*/

*/

Source

◼️مركز مناظير جديدة للدراسات والنشر.

⭕ تلخيص لمحاضرة جدل القيم والقوانين "قراءة في سحب حكومة السودان التحفظ علي بعض مواد الميثاق الأفريقي لرفاهية الطفل". تقديم : أ. محمد الخاتم.

إعداد التلخيص : أ. سارة عصام.

◼️عملية سحب الحكومة السودانية لتحفظها على بعض مواد الميثاق الافريقي لحقوق الطفل يأتي في إطار إجراءات كثيرة لإعادة دمج السودان في المجتمع الدولي والثقافة الدولية ، وعليه إنطلقت التفسيرات في هذه المحاضرة من معرفة من أين أتت هذه القوانين؟ وماهي روح هذه القوانين؟ وكيف أُنتجت وفي أي صياغ يراد عولمتها؟ .

◼️حرص الاستاذ محمد الخاتم ابتداءاً على توضيح أن هنالك مشروع كبير يحيط بالمجتمعات الشرقية ، وانه عندما يدور الحديث عن القوانين والقيم نجد انه جدل قديم ظل قائماً بين القيمة والقانون حتى مجيء الثورة الفرنسية التي توجت إنتصار القيمة على القانون ، ولكن بعد الثورة الفرنسية ما حدث أن القيم التي أنتجت في الصياغ الاوروبي هي القيم التي يعتقد إنسان أوروبا أنها قيم كونية ويجب أن تبث إتجاه العالم كله بحجة التنوير ، كرس هذا الأمر شكل جديد للدولة يقوم على مبدأ القومية ، تقوم هذه القومية على أساس القيم المنتصرة في الثورة الفرنسية ، وقعت هذه القيم في أيدي زمرة من ذات طابع إقتصادي وخلقت حالة من التوجه نحو المجتمعات غير الاوروبية فيما يسمى بالإستعمار .

المركزية الاوروبية رغم إختلافاتها الداخلية إلا أنها تتفق في نظرتها للشرق ، خلقت هذه المركزية إجتياح لوافد يحاول السيطرة على أدوات القوة ونسف الموروث الإجتماعي وتفتيت القيم الأصيلة في المجتمعات ؛ الإستعمار بصورته القديمة إنتهى وكفت الدول المستعمرة عن إستخدام البندقية ، جاءت سياسات إجرائية لمحاولة إبقاء السيطرة تسمى بالسياسات النيوليبرالية أو الليبرالية الجديدة ، وأعلنت بشكل أساسي أو كخطاب سياسي عام ١٩٨٢ عند رونالد ريغان عندما تحدث عن أنه "حان للدولة أن تنفصل عن السوق" ، لذلك نجد أن تفتيت القيم الذي حدث في مجتمعاتنا ناتج عن تصور من النيوليبرالية قائم على إفتراض ان الوجود الطبيعي للإنسان هو الوجود العقلاني ، وأن الحيز لإنشغال الإنسان هو السوق وعملت على تحويل الإنسان من الإنتاج وتقديم الإسهامات المعرفية والحضارية لمستهلك وحولت المجتمع من التفكير التراحمي الى التفكير التعاقدي القائم على المصلحة والمنفعة .

تم مناقشة الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته في منظمة الوحدة الأفريقية في السبعينية ، وهو ميثاق له ٣ مكونات مرتبط في الأساس بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأقسامه : ١- الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والشعوب ٢- الميثاق العالمي لحقوق المرأة ٣- الميثاق العالمي لحقوق الطفل ورفاهيته ، تمت المصادقة على الميثاق في نهاية التسعينات ، المصادمة مع هذه المواثيق تنحصر في ميثاق حقوق المرأة وحقوق الطفل . فيما يخص ميثاق حقوق الطفل ورفاهيته فالمصادمة في أن فكرة الميثاق تنطلق من أن الطفل لا يتمتع بحريته واستقلاله الكافي وسط أنماط التربية التقليدية في المجتمعات الأفريقية ، ولكن هل المقصود من هذه القوانين هو الإكتفاء بأن يكون للطفل سلطة مستقلة أو أن تكون المرأة صاحبة سلطة ورأي ، ام أن الفكرة أبعد من ذلك وتصل إلى الغاء الأسرة ودورها وتفكيك القيمة وإخضاع المجتمعات ذات الخصوصية الثقافية للمشروع الذي يقوم بترسيخ أهدافه رويداً رويداً داخل السودان و فضاءات أخرى .

الدفاع عن الطفل في أن يكون له الحق والسلطة على تصرفاته يلغي الدور التربوي ويحيله للتربية الإلكترونية ، إستخدمت النيوليبرالية عدة طرق للولوج لمجتمعات الشرق في عهد النظام السابق مثلاً إستخدمت سياسة الأمن الثقافي للدخول للمجتمع السوداني ومنعت نوع محدد من الكتب والمعرفة ، وأوقفت النشاطات المقاومة التي تقوم بأي نشاط مضاد للنيوليبرالية ومفاهيمها ، وراقبت نشاط المثقفين ما يطلعون عليه وما يقومون بنشره ، ونجد معظم المثقفين المناهضين لسياسات النيوليبرالية في المعتقلات ، أما في عهد ما بعد التغيير ظهرت بثوب جديد وهو عملية حماية التفكيك وأن المجتمعات يجب أن تفكك ويتم حمايتها بالدولة وأدوات الدولة وأي مناهضة لعملية التفكيك تواجه بعنف الدولة نفسها .

فكرة حماية الطفل بنيت على فلسفة للطفولة وكانت إسهام للإهتمام النفسي للطفل ، اول من ابتدر النقاش حول الأمر هو ويليام جيمس في القرن ال١٩ في كتاب مقدمة في علم النفس ودعى لتوجهات ذات طابع ليبرالي في التعامل مع الطفل ، قادت هذه الفلسفة بشكل ما لنسف الأسرة ودورها ، وهنالك فلسفات اخري قامت على تساؤلات عن من هو الطفل؟ ، بالنسبة للصياغ الديني نجد انه يسهل تحديد من هو الطفل بإعتبار الطفل مرتبط بمرحلة أدنى من سن الرشد ، وأن من هو دون سن الرشد هو طفل يسهل تحديد ممارساته وحجم الرقابة التربوية عليه .

القانون في الميثاق لم يوضح من هو الطفل إلا بالمسألة العمرية بأنه دون سن ال١٨ دون وجود اي مرجعيات اخرى لتعريف الطفل ، ونجد أن المشروع يسير تدريجياً نحو رفض للإنجابية ككل ، لذلك يجي التصدي لعمليات التفكيك وإغتيال القيم عن طريق حركات إجتماعية تقوم على هدف واضح وشاملة في دفاعها عن الدين و الموروث والثقافة الشعبية وأن يكون لها منهج وهوية .

Report Page