إدلب في شهر دخول دوريات الاحتلال الروسي

إدلب في شهر دخول دوريات الاحتلال الروسي

مجلة بلاغ- العدد الثاني عشر- شوال ١٤٤١


إعداد: أبو جلال الحموي


لم يتوقف مكر العدو خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث استمرت مؤامراتهم التي تتخذ أشكالا عدة لتحقيق غاياتهم الدنيئة، وقد عمل العدو في شهر رمضان وما تبعه من أيام على إدخال دوريات المحتل الروسي المجرم إلى الأراضي المحررة وسيرها في طريق m4 برفقة الدوريات التركية وبحماية فصائل تابعة لتركيا، وتطبيع ذلك الدخول الذي ما هو إلا خطوة من خطوات السيطرة على مناطق الثورة وبسط نفوذ المحتل الروسي على مناطق جديدة أهمها حسب تصريحاتهم مناطق جنوب هذا الطريق والتي تشمل أجزاء واسعة من إدلب والغاب والساحل.


وقد كان التمهيد لدخول الروس عن طريق القوات التركية التي قامت بفض اعتصام الكرامة الذي كان قائما على طريق m4 بوحشية وقتلت وأصابت عددا من المعتصمين على الطريق..


وقد تكررت دوريات الروس في المناطق المحررة بطريقة التدرج؛ حيث تسير كل دورية مسافة أطول من المسافة التي سارتها الدورية السابقة لها، حتى كادوا أن يصلوا لكامل المنطقة المحررة من طريق m4.


وليس الأمر متوقفا على مجرد تسيير دوريات بل يصاحبه إغلاق لطريق السير وانتشار الجيش التركي وفصائل تابعة له على أطراف الطريق حماية للمحتل الروسي، وهو ما يعني تلقائيا مع الأيام قطع الطريق عن المناطق المحررة جنوب الطريق ومحاصرتها وقطع خط إمدادها وجعلها مرهونة لتفاهمات الدول المتآمرة.


* وقد حاول بعض الأهالي والثوار الاعتراض على هذا التسيير بطرق سلمية بدأت بالاعتصام على طريق M4، ثم التظاهر وقت مرور الدوريات، ثم صلاة العيد على الطريق، وكذلك رشق الدوريات بالحجارة..، وهذه المحاولات مشكور أصحابها، ولكن المشكلة الكبرى أن هناك من يحاول جعل "السلمية" بديلا عن "حماية الحقوق بالسلاح" معتبرا أن الجهاد والمقاومة لا طائل من ورائهما، وهذا خذلان لدماء شعب جاهد عشر سنين وصبر وصابر، والمشكلة الأخرى هي وجود جهات لئيمة تعمل على امتصاص الغضب وتفريغ شحنة الرفض عبر التدرج، فتم تخفيض الضوء الإعلامي المسلط على هذا الحراك، وتم إلغاء فكرة الاعتصام والدفاع عن المعتصمين، ثم جُعِل التظاهر في نهاية طريق الدوريات وليس وسطه، ثم جُعل في أيام غير أيام سير الدوريات، وغير ذلك من أساليب لا تخفى على من يتأمل المشهد بِوعي.


* وعلى مسار آخر يتوافق مع تمرير اتفاقيات الأستانا وسوتشي وموسكو حصلت محاولات متكررة لفتح معابر تجارية مع العصابة الأسدية رغم الرفض العارم لهذه المعابر في المرحلة الحالية؛ لأنها تأتي في سياق تطبيع العلاقات مع العدو، ونهب خيرات المحرر، وزيادة معاناة الشعب، وتسويق عملة العدو المنهارة..، وقد خرجت المظاهرات الغاضبة الرافضة لفتح تلك المعابر في عدد من المناطق المحررة ووجه بعضها بالقوة مما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين على يد هيئة تحرير الشام في معارة النعسان، وكذلك حصلت مواجهات في مناطق درع الفرات بين فصائل الجيش الوطني على إثر خلافاتهم المتعلقة بتهريب التجارات لمناطق العصابات الأسدية. 


* ميدانيا استمر العدو في تجهيزاته للعدوان على المناطق المحررة عبر قصف الجبهات خاصة في جبل الزاوية والغاب وريف حلب الغربي، وكذلك الاستطلاع بالقوة عبر عدة محاولات تسلل في محاور جبل الزاوية وسراقب وسهل الغاب، وقد وفق الله المجاهدين فصدوا تلك التسللات وقاموا بإغارة مباركة على قرية طنجرة بسهل الغاب أدت لقتل وجرح العشرات من عصابات الإجرام النصيري.


* وقد تمكن المجاهدون والثوار من إتمام 3 عمليات تبادل مع العدو النصيري خلال هذا الشهر استطاعوا من خلالها فك أسر اثني عشر أسيرا ما بين رجل وامرأة وطفل مقابل عدد من أسرى العدو وجيفهم.


* سياسيا لا يزال المشهد تتزايد فيه التدخلات الدولية وآثارها الميدانية؛ حيث شهد هذا الشهر استنساخا لبعض أحداث سوريا ولكن في ليبيا؛ حيث إن الصراع في ليبيا يدور بين حكومة معترف بها دوليا ومخالفين لها، وهناك قوة تدعم ميدانيا تلك الحكومة وقوة تدعم ميدانيا المخالفين لها، وفيما يبدو أن له ارتباطا بتفاهمات سياسية تقدمت ميدانيا حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بمؤازرة التدخل التركي وأتباعه من جنود الجيش السوري الحر لتعزز مواقعها في العاصمة طرابلس وفي الغرب الليبي كله، بينما تراجعت قوات المجرم حفتر وانسحبت من عدد من المواقع وعززت روسيا تواجدها العسكري في الشرق الليبي وجلبت كذلك أتباعها من جنود جيش النصيرية السوري؛ ليلحق ذلك اتصالات دولية وتصريحات روسية وحشود ميدانية تشير إلى تداول كلام عن تحضير العدو لعمل على بعض مناطق إدلب، ووجهت تلك التحركات بتصريحات عن اتخاذ مقاتلي إدلب إجراءات للتصدي لأي هجوم متوقع.


* إن المؤشرات تدل على وجود مواجهة عسكرية قادمة لم يتحدد موعدها بعد، ولا زالت الفرصة سانحة وممكنة لقلب طاولة المؤامرات واستعادة زخم الانتصارات وتغيير الواقع الميداني، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).



هنا بقية مقالات العدد الثاني عشر من مجلة بلاغ

Report Page