...

...


_ اتفضلي المُفتاح 

_ تسلم يا عم عبدو 

_ الله يحفظك يا بنتي، اقفلي علىٰ نفسك كويس وبلاش تطلعي من شقتك بـ الليل، العمارة ست أدوار وكل واحد فيها قاعد فـ حالهُ، شقتك فـ الدور الرابع .


" ساعدني في شيل الشُنط، وصلت قُدام باب شقتي حسيت بـ رعشة غريبة أما حطيت إيدي علىٰ الباب! "

_ وأنتِ أهلك فين يا بنتي؟!

ابتسمت بـ تشوش :

_ اتوفوا من وأنا صغيرة

_ الله يرحمهم ويغفر لهُم .. أومال كُنتِ عايشة مع مين؟! 

_ كُنت عايشة مع خالتي و أول ما أتخرجت وأشتغلت قررت أحوش عشان أشتري شقة وأعيش لوحدي 

هز رأسهُ بتفهُم :

_ ربنا يحميكِ يا بنتي، أستأذن أنا بقا 

ابتسمت بـ أمتنان :

_ اتفضل يا عم عبدو .. تعبتك معايا .

_ تعبك راحة يا ست البنات .


" فتحت الباب و أول ما حطيت رجلي حسيت بـ نسمة هواء شديدة بتقرب مني! غمضت عيوني بـ سرعة وحسيت إن نسمة الهواء دِ واقفة قُصاد وشي، فضلت مغمضة عيوني ثواني لـ حد ما حسيت إن نسمة الهواء أو الشيء الخفّي دَ مّشي، أخذت نفسي بـ هدوء ودخّلت شُنطي وقفّلت الباب " 


بدأت ألف فـ البيت وأنا مُبتسمة وبكلّم نفسي :

_ عاااا أخيرًا يا أموله بيت لوحدِك، من غير زن خالتِك ومعاملتها الوحشة يااااه يا جدع علىٰ الراحة .


" الشقة كانت صغيرة ولطيفة عبارة عن صالون ومطبخ وتواليت وبلكونة كبيرة شويتين و أوضتين، وضبت الشقة ومكنش فاضل غير أوضة واحدة، فتحت باب الأوضة وحسيت بـ رعشة غريبة أول ما لمست الباب، و أول ما دخلت الأوضة حسيت بـ نفس نسمة الهواء بتقرب مني بـ سُرعة، غمضت عيوني بـ خوف وأنا حاسة بـ نسمة الهواء وكأنها بتتنفس قُصاد وشي، حسيت إنها مشيّت! فتحت عيوني بـ هدوء وبدأت أتأمل الأوضة، كُل حاجة فيها كانت بـ اللون الازرق .. الحيطان، الشباك، الدولاب، السرير، الأرضية والسجاد، استغربت بس فرحت لأني بحب اللون الأزرق جدًا جدًا، فتحت الدولاب وحسيت بـ نفس الرعشة اللي حسِتها أما لمست باب البيت وباب الأوضة دِ، بدأت أوضب هدومي وحاجاتي، واستمرت الرعشة كُل ما ألمس أي حاجة فـ الأوضة بس نسمة الهواء مكُنتش حاسة بيها؟! ."


" نمت بـ هدوء وصحيت تاني يوم جهزت ونزلت شُغلي في المُستشفىٰ اليوم كان مُتعب نوعًا ما بس علىٰ قلبي ذِ العسل " 


" رجعت البيت وحسيت بـ نفس الرعشة أول ما لمست باب البيت، دخلت لقيت في أكل موجود علىٰ السُفرة وأدوات المطبخ اللي فطرت فيها الصُبح مغسولة ومرصوصة فـ المطبخ، تلقائي خوفت وأنا بفتكر حكايات العفاريت اللي جدتي كانت بتحكيها ليا أنا وصغيرة، لا لا عفاريت ايه؟! أكيد عم عبدو بعت حد ينضف الشقة ويعمل أكل، بس ريحة الأكل نستني خوفي، بدأت أكُل من غير ما أشغل بالي وحسيت بـ رعشة وأنا بأكُل و.. نسمة الهواء حسيت إنها قريبة مني! "


_ الأكل عجبك؟!


" سمعت صوت حد قُدامي، رفعت وشي و الأكل في بوقي و أكل في أيدي وبصيت علىٰ كُرسي السُفرة اللي قُصادي وكان قاعد عليه شاب بيطلع منهُ ضوء أزرق، حسيت كياني كُلهُ وقّف، عاوزة أضرُخ بس لساني واقف أزاي .. دَ دَ "

صرخت بـ صوت عالي وأنا بجري :

_ عفريييييت الحقوناااااااي 


" بدأت أجري فـ الشقة وأنا بصرُخ بـ صوت عالي وهو لسا قاعد مكانهُ ومُبتسم أوي والضوء الأزرق اختفىٰ "


_ أنـ...ت أنت مـ..ين 

" قام من مكانهُ وابتسامتهُ زادت وبدأ يقرب مني "

_ أنت بتـ...قرب لييه .. خليك بعيد بالله عليـ...ك 

" مسكت الشرشوبة و وجهتها ناحيتهُ .. وقف قُصادي وأنا دموعي نزلِت بـ خوف و مش عارفة اتحرك من مكاني "

قال بـ صوت حانِ وما زال مُبتسم :

_ متخفيش مني 


" سبت الشرشوبة اللي في إيديا وبصتلهُ وغمضت عيوني، حسيت بنفس الأحساس أما نسمة الهواء كانت قريبة مني "


بصتلهُ بحذر و قولت :

_ أنـ...ت مين؟! 

_ عفريت 

" مسكت الشرشوبة وكُنت هصرُخ، بس رد بـ سُرعة "

_ اوعي تصرُخي أنا مش هعملك حاجة 

_ ينـ...فع أدخُـ...ل أوضتي؟

_ اتفضلي!!


" دخلت الأوضة بـ سُرعة وقفلت الباب وفضلت أعيط .. أنا مخوفتش أما حسيت بـ الرعشة ولا أما حسيت بنسمة الهواء كُنت مُتأكدة إن في حاجة فـ البيت، بس الحاجة دِ كانت بتحسسني بـ أمان، بس دَ .. دَ ظّهر فجأة؟! وطلع عفريت؟! "


لقيتهُ واقف قُدامي و قال :

_ مُمكن تبطلي عياط أنا مش هأذيكي

قومت من علىٰ الأرض وأنا بزعّق :

_ ازاي تدخُل أوضتي من غير أذن .. اطلع برا لـ حد ما أخلص عياط واطلعلك عشان أشوف هتلبس ولا هقرأ عليك قرآن ولا هعمل ايه في أم اليوم اللي ملوش ملامِح ده 


" لقيتهُ اختفىٰ مرة واحدة!! .. ايه فيلم الرُعب اللي أنا فيه ده، مسحت دموعي وقرأت كُل سور القرآن اللي خطرت في بالي، مكُنتش خايفة أوي لأني مُقتنعة طلاما أنا مأذتكش عُمرك ما هتأذيني، اتنفست بـ هدوء وطلعت، أطباق الأكل اتشالت والمكان اتنضف .. أنا كدَ هتعود علىٰ النضافة يا جدعان، كان واقف شاورلي اقعد علىٰ الكُرسي، مشيت بـ هدوء وقعدت وأنا بـ بُص عليه وعلىٰ الشرشوبة "


_ يعني الشرشوبة دِ مُمكن تقتلني!

_ أنـ...ت مين؟!

_ أولًا أنا مش عفريت أنا كُنت بقول كدَ عشان اناغشِك، أنا خالِد .. طّيف من عشيرة الأطياف شبيهة البشّر، عشيرتنا مش بتأذي البشر غير في مواقف مُعينة يعني متخافيش

رديت بـ خوف وتوتر وفضول :

_ ايه هيا المواقف دِ؟!

_ لو مثلًا طّيف حّب بشري، مّلِك الأطياف بيأمُر بـ قتل البشري والطّيف بيأخُذ عِقاب بسيط، لكِن لو الطّيف أعترض علىٰ قتل حبيبهُ البشري يبقىٰ الحّل إنهُم لازم يفترقوا والطّيف دَ يتحظر تمامًا من دخول عالم البشّر لـ الأبد وبيكون دَ عِقابهُ، والبشري لو فضّح سّر إن في أطياف .. بيتقتل عشان كدَ بيحفظوا السِر وبينسوه مع الوقت .

_ وبتعمل ايه في شقتي و في أطياف موجودة هِنا غيرك؟

_ مفيش أطياف هِنا غيري لأن ممنوع أي طيف يدخُل عالم البشّر الفترة دِ بسبب شوية ظروف خاصة بـ عالمنا، مسموح ليهم حاليًا يراقبوا عالم البّشر من بعيد إنما يدخلوه لا 

_ بس أنت؟!

ضحك بـ مرح و قال :

_ أنا أخترقت القواعِد وبما أني أبن الملِك فـ لو اتكشفت عقابي هيكون بسيط 

وقفت قُصادهُ وخوفي اتلاشىٰ :

_ كوسة يعني! حتىٰ عند العفاريت فيه كوسة!

_ أنا مش عفريت 

_ بتعمل ايه في شقتي؟

_ كان لازم أختار مكان استخبىٰ فيه بعيد عن حُراس المّلِك اللي بيدورا علىٰ أي حد بيخالف القوانين، والشقة دِ كانت المكان المُناسب 

بدأت ألف حواليه وأنا بسأل :

_ والرعشة الغريبة ونسمة الهواء؟!

_ الرعشة اللي حسيتي بيها عند الباب حسيتي بيها لأن في مكان سري عند الباب بيوصل لـ عالم الأطياف، والرعشة اللي فـ الأوضة كانت عشان أنا اللي مجهّز الأوضة دِ بنفسي من عفش وألوان، وأنا ملمستش غير الباب والأوضة والأكل فـ عشان كدَ حسيتي بـ رعشة .. بس في حاجة غريبة 

_ حاجة ايه؟!

_ محدش بيحس بـ رعشة الأطياف غير شخص شاف الخوف بـ عينيه 

_ ...

_ عجبك الأكل؟

_ اطلع برا 

_ نعم 

_ هو ايه اللي نعم اطلع برا .. دِ شقتي 

_ مش هينفع أمشي دلوقتِ حُراس المّلِك اكيد حوالين المكان 

ربعت إيديا و رديت بـ برود :

_ مش مُشكلتي 

وقف قُصادي وبصلي وعيونهُ قلبت بُني :

_ مش هضُرك صدقيني أنا بس هفضل هِنا شوية لـ حد ما دورية الحُراس تخلّص 

" سكّتْ شوية وبصتلهُ والغريبة أني مش خايفة بـ العكس حاسه بـ ونّس وأمان، مش عارفة أي حوّل المشاعِر اللي أنا فيه ده .. مشيت لـ حد باب الأوضة "

 بصتلهُ وأنا برفع صُباعي في وشهُ بـ تحزير :

_ لو عملت حركة كدَ ولا كدَ هُما ركعتين قيام ليل وآية الكُرسي يجبوك الأرض، أمين؟! أمين.


" بصيت فـ الأوضة اللي قال أنهُ مهجزها وبدأت ألمس كُل حاجة فيها وأنا حاسة بـ رعشة، صليت ونمت وأنا حاسة أن كُل دَ حِلم أو أنا بتخيل .. أيهُما أقرب؟! " 


_ يا فتاح يا عاليم يا رزاق يا كريم أي الأغاني دِ علىٰ الصُبح 

" خرجت علىٰ صوت الأغاني كان واقف وعمال يعمل حركات غريبة علىٰ شوية مهرجانات" 

سألت بـ هدوء :

_ أستاذ عفريت أنت بتعمل ايه؟ لمؤاخذه فـ السؤال يعني 

بصلي وعيونهُ اتحولت أخضّر وكشّر :

_ قولتلك أنا طّيف مش عفريت 

رجعت خطوة لـ ورا بـ توتر و قولت :

_ قطع لسان اللي يقول عليك عفريت دَ أنت طّيف الأطياف كُلها يا أبو الخلاليد 

ضّحك وعيونهُ قّلبت أزرق وقال بـ حنان :

_ أنا عُمري ما هضُرّك .. متخافيش مني.

" هديت شوية ودخّلت المطبخ أحضّر أكل .. شوية وسمعت صوت الأغاني بيعلىٰ علىٰ أُغنية مش بحبها "

_ وطّي الأغاني دِ 

بصلي بـ برود وعّلىٰ الأغاني أكتر و قال :

_ لو مش عاجبك سّدي ودانِك 

ابتسمت بـ رُعب ومسكت السكينة وقربتها من وشهُ بـ سُرعة :

_ مهُ مش عشان حضرتك طّيف أو عفريت هخاف مِنك، وطي الأغاني بدل والمُرسي أبو العباس لـ شرحنّك

رجع بـ رأسهُ لـ ورا وقال :

_ ايه اللي مدايقك فـ الأغاني دَ حمو شيكا تُحفة 

_ حمو شيكا؟!! لا يا حبيبي مش تُحفة دَ بـ كِرش، اصتبح وقول يا صُبح 

وطّىٰ الأغاني وقعد علىٰ الكُرسي بـ زهق :

_ ستات نكدية 

رديت بـ برود وأنا ببعد السكينة عنهُ :

_ أمك اسمها فوزية.


_ فين أُم المانجا اللي كانت فـ التلاجة 

رّد وهو قاعد على الكُرسي بـ كُل برود وحلاوة :

_ يمكن القُطة أكلتها 

_ ويا ترىٰ القُطة دِ من الأطياف عشان كدَ أنا حسيت بـ رعشة أما لمست التلاجة 

رّد بـ براءة :

_ ايو في قُطط أطياف 

مسكت الشرشوبة وجريت عليه قام من علىٰ الكُرسي وجري :

_ انطق فين المانجا بدل والمُرسي أبو العباس لـ شرحنّك

ضّحك وهو بيجري :

_ يا مجنونة أهدي كان طعمها حِلو ومقدرتش أقاوم 

_ مقدرتش تقاوم؟! تأكل أربعة كيلو مانجا ومتسبليش واحدة؟! دَ الكيلو بـ 60 جنية يا مفجوع يا أبنلمفجوعة

وقف قُصادي وعيونهُ قلبت بُني وقال بـ حنان :

_ خُسارة فيا؟!

" فضلت بصالهُ وأنا حاسه بـ رعشة في قلبي هو أنا مُمكن أكون حبـ... لا لا لا، دَ طيف اكيد لا! "


" تاني يوم رجعت من المُستشفىٰ مخنوقة "

_ مالك في ايه؟! 

_ مفيش وسّع من وشي 

_ مش هوسّع .. في ايه؟ 

_ ...

_ أمل رُدي في ايييه 

زعّقت بـ عصبية :

_ قولتلك ملكش دعوة و وسّع من وشي ومن الشقة كُلها، أنا زهقت بجد زهقت! والدكتور الحيوان عشان هو أبن صاحب المُستشفىٰ عاوز يعمل ويدايق أي حد وأما أقف في وشهُ يزعقلي ويخلي أبوه يزعقلي ويرفدني كمان -قعدت علىٰ الكُرسي وحطيت أيدي علىٰ عيوني وعيطت- زعقلي جامد وأنا مغلطتش أنا بس كُنت بدافع عن نفسي، أنا ذنبي ايه؟! ليه يزعقلي ويطردني بـ الطريقة دِ قُدام كُل الموجودين 


" شيلت إيدي ورفعت عيوني ليه، كانت عيونهُ حمراء وكأن فيها جحيم وجسمهُ بيطلع ضوء أحمر وعروق إيدهُ ظهرت بـ شكل يخوف .. وفجأة اختفىٰ!!!، فضلت قاعدة شوية بـ حاول أستوعب اللي حصل، هو مّشي؟! طب مّشي ليه، أنا كُنت متعصبة وعصبيتي طلعت فيه .. أنـ...أنا مكُنتش أقصُد، عدَ رُبع ساعة وحسيت بـ وحدة فظيعة من غير وجودهُ، قعدت مكاني وبدأت أعيط، ما أنا طول عُمري وحيدة مش لازم أزعل بس هو يستحق .. يستحق أني أزعل عليه "

وقفت في نُص الشقة وأنا بعيط ومش عارفة أعمل ايه :

_ خالِد!؟ خالِد إنت فيين، خالِد رُد عليااا، خالِد أرجع بالله عليك أنا أسفة مش هتعصب تاني" قعدت علىٰ الأرض وأنا بتنفس بـ سُرعة وبعيط وبهمس بـ أسمهُ .. خالِد " 


_ تاكلي مانجا؟!

" رفعت عيوني وبصتلهُ كان واقف عند الباب وفي إيدهُ كيس مانجا وعيونهُ لونها بقا أزرق ومُبتسم، قومت وأنا بجري و وقعت وكُنت هقوم تاني لقيتهُ قُدامي في لحظة وعيونهُ قلبت بُني وفيها خوف ولهفة وقلق؟! "

_ أنتِ كويسة؟!

رفعت عيوني ليه ودموعي نزلِت تاني :

_ أنت روحت فين؟! و أزاي تسبني وتمشي، متعملش كدَ تاني، أياك تمشي تاني أنت فاهم، وإلا والله المرة الجاية هقتلك 

مسح دموعي وقرب الكيس وقال بـ حُب :

_ كُنت بجيب لك مانجا عشان تفرحي 

" غمض عيونهُ وبدأ يهمس وفي لحظة لقيت السقف فوقينا كلهُ عصافير ملونة وغيوم زرقاء بتلمع وضوء شمس "

بصتلهُ وأنا مش مُستوعبة الجمال واللُطف اللي أنا فيه :

_ ايه ده ايه ده ايه ده .. دَ دَ -اتنهدت- أنا عُمري ما شوفت جمال ولُطف بـ الشّكل ده 

بصلي وعيونهُ بـ لونها البُني بتلمع بـ حُب :

_ بـ النسبة ليا مفيش لُطف قد لُطف عيونك اللي دوبوني من أول يوم شوفتِك.

_ ايه!!!

_ هتأكلي المانجا ولا أكُلها أنا وأنا هموت وأعمل كدَ بـ صراحة

" ضحكت وأخذت منهُ الكيس، قعد جنبي وأخد واحدة وهو بيضحّك، شكلنا كان لطيف واتحفر في قلبي، شكلنا وأحنا بنضحك ونأكل ومنظر الغيوم والعصافير قُدامنا، لو كُل دَ حِلم أنا مش عاوزة أصحىٰ .. مش عاوزة أصحىٰ أبدًا "


_ أمل أمل أمل أمل أمل أمل أمل أمل أمل أمل 

_ اييييه 

_ متزعقيش

_ وأنت بطل زن 

_ مش مبطل لـ حد ما تقولي مكشرة ليه 

رفعت السكينة في وشهُ :

_ أنت اللي علقت مُدير المُستشفىٰ وأبنهُ علىٰ باب المُستشفىٰ وغرقتهُم بـ الألوان وبوظت خلقِتهُم دَ وشُهم بقا شوارع يا جدع 

_ وأنتِ عرفتي منين؟!

مديت السكينة أكتر و زعّقت :

_ يعني أنت اللي عملت كدَ، دول تريند وفضيحتهُم بـ جلاجل

عيونهُ اتحولِت لـ لون أزرق داكِن ومُخيف :

_ دِ أقل حاجة تتعمل فيهُم، لولا حُراس الملّك اللي كانوا قريبين من المكان أنا كُنت نسفت المُدير وأبنهُ من علىٰ وش الأرض  

_ يكش حُراس الملّك يقفشوك عشان تبطّل شقاوة 

_ المهُم يلا هنتفسّح 

_ نتفسّح؟!! فين و أزاي؟!

" مسك إيدي وحسيت بـ رعشة لذيذة، اخدني لـ حد ما وقفنا قُدام باب البيت من جوا الشقة وهو مقفول ولقيتهُ بيهمس بـ كلام مفهمتوش "

_ يلا ادخُلي 

_ ادخُل فين لمؤاخذه؟!

_ من الباب يلا 

بصيت علىٰ الباب المقفول وبصتلهُ :

_ الباب مقفول يا خالِد، ومينفعش تخرج أصلًا عشان حُراس الملّك لـ...

" سكّتْ أما لقيتهُ بيطلع منهُ ضوء أزرق وبدأ يمشي تجاة الباب المقفول ودخّل منهُ وكأنهُ باب سّحري واختفىٰ جواه؟! "


 ظهّر تاني من الباب ومدلي إيدهُ وهو بيقول بـ حماس :

_ يلا -بصتلهُ بتردُد بس نظرة عيونهُ طمنتني- متخفيش. 


" مشيت معاه ودخلت فعلًا من الباب وكأنهُ باب سحري، حسيت بـ رعشة وأضواء كتيرة في وشّي وفجأة لقيت نفسي في مكان وكأنهُ قطعة من الجنة، شجر و ورد كتير وعصافير أكتر وشلال ميّه وفي أخرهُ بركة ميّه فيها سّمك ملون وصوت العصافير عامل بهجة فـ المكان، سبت إيدهُ ومشيت ناحية بركة الشلال وأنا بـ بُص علىٰ السمّك وهو كمان بصلي وكأنهُ بيضحكلي، مشيت شوية وأنا بلمس الورد بـ أنواعهُ وألوانهُ اللي تبهِج القلب قبل العين، قلعت جزمتي وبدأت ألمس الزرع الأخضر وهو طّري، لقيت شوية عصافير من اللي كانو في السماء بدأوا يلفوا حواليا، ضحكت بـ فرحة وفردت إيدي وبدأت أجري وألعب والعصافير حواليا بـ صوت زقزقتها وكأنها ضحكات بيبي صغير، وقفت قُدام خالِد وأنا بضحك وعيوني بتلمع بـ فرحة محستش بيها قبل كدَ، رفع إيدهُ وحط طوق ورد علىٰ شعري كان أبيض بـ ورد أزرق في النُص، مسّك إيدي وقعدنا، ظهّر قُدامنا مانجا كتيرة، ضحكت جامد وضحّك علىٰ ضحكتي وبدأنا نأكُل ونتكلم في كُل حاجة وأي حاجة "


_ خالِد 

همس وهو مغمض عيونهُ علىٰ العُشب الأخضر :

_ عيونهُ 

 حسيت بـ رجفة في قلبي وابتسمت وقولت :

_ احنا هِنا من بدري ولِسا الشمس ذِ ما هيا دافئة ولطيفة 

قال وهو لسا مغمض عيونهُ :

_ عشان يا أمل احنا في عالم الأطياف وعالم الأطياف مفهوش ليل، عشان كدَ أنا مش بنام ومحدش فـ العالم ده بينام 

بصتلهُ ثواني وأنا بحاول استوعب أنا فين :

_ ثواني كدَ؟! احنا فين؟! يعني أنا موجودة دلوقتِ في عالم العفاريت؟! 

قعد قُصادي وهو بيضحك وعيونه قلبت بُني :

_ احنا أطياف مش عفاريت، وبعدين مكنش في أي مكان آمن نُخرج فيه غير هِنا، دَ آخر مكان مُمكن حُراس المّلِك يظهروا فيه .. اطمني

" كُنت لسا هصرُخ لقيت في دوشة كتيرة وألوان كتيرة بتظهر في الجو، مسِك إيدي بـ سُرعة وشدّني وراه وبدأ يهمس بـ كلام شبه الكلام اللي همّس بيه في شقتي قبل ما نُدخل لـ العالم ده " 

_ خالِد فيه ايه؟!

_ حُراس الملّك جايين علىٰ هِنا و...

_ و ايه؟!

_ عرفوا كُل حاجة 

_ اييه!!

" حسيت بـ نغزة في قلبي أنهُ مُمكن يسبني في أي وقت ويّمشي، مينفعش يمشي مينفعش، مش بّعد ما حبيتهُ هيمشي ويسبني مش هسمحلهُ، في لحظة لقيت نفسي في شقتي وهو واقف جمبي بـ ملامِح خاوية "

_ خالِد 

بصلي وحسيت بـ دموع في عيونهُ و قال :

_ مش هينفع اسيبك مش هينفع.

"بصتلهُ وأنا مش عارفة أعمل ايه ولا أقول ايه ودموعي نزلِت بـ يأس، عيونهُ قلبت أحمر وطلع منهُ ضوء أحمر داكِن "

وقال بـ صوت مُخيف قبل ما يختفي :

_ لازِم أقابل المّلِك لازِم.


" في مكان شبه قاعات القصور في العصر القديم "

صدّح صوت المّلِك بـ غضب :

_ بشرية!! أحببت بشرية؟! اختفت جميع فتيات المملكة لكي يضيق بكّ الحال وتُحِب بشرية؟! أجُننت يا خالِد 

_ أبي يـ...

قاطعهُ والده قائلًا بـ صرامة :

_ سـ أتغاضىٰ عن كّسركّ لـ قوانين المّملكة بـ التحدُث إلي بشري، وسّيتم قتل هذه الفتاة في أقرب وقت 

_ لاااا -أسودت عيني خالِد بـ شِدة وغضبٍ لم يراه والدهُ مِن قبل وقال بـ صوتٍ مُخيف- إذا مّسها أحدٍ بـ سوء سـ أقلب هذه المّملكة رأسٍ علىٰ عّقِب، وتّذهب قوانينها إلىٰ الجحيم 


" غادّر قاعة الأجتماعات بـ غضبٍ كّبير ولحِقّ بِه أخاهُ الأكبر "

_ خالِد إنتظر .. خالِد أنا أتحدثُ إليك 

توقف دون أن ينظُر إليه فـ قال اخوهُ بـ حكمة :

_ تعلّم أن القوانين ليسّت بـ يّد والدك وأنها من المملكة ذات نفسها ولا يُمكن تغيرُها، وأنهُ لو لّم يُصدِر المّلِك حُكمًا بـ قتل الفتاة فـ سّتقتُلها المّمكلة نفسُها ولا يستطيع أحدًا منعُها لأن هذا خارج حدود الطبيعة -صمت قليلًا و وضع يديه علىٰ كتفي أخيه الصغير بـ دعم وأكمل- هذا قدّر ولا يُمكِن تغيرهُ، عليكّ التفكير بها يا خالِد بـ التأكيد هيا لا تستحقُ الموت.


" ظّهر قُدامي فجأة وأنا قاعدة مكاني من وقت ما سابني وقفت بـ سُرعة قُدامهُ "

_ ها عملت ايه؟! طمنّي 

بصلي بـ ملامِح مّيتة وعيونهُ لمعِت بـ الدموع :

_ أنتِ متستحقيش الموت .. أنتِ لازِم تعيشي. 

دموعي نزلِت وحسيت أن قلبي هيوقف :

_ خلينا سوا هِنا متسبنيش، أو.. أو أنا أعيش معاك هِناك في عالم الأطياف، هعيش في أي مكان المُهِم أكون وياك.

_ قوانين المّمكلة واضحة لو أنا عايز أفضل في عالم البّشر براحتي لازم تموتي، ولو رفضت موتِك يبقىٰ هتمنع من عالم البّشر لـ الأبد وأنتِ هتعيشي في سلام. 

زعّقت :

_ الموت أهون ليا من إني أعيش من غيرك، أنت مش هتمشي من هِنا أنت فاهم .. مش هسمحلك تمشي مش هسمحلك أبدًا


" حضني وحسيت بـ قلبهُ بينبُض بـ نفس خوف قلبي وأكتر ودموعهُ زادِت عن دموعي "

_ مش هستحمِل أشوفِك بتموتي قُدام عينيّ 

_ لو هُما مقتلونيش أنا هموت من قلبي لأنك مش جمبهُ 


" سكِت وأنا سكّتْ .. دخلت أوضتي وهو فضِل مكانهُ، بدأت تحصلي حوادِث غريبة، البوتجاز نارهُ تعلىٰ فجأة! سخان الحمام الميه بتاعتهُ بتقلب فجأة وتبقىٰ بـ سخونة الجحيم، بتزحلق ودايمًا بّقع علىٰ دماغي بس بتيجي سليمة ومش بقول لـ خالِد علىٰ حاجة بس بحس بـ الخوف في عيونهُ وهو بيقولي -شوفتي مش هيسبوكي وأنا مش قادِر احميكي- بدأت أخُد بالي في أي حاجة بعملها عشان أتجنب أي حوادِث، لـ حد ما في يوم خالتي تعبت واتصلت بيا عشان عاوزة تشوفني، خالِد مكنش موجود وكان لازم أخرُج، روحت لها وكانت كويسة ومفيش أي تعب ظاهر عليها، قعدت شوية ومشيت وأنا محتارة، ركبت مواصلة عامة وفضلت واقفة وأنا بـ بُص لـ كُل الوشوش، دَ طِفل صغير بيضحك وعيونهُ بتلمع بـ فرحة، و دَ راجل عجوز ومراتهُ بيطبطب علىٰ إيديها بـ حُب، وأب وبنتهُ وهيا بتضحك بـ فرحة وبتورية درجاتها فـ المدرسة ونظرة الفخر في عيونهُ، و أب شايل علىٰ إيديه بيبي صغير وعيونهُ بتلمع بـ فرحة ومامتهُ سانده رأسها بـ أمان علىٰ كِتف جوزها، ست قاعدة وهيا بتلمس التحاليل اللي في إيديها وعيونها مليانة فرحة وجوزها واقف جمبها ولسانهُ بيردد بـ الشُكر، بنوته سانده رأسها علىٰ كِتف صحبتها ومطمنة إن الكِتف دَ عُمرهُ ما يميل.


بدأت أحس بـ ألوان قُدامي و رعشة غريبة! رعشة خوف وقلق، المكروباز بدأ يتهز والفرحة في قلوب الموجودين اتحولت لـ خوف من الموت، معقولة كُل دول هيموتوا بسببي؟! الفرحة دِ هتنتهي بـ سببي!!، رعشة جسمي زادت، غمضت عيوني ودموعي نِزلت وأنا بردد أسم خالِد مرة ورا مرة، الهزة اختفت والأبتسامة علىٰ وشهُم رجعت تاني، في خلال لحظات لقيت نفسي واقفة في بيتي وخالد قُدامي، لسا كُنت هقوم ليه، حسيت بـ أنوار ألوان كتيرة بيحاوطوا خالِد علىٰ هيئة حُراس، ومسمعتش غير همسهُ "


 _أهون عليا مشوفكيش العُمر كلهُ ولا إنك تختفي من العالم.


" في لحظات الحُراس وخالِد بدأو يختفوا وآخر حاجة شوفتها كانت دموع عيونهُ و وعدهُ بـ أنهُ هيرجعلي؟!، وقعت مكاني ومفوقتش غير تاني يوم، قومت بـ سُرعة ودموعي نزلِت وأنا بنده علىٰ خالِد ، أزاي مش هشوفه تاني دَ مُستحيل .. دخلت الأوضة والرعشة اختفت من كُل مكان فيها، طلعت علىٰ باب الشقة والرعشة اختفت منهُ؟!!!، حاولت أهمس بـ نفس الكلام اللي قالهُ خالِد أما روحنا عالم الأطياف بس محصلش حاجة!، دموعي نزلِت أكتر وأنا بصرُخ بـ أسمهُ.


فتحت باب البيت بعد شهرين من العُزلة وأنا بتمنىٰ أموت النهاردة قبل بُكره، شهرين بحاول الاقي أي آثر لـ خالِد لكِن مفيش لـ درجة أني بدأت أحس أنهُ كان مُجرد وهم في دماغي، خرجت من باب البيت علىٰ صوت خبط ورزع برا، في الشقة اللي قُصادي كان واقف عم عبدو وشخص تاني ضهرهُ ليا بيصلح فـ الباب! "

 عم عبدو قرب مني وهو مُبتسم :

_ معلش يا بنتي شكل صوت الخبط دوشك بس خلاص خلصنا، دَ البشمهندش الساكن الجديد هِنا فـ العمارة


" ابتسمت لهُ بـ تعب وهزيت رأسي بـ صمت و فضلت واقفة، عم عبدو مشي وأنا عيوني فـ الأرض وقلبي بيدق بـ عنف رفعت عيوني بـ هدوء لقيت الساكِن الجديد دَ في وشي، ملامحي متغيرتش بس الصدمة سيطرت علىٰ كُل حته في جسمي حتىٰ عيوني، معقولة يكون هو؟!!! دَ دَ ..خالِد؟!!! نفس الشكل والملامح وعيونهُ البُني!!!

وقف قُدامي وابتسم وهو مادد إيدهُ :

_ دوشتك فـ أول يوم ليا هِنا بس الباب كان بيتهز وممكن يُقّع .. أنا البشمهندس خالد جارِك الجديد

مديت إيدي وكُل حاجة في كياني اتكركبت : 

_ أهلًا وسـ..هلًا 


" حسيت بـ رعشة غريبة أما لمست إيدهُ بس كانت رعشة من نوع تاني رعشة هزت قلبي وكياني، سحبت إيدي وبصيت لـ عيونهُ، وكأن حنان العالم كلهُ اتجمع فيهُم"

_ بما أني دوشتك بـ الخبط فـ اسمحيلي اعتزرلِك بـ طريقتي 

رّديت بـ تشوش :

_ اللي هيا ايه؟!

ابتسّم وعيونهُ بتلمع :

_ مُمكن أعزمك علىٰ مانجا 

ابتسمت تلقائي .. سكّتْ شوية و بعدين هّمست :

_ مُمكن.

تمت

حاجه كدا من الخيال

Report Page