أزمة العدو الاقتصادية

أزمة العدو الاقتصادية

مجلة بلاغ- العدد الثاني عشر- شوال ١٤٤١


متابعة: أبو محمد الجنوبي


فجأة خرج رامي مخلوف أحد كبار اللصوص الذين سرقوا خيرات الشعب السوري مخاطبا ابن خالته بشار طالبا منه تخفيف الإجراءات المالية المتخذة ضده، فرد عليه بشار بسلسلة من الاعتقالات التي طالت المقربين من رامي مخلوف كما تم الحجز على أمواله.


كان هذا المشهد أحد تجليات الأزمة الاقتصادية التي تضرب العدو منذ سنين والتي كان من أبرز مظاهرها انخفاض سعر الليرة السورية خلال العشر سنين الماضية وارتفاع سعر الدولار بمعدل ثلاثين ضعفا؛ فبعد أن كان سعر صرف الدولار يساوي خمسين ليرة تعدى الآن حاجز الألف وخمسمائة ليرة سورية، مع توقع مزيد من انهيار العملة السورية مع اقتراب تطبيق أمريكا مزيدا من العقوبات الاقتصادية على نظام بشار فيما يسمى بقانون قيصر، وكل هذا أدى إلى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وازدياد الفقر، خاصة وأن الدخل الشهري بالليرة السورية للمواطن لم يرتفع بهذه النسبة بل كان معدل ارتفاع الأجور ثلاثة أو خمسة أضعاف فقط.


* وأمام هذه الأخبار يحسن توضيح الأمور الأربعة التالية:


1- المعارك الكبرى تقوم على سلاح أساسي وأسلحة فرعية؛ فالسلاح الأساسي هو القتال الميداني الذي يفرض واقعا على الأرض، والأسلحة الفرعية مثل الإعلام والضغط الاقتصادي هي مساعدة للسلاح الأساسي في أداء مهمته وليست بديلا عنه، فتصور أن العدو سينهار بمجرد تزايد الأزمة الاقتصادية عنده تصور غير منطقي، وحوادث التاريخ المعاصر سواء في سوريا أو السودان أو العراق أو أفغانستان..، تؤكد أن الحصار الاقتصادي وحده لم يغير نظام حكم.


2- يجب العمل على الاستفادة من أزمات العدو الاقتصادية في تحقيق مكاسب ميدانية عسكرية، وإلا فإن الأزمة الاقتصادية المجردة عن استفادة عسكرية لنا لن تكون إلا مجرد تضييق على أهلنا في الأماكن المحتلة بينما العصابة الحاكمة هناك تتنعم بالخيرات ولا تتأثر بذلك الضغط، بل وستستغل الفقر في تجنيد الشبيحة وابتزاز الشرفاء وإذلال الشعب.


3- عصابة بشار انتهت سيطرتها على البلد منذ سنين وانهار جيشها وشرطتها واقتصادها، وسيطر الإيرانيون والروس على سوريا المحتلة؛ فيتعين توجيه ضربات قوية للمحتلين؛ لأن الاكتفاء بالضغط على الوكلاء المحليين لا يؤثر كثيرا في المحتل طالما أن قواعده ومصالحه لم تتأثر بتأثر عملائه، ولا إشكال عندهم أن تجوع كلابهم، فالقاعدة التي يسيرون عليها "جوع كلبك يتبعك".


4- تتأثر المناطق المحررة بتدهور العملة السورية، ويسبب ذلك غلاء في المعيشة؛ حيث لا تزال التعاملات اليومية مرتبطة بالليرة السورية، ولم تعمل أي جهة إلى الآن على وضع خطة لفك الارتباط بهذه العملة التي لا قيمة لها، وهو أمر ممكن لو كانت هناك رغبة في ذلك.

بل ويصر البعض على تحميل المنطقة المحررة مزيد أعباء اقتصادية برغبته في فتح معابر تجارية مع العدو النصيري لا تفيد الشعب هنا حاليا، وتؤدي لغلاء الأسعار في المناطق المحررة، وهي في حقيقتها تبديد لاقتصاد المنطقة المحررة وغسيل أموال لليرة السورية؛ حيث يستورد العدو عبر تلك المعابر من المناطق المحررة المنتجات المحلية بل والمستوردة من تركيا ويدفع مقابل ذلك في كثير من الأحيان بالعملة السورية التي لا قيمة لها.


والحمد لله رب العالمين.




هنا بقية مقالات العدد الثاني عشر من مجلة بلاغ


Report Page