-1

-1

@alnajdiah1

( مسألة ) شرح الكتاب 

🔺بدأ المصنف كتابة بالبسملة ويستحب في بداية الخطب والمقالات والرسائل أن يبدأ بذكر الله وهي ثلاثة أنواع :


أ ـ البسملة كما فعل المصنف والدليل إقتداء بالقرآن وعند البخاري إن النبي ﷺ كتب إلى هرقل كتاباً ابتدأه بسم الله الرحمن الرحيم ، أما حديث كل أمر ذي بال .. ، فهو ضعيف .

ب ـ أن يبدأ بالحمد لله كما جاء في حديث جابر عند مسلم أن النبي إذا خطب حمد الله وأثنى عليه .

ج ـ أن يبدأ بالآيات كما جاء في قصة الجماعة الذين جاءوا من مضر وهم فقراء .. ثم خطب عليه الصلاة والسلام فتلا آيات { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم .. } وآية الحشر { ولتنظر نفس ما قدمت لغد .. } ثم قال تصدق رجل من ديناره ومن درهمه ...  ] من حديث جرير عند مسلم . الشاهد أنه تلا بعض الآيات لما خطب .

 ••●—————🔺🔺—————●••

في بعض النسخ في غير الدرر بدأت الرسالة بكلمة ( اعلم رحمك الله )

🔺 فقوله : " اعلم رحمك الله "

يأتي بعد قليل تعريف العلم إلا أن هذه الكلمة يؤتى بها للاهتمام والحث على تدبر ما بعدها كما قال الحكمي رحمه الله ، وهذا من شفقة المؤلف ومحبته أن يدعو للسامع بهذه الدعوة ، ومعنى الدعاء بالرحمة أي غفر الله لك ما مضى ووفقك وعصمك فيما يستقبل .. وعلى هذا فالرحمة هنا تشمل معنى المغفرة .


🔺" الله " المعبود الخالق ويأتي مزيد إيضاح من كلام المصنف عندما يتكلم على الأصل الأول في معنى لفظ الجلالة ، هذه قاعدة في  تفسير اسم الله أما إذا جاء اسم " الله " مع اسم " الرب " فإن " الرب " الخالق و" الله " المعبود .

 ••●—————🔺🔺—————●••

فصل

ويجب علينا أربع مسائل، الأولى : العلم ؛ وهو : معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ؛ الثانية : العمل به ؛ الثالثة : الدعوة إليه ؛ الرابعة : الصبر على الأذى فيه، والدليل قوله تعالى : 

( والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )

قال الشافعي، رحمه الله تعالى، لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ؛

وقال البخاري، رحمه الله تعالى : باب : العلم قبل القول والعمل، والدليل قوله تعالى : ( فاعلم أنه لا إلَه إلاّ الله واستغفر لذنبك ) فبدأ بالعلم، قبل القول والعمل .

 ••●—————🔺🔺—————●••

الشرح :

🔺قوله : " يجب "

أفاد المصنف حكم تعلم الأربع المسائل وأنه واجب ، والواجب في الحد والحقيقة ما أمر به على وجه الإلزام .

قال تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } وأحياناً يعرف الواجب بالحكم ، وهو " ما يثاب فاعله امتثالا ويستحق العقاب تاركة " ، والعادة في التعاريف أن تعرف بالحقيقة ، ولا مانع من تعريفها بالحكم عند الحاجةة ، لتسهيل العلم والفهم .

🔺وقولنا : " امتثالا " أي لا بد منه في الواجب ، فلو فعله بدون امتثال ما برئت الذمة ولا سقط الطلب لحديث عمر [ إنما الأعمال بالنيات ] ، وقولنا يستحق العقاب أحسن من قولنا يعاقب لأن ترك الواجبات كما هو عند أهل السنة والجماعة تحت المشيئة إنن شاء عذب وإن شاء عفا الله عنه ، وكلام الخوارج والمعتزلة يقولون : يعاقب ، وأما قول السلف : فيستحق العقاب ، فالاستحقاقق والوعيد ثابت ، أما العقاب بالفعل فتحت المشيئة ، لكن هذا في الأشياء التي تدخل تحت المشيئة ، أما غيره كالشرك الأكبر والأصغر فلا بد في الشرك من توبة ، فكل الذنوب تحت المشيئة إلا الشرك فلا يُفغر إلا بالتوبة ، قال تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به } .

لكن المصنف في هذه الأربع لم يرد الواجب الاصطلاحي بل هذه أركان وأسس فالعلم بالرب والدين والرسول ﷺ هي أصل الأصول وأعظم الواجبات .

🔺 قوله : " علينا "

🔺نا : هنا يقصد بها جميع الخلق حتى الكفار فإن الكفار مخاطبون ومكلفون بفروع الشريعة وأصولها ، فالمسلمون مخاطبون بفروع الشريعة بالقرآن والسنة ، أما توجهه للكفار فنعم فيستحقون العقاب على ترك الأوامر والدليل { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين } وكذلك { فويل للمشركين اللذين لا يؤتون الزكاة } وقوله { ولم نك نطعم المسكين } وعلى الزنا أيضاً يعاقبونن وهكذا كل خطاب موجه للمسلمين مخاطب به الكافرين ، لكن إذا اسلم وتاب عفى عنه ما سلف والدليل قوله تعالى : { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } وقولهﷺ : [ الإسلام يجب ما قبله ] ، ولفعل الصحابة ، وكذلك المرتد في هذه المسألةة كالكافر فلا يُؤمر بقضاء ما تركه زمن الردة .

وحتى الجن أيضاً مخاطبون بهذه المسائل ، كما قال تعالى : { وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون } ، ولقوله تعالى : { فولوا إلى قومهم منذرين } والضمير يعود إلى الجن .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺المسائل الأربع التي يجب تعلمها : 

الأولى : ( العلم )

🔺وتعريف العلم ذكره أبو الخطاب في كتابه التمهيد في أصول الفقه ، الجزء الأول صـ 36 " العلم / هو المعرفة أي تعرف المعلوم على ما هو به وهو المعرفة الصحيحة " إ.هـ.

واستدل بقوله تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } ، فجعل العلم بمعنى المعرفة وهو الذي اختاره المصنف : " أن العلم بمعنى المعرفة " فقال المصنف ( الأولى : العلم ؛ وهو : معرفة الله،، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ) وقد رد أبو الخطاب على من عرف العلم بأنه إدراك الشيء فليرجع في نفس المصدر.


مع أن هناك فرق بين العلم والمعرفة والإدراك ،

🔺قال ابن القيم في مدارج السالكين 2 / 472 والفرق بين العلم وبين المعرفة من وجوه ثلاثة :

أحدها : أن المعرفة لب العلم ونسبة العلم إليها كنسبة الإيمان إلى الإحسان وهي علم خاص متعلقها أخفى من متعلق العلم وأدق ، 

والثاني : أن المعرفة هي العلم الذي يراعيه صاحبه بموجبه ومقتضاه فهي علم تتصل به الرعاية ،

والثالث : أن المعرفة شاهد لنفسها وهي بمنزلة الأمور الوجدانية التي لا يمكن صاحبها أن يشك فيها ولا ينتقل عنها وكشف  المعرفة أتم من كشف العلم والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ .


🔺وقال العسكري في كتابه الفروق ص 72 :

أن المعرفة أخص من العلم لأنها علم بعين الشيء مفصلا عما سواه ، والعلم يكون مجملا ومفصلا ... إلى أن قال فكل معرفة علم وليس كل علم ، وذلك أن لفظ المعرفة يفيد تمييز المعلوم من غيره معرفة ولفظ العلم لا يفيد ذلك إلا بضرب آخر من التخصيص في ذكر المعلوم اهـ المقصود .

🔺وقال ص 81 في الفرق بين العلم والإدراك فقال :

إن الإدراك موقوف على أشياء مخصوصة وليس العلم كذلك والإدراك يتناول الشيء على أخص أوصافه وعلى الجملة والعلم يقع بالمعدوم ولا يُدرك إلا الموجود ، والإدراك طريق من طرق العلم اهـ المقصود .


🔺قال المصنف " العلم "

الآلف واللام للخصوص ، ولا يقصد جميع العلم لأن المصنف عرفه فقال هو معرفة الله ... الخ ، فإذاً المصنف قصد به العلم الشرعي .

 ••●—————🔺🔺—————●••

" مسألة "

حكم العمل فيه تفصيل ويختلف باختلاف العلم،

فمن العلم ما هو واجب كعلم التوحيد والعقائد ومعرفة الشروط والأركان والواجبات والعبادات الواجبة والمعاملات الواجبة ومعرفة المحرمات ... الخ ، فهذا واجب قال تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } . ولحديث معاذ في الصحيح مرفوعا ( فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوت ... ثم العلم بوجوب الزكاة ) الحديث .

القسم الثاني : العلم المستحب كتعلم المستحبات وهذه باعتبار الأفراد أما باعتبار الأمة فلا بد على الكفاية من معرفة المستحبات في الجملة ولأنه من باب حفظ الدين .

القسم الثالث : ما هو فرض كفاية كتعلم الطب والصناعات وهذا فرض كفاية ومثله علم اللغات ... الخ من العلوم المباحة والنافعة  للمسلمين .

القسم الرابع : العلم المحرم كتعلم السحر { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } وكعلم الكلام ، وعلم الموسيقى وعلم الربا والفن ... الخ ومن ذلك الطريقة العلمانية اليوم في التعليم في المدارس تشبها بالغرب حيث يُفرض على الناس تعليمم المحرم او تعليم ما لا يحتاجونه وبشكل عام على كل الطبقات ، وقد ذكرت هذه المسألة وفصلت فيها في كتاب المعتصر شرح كتاب التوحيد في باب السحر والكهانة .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺قال المصنف : " وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة " 

( مسألة )

ذكر معرفة النبي ﷺ بعد معرفة الله عز وجل وقدم معرفة النبي ﷺ على معرفة الدين وفي الدرر1 / 147 قال أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة : معرفة ثلاثة أصول ، والعمل بهن . ثم ذكرها وهي :

الأصل الأول : في معرفة العبد ربه، ثم ذكر ذلك ،

الأصل الثاني : في معرفة دين الإسلام ،

الأصل الثالث : في معرفة نبينا محمد 

فقدم معرفة الدين على معرفة النبي ﷺ وهذا ليس فيه شيء لأنهما متلازمان ، والواو لا تقتضي الترتيب وإن كان عادة معرفة النبي ﷺ تسبق معرفة الدين فلا بد أن تعرف هذا النبي ثم تأخذ منه الدين .

 ••●—————🔺🔺—————●••

( مسألة )

قوله بالأدلة أي أن الثلاثة تكون مقرونة بالأدلة .. فالباء هنا للمصاحبة .

 ••●—————🔺🔺—————●••

( مسألة مهمة )

🔺عرفنا حكم معرفة تلك الأصول الثلاثة ؟ فهل يصح التقليد في هذه الثلاثة وفي بقية العقائد ؟

هذه المسألة تسمى ( صحة إيمان المقلد في العقائد )

والجواب : أنه يجوز التقليد في علم العقائد ولكن بشرط أن تجزم بما قلدت به ولا يشترط أن تعرف الدليل . 

فعن أنس بن مالك قال بينما نحن جلوس مع النبي ﷺ في المسجد دخل رجل ( وهو ضمام بن ثعلبة ) فقال للنبي ﷺ إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك فقال سل عما بدا لك فقال أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم فقال اللهم نعم ثم سأله عن الأركان . الحديث . 

قال الشيخ عبد الله ابا بطين : وفرض على كل واحد معرفة التوحيد وأركان الإسلام بالدليل ، ولا يجوز التقليد في ذلك ، لكن العامي الذي لا يعرف الأدلة إذا كان يعتقد وحدانية الرب سبحانه ورسالة محمد ﷺ ويؤمن بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار وأن هذه الأمور الشركية التي تفعل عند هذه المشاهد باطلة وضلال فإذا كان يعتقد ذلك اعتقادا جازما لا شك فيه فهو مسلم ، وإن لم يترجم بالدليل لأن عامة المسلمين ولو لقنوا الدليل فإنهم لا يفهمون المعنى غالبا .

قال : ذكر النووي في شرح مسلم عند حديث ضمام بن ثعلبه قال قال أبو عمرو بن الصلاح فيه دلالة لما ذهب إليه أئمة العلماء من أن العوام المقلدين مؤمنون ، وأنه يكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحق جزما من غير شك وتزلزل خلافا لمن أنكر ذلك منن المعتزلة وذلك لأنه قرر ضمام على ما اعتمد عليه في معرفة رسالته وصدقه ومجرد إخباره إياه بذلك ولم ينكر عليه ، ولا قال يجب عليك النظر في معجزتي والاستدلال بالأدلة القطعية اهـ الدرر 10/409 .

قال ابن حزم رحمه الله ( وقال سائر أهل الإسلام كل من اعتقد بقلبه اعتقادا لا يشك فيه وقال بلسانه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن كل ما جاء به حق وبرئ من كل دين سوى دين محمد ﷺ فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك ) الفصل 4/35 .

وأشار إلى صحة إيمان المقلد الموفق ابن قدامه في روضة الناظر ووافقه الشنقيطي في تعليقه على الروضة واستدلا بدليلين ، الأول { فاسألوا أهل الذكر} والثاني { ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } .

ووجه الدلالة من هاتين الآيتين أنه يقبل قول المنذر إذا رجع إلى قومه ويكتفي بسؤاله وأما الآية الأولى { فاسألوا أهل الذكر } أي  سؤال عن الحكم الشرعي .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺قال المصنف " معرفة نبيه "

ولم يقل رسوله وهما مترادفان هنا . ثم قال : معرفة دين الإسلام بالأدلة .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺قال المصنف " الثانية العمل به "

أي من الواجب بعد العلم العمل به ، " به " الضمير يعود إلى أقرب مذكور وهو العلم ، أي يجب العمل بما تعلمت .

 ••●—————🔺🔺—————●••

" مسألة "

🔺العمل ينقسم كما ينقسم العلم :

1- فمنه ما هو واجب كالعمل بالواجبات والشروط والتوحيد ونحو ذلك .

2- العمل المستحب كالعمل بالمستحبات لكنه في الجملة لا بالجملة .

3- العمل المحرم كالعمل بالشركيات أو الكبائر.

4- ما هو مكروه وهو العمل بالمكروهات .

 ••●—————🔺🔺—————●••

" مسألة "

🔺هل الترك يسمى عملاً ؟ كمن ترك الزنا فهل يقال عمل صالحا ؟

الجواب فيه تفصيل إن تركه امتثالاً مثل الابتعاد عن وسائل الزنا فهذا عمل صالح . وإن تركه عجزاً فلا يدخل ، وعلى ذلك فالترك مع النية الصالحة عمل قال تعالى : { وذروا ما بقي من الربا } .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺قال المصنف " الثالثة الدعوة إليه "

هل الضمير هنا يعود على العلم أي الدعوة إلى العلم ، أما يعود إلى أقرب مذكور وهو العمل فيكون المعنى الدعوة إلى العمل بما علم ؟ .

 ••●—————🔺🔺—————●••

" مسألة "

الضمير يعود إلى العلم الشرعي ومعنى الدعوة أي نشر العلم الذي تعلمه . وعلى ذلك فالدعوة إلى العلم تنقسم مثل أقسام العلم .

فالعلم الواجب الدعوة إليه واجبه ، والعلم المستحب الدعوة إليه مستحبة وما كان محرماً ، فالدعوة إلى تركه واجبة ... وهكذا ..

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺" مسألة " على من تكون الدعوة ؟

على من تعلم العلم وقدر ، فمن كان جاهلاً لا يجب عليه الدعوة ولكن يجب أن يتعلم أولاً ثم بعد ذلك يدعو .

الدليل على وجوب الدعوة حديث معاذ " إنك تأتي ... فليكن .. " الشاهد : " فليكن أول ما تدعوهم " اللام للأمر والأمر يقتضيي  الوجوب .

والدليل الثاني حديث علي " انفذ على رسلك " ثم قال " ثم ادعهم إلى الإسلام " هذا الشاهد وقوله ادعهم أمر والأمر يقتضي  الوجوب . والحديثان كلاهما في الصحيحين.

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺" مسألة " لمن توجه الدعوة ؟ 

الجواب : تدعو الكافر والمسلم الجاهل والمخطىء والمتأول والمعاند .

 ••●—————🔺🔺—————●••

" مسألة "

هناك فرق بين قوله " الدعوة إليه " ووجوب الدعوة ، فإن معنى الدعوة إليه أي إلى العلم وبثه بين الناس أما وجوب الدعوة مطلقاً فهي تشمل أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والنصح .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺قال المصنف " الصبر على الأذى فيه "

هذا الواجب الرابع الصبر على الأذى في الدعوة إلى العلم . الصبر لغة : الحبس والمنع . اصطلاحاً : حبس النفس عن التسخط واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود .. وأمثال ذلك .

" فيه " الضمير يعود إلى العلم أي يصبر على ما يواجهه في طلب العلم وما يصيبه من أذى في نشر العلم والعمل به .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺" الأذى " الألف واللام للعموم والأذى أنواع :

1-أذى بدني.

2- أذى مالي .

3- أذى كلامي نفسي ، فيصبر على ما يلقاه. وأفضل الصبر عند الصدمة الأولى ثم الاستمرار في الصبر حتى ينتهي الحدث.

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺قال المصنف " والدليل بسم الله الرحمن الرحيم " " والعصر إن الإنسان لفي خسر " 

هذا هو الدليل على المسائل الأربع ، وذكر البسملة لأنه ذكر سورة كاملة وحكم البسملة في أوائل السور سنة ما عدا براءة .... وليست آية من السورة وإنما هي منفصلة عنها إلا في سورة النمل والشاهد من السورة ( إلا الذين آمنوا) ، وهو دليل العلم ، لأنن  الشيء الذي آمنوا به علموه أولا فتكون دلالتها باللازم .

" وعملوا الصالحات " دليل العمل .

" وتواصوا بالحق " يدل على الدعوة .

" وتواصوا بالصبر " . دليل على الصبر على الأذى فيه .

فسورة العصر تدل على الواجبات الأربع .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺هل هناك تلازم بين المسائل الأربع ؟ أي أن الإنسان لا يدعو بدون علم أو لا يدعو إلا بعد العمل .

التلازم بين العلم والعمل فلا بد منه ، فلا عمل بدون علم ولا علم بدون عمل ،

ويدل عليه { غير المغضوب عليهم } علموا ولم يعملوا وهم اليهود

{الضالين} عملوا بدون علم , وقوله تعالى : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً }.

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺أما التلازم بين العمل والدعوة فليس هناك تلازم

بمعنى إنه لا يدعو إلا ما عمل به ، أو لا يتعلم إلا ما يدعو إليه بل لا يلزم ذلك . بل الإنسان يدعو بالذي عمل به والذي لم يعمل به فلو كان يعلم أن هذا حرام فيجب عليه أن يدعو إلى تركه وإن كان يعمله .

والسبب لأن الذي دعا وقع في الخطيئة وهي عدم العمل بما دعا به وعمل واحدة وهي أنه دعا .

وأما الذي لم يدع وقع في خطيئتين لم يعمل ولم يدع .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺كلام الشافعي : ثم قال " رحمه الله "

إذا قال العلماء فيقال رحمه الله وإذا قيل الصحابة ترضي عنهم والأنبياء صلي عليهم ) وهذا هو المعتاد في الدعاء للعلماء بالرحمة والسابقون يدعى لهم ولا يجزم أنه حصلت لهم الرحمة وإن كان يرجون لهم لكن لا يجزم لهم ، ولم يقل المرحوم لأن المرحوم خبر "ورحمة" دعاء وفرق بينهما.

قال الشافعي رحمه الله " لو ما أنزل الله حجة على الخلق "

الألف واللام في الخلق للعموم تشمل الجن والإنس .

" إلا هذه السورة لكفتهم " لأن هذه السورة فيها المسائل الأربع .

 ••●—————🔺🔺—————●••

🔺ثم ذكر المصنف كلام البخاري . " باب العلم قبل القول والعمل فاعلم أنه لا إله إلا الله ... "

كلام البخاري يدل على الترتيب بين المسائل الأربع ، فالعلم أولا ثم العمل ثم الدعوة ثم الصبر .

 ••●—————🔺🔺—————●••


Report Page