزايا ما اتفق عليه ثم يحاصرون الخصم ويدفعونه إلى الحائط ويجبرونه على التسليم فيما اختلف فيه، هذا هو الأسلوب وتلك هى الوسائل ]]

[[ وبمناسبة دراسة هذه الأشياء علمنا أن الجماعة تدس بعض أفرادها في التنظيمات الأخرى والمعادية بغية معرفة أسرارها، وأن هذه عملية مستمرة فى الحرب السرية الدائرة بين كل القوى والإخوان المسلمين. وأحد النماذج على دس بعض الإخوان داخل الأحزاب الأخرى ما حدث مع الأخ "أسعد السيد الذى أمره الإخوان بدخول "حزب مصر الفتاة" حيث كان أحد العاملين فى الحزب والقريبين من أحمد حسين، إلا أنه قد أصابه الملل من تلك اللعبة فاقترح على أحمد حسين أن يدخل "الإخوان" ليكون عيناً له عليهم، ووافق أحمد حسين وهكذا عاد أسعد السيد إلى التردد على نشاط الإخوان في الوقت الذي لم يفقد فيه صلته بأحمد حسين، ولما اعتقل أسعد في حادث السيارة الجيب وكان معه فيها عدد لا بأس به من قادة النظام - تطوع أحمد حسين للدفاع عنه وكان كل همه أن يعلم هل كان أسعد من الإخوان واندس على حزب مصر الفتاة، أم أنه كان من حزب مصر الفتاة واندس على الإخوان. كان الصراع فى هذه الأيام حاداً بين الإخوان والوفد والشيوعيين، وكان الأمر يصل أحيانا إلى حد الاشتباك بالأيدى، ولذلك لم يكن مستغرباً موقف الإخوان بعد قيام الثورة، فقد تم حل جميع الأحزاب وبقى "الإخوان المسلمون على أنهم جمعية وليسوا حزباً. ]]

[[ كان من بين ما جاء به المندوب السوداني رسالة غاضبة من الأخ "محيى" لأنه اكتشف أن هناك خطاباً أرسلته الحاجة زينب الغزالي إلى الأستاذ سعيد رمضان .. وكان محيى قد اتفق معي على ألا يكون هناك اتصال بالخارج إلا من خلال القناة الموصلة بيني وبينهم، وألا يقوم أي أحد آخر بالاتصال بالخارج، وكنت قد أوضحت هذا الأمر للإخوان جميعاً، وللحاجة زينب الغزالي وللشيخ عبد الفتاح إسماعيل، لكن الحاجة زينب كانت على علاقة وطيدة بالأستاذ سعيد رمضان، ولم تستطع أن تخفى عنه ما نحن فيه، ذلك لأنه كان قد أمدهم ببعض المال - كما ذكرت من قبل - ولذا فإنها كانت ملتزمة - على ما يبدو - بأن تخبره بكل ما يجرى عندنا في مصر. وفوجئت بأن الرسالة التي أتت من السعودية بها صورة للخطاب الذي أرسلته الحاجة زينب إلى الأستاذ سعيد رمضان، وبالطبع لا أدرى كيف حصلوا على هذا الخطاب، وصوروه ثم أرسلوه لي. ولما قرأته وعلمت ما فيه أحسست بضيق شديد فهذا أمر خطير بالنسبة للتنظيمات السرية وغير مسموح به على الإطلاق. أخذت الخطاب وذهبت للأستاذ سيد قطب وطلبت مقابلته دون موعد سابق وقابلني، وقرأ الخطاب وأبدى إعجابه الشديد بالإخوة في السعودية، وقال: { إن هذا دليل على أنهم منظمون جداً، وأنهم على كفاءة عالية من العمل }، ووعد بأن يتولى هو إصلاح الموضوع مع الحاجة زينب، وأن يجعلها أكثر التزاماً، وقال: إن علينا أن نتركها له، وأنه سيتصرف معها بالشكل الذي يراه، وطلب مني ألا أخبرها بذلك. والحقيقة أنني صرت أتحفظ معها ولا أخبرها بكل ما عندنا من أمور، بعدما أحسست أن أسرارنا من الممكن أن تتسرب في اتجاه لا نريده، خاصة أنه - في هذه الفترة - قد صدر قرار من الأخر "مناع" "قطان" - المسئول عن الإخوان في السعودية - بفصل الأستاذ سعيد رمضان من الجماعة ، وكانت هناك محاولات من الأستاذ عبد البديع صقر، لإعادته مرة أخرى وكان حوله الكثير من اللغط والأقاويل التي كان من الأولى البعد عنها والتزام الحذر. ]]


المقال الأصلي



Report Page