اثْبُتْ أُحُدُ..

اثْبُتْ أُحُدُ..

مجلة بلاغ- العدد الثاني عشر- شوال ١٤٤١



بَقِيَّة..


جاء في صحيح البخاري، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعَدَ أُحُداً، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ».


- يا أيها الجبلُّ الأشمُّ.. اثْبُتْ..

- يا مَن شاهدتَ خيلَ المشركينَ تلتفُّ علينا بعد معصيتنا.. اثْبُتْ..

- يا مَن ارتقى أمامكَ "الرماةُ الثُباتُ".. اثْبُتْ..

- يا مَن حضرتَ مقتلَ خيرةَ إخواننا.. اثْبُتْ..

- يا مَن رأيتَ كَبدَ "حمزة" تُنزعُ من جسدهِ.. اثْبُتْ..

- يا مَن آلمكَ نداءُ المشركينَ "أفي القومِ محمد".. اثْبُتْ..

وكيف لا تثبتُ يا "أُحُدُ" وعليكَ مَن عليكَ؟!!

أتراها لو مرَّتْ على غيره.. أيَثبُتْ؟!!


قال ابن المنير: قيل:

"الحكمة في ذلك؛ أنه لما أرجفَ، أراد النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يبيِّنَ أن هذه الرجفةَ ليست من جنسِ رجفةِ الجبلِ بقومِ موسى -عليه السلام- لَمَّا حرَّفوا الكلِمَ، وأنَّ تلك رجفة الغضبِ، وهذه هزَّةُ الطربِ، ولهذا نَصَّ على مقامِ النُّبوِّةِ والصِّدِّيقيةِ والشهادةِ التي تُوجبُ سرورَ ما اتصلتْ به لا رَجفانهِ، فأقرَّ الجبلُ بذلك، فاستقرَّ".


لقد حُقَّ لكَ يا" أُحُدُ" أن تَثبُتَ.. لقد كان معكَ النبيُّ والصِّدِّيقُ والشهيدان!!

- اثْبُتْ أُحُدُ.. فلقد جاءت الأحزاب تريد بلاد حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم..

- اثْبُتْ أُحُدُ.. فمن سيمنعُ الأحزابَ غيرنا؟!

- اثْبُتْ أُحُدُ.. حتى لا تعودَ "المدينةُ" "يثربَ"..

- اثْبُتْ أُحُدُ.. حتى لا تَعْتليكَ أقدامُ المشركينَ النجسةِ بعد تلك الطاهرةِ التي كانت عليك..


أُحُدُ.. سَتُطفأُ نيرانُ المشركينَ قريباً أمام عينيكَ، وستُقلعُ خيامُ الأحزابِ، وسننتصر..

وسيعودُ إلى ديارهم الذين أُخرِجوا منها بغير حقٍ إلا أن يقولوا ربنا الله.. وسيدخلونَ المسجدَ الحرامَ آمنينَ مطمئنينَ..

وستعود لك الْبُشْرى والصِّدِّيقُ والشهيدانَ!!


«أُحدٌ جبلٌ يُحِبُّنا ونحبُّهُ»..

أتراهُ بعدَ كُلِّ هذا.. ألا يَثبُتْ "أُحُدٌ"؟! 


وإنَّا قومٌ لا نفارق من أحببنا..  

فإلى كُلِّ "أُحُدٍ" في هذا الزمان.. اثْبُتْ "أُحُدُ" فَإِنَّمَا معكَ النَّبِيُّ، وَالصِدِّيقُ، وَالشَهِيدَانِ..

- اثْبُتْ على نهجِ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم..

- اثْبُتْ على دربِ الصِّدِّيقِ الصَّادقِ..

- اثْبُتْ على طريقِ الشهداءِ..

هذا طريقُ حُبِّ اللهِ، وتلكَ مُثبِّتاتُهُ.. 

اللهُمَّ إنَّا نحبُّ "أُحُداً" فثبِّتنا كما ثبَّتَّهُ، وبَشِّرنا كما بَشَّرتهُ، واجمعنا مع النَّبِيِّ، وَالصِدِّيقِ، وَالشَهِيدَينِ..

آمين.. آمين.. آمين..



هنا بقية مقالات العدد الثاني عشر من مجلة بلاغ


Report Page