...
_ يوم فرحنا كانت قاعده بفستانها الجميل وبتعيط ..
افتكرت انها خايفه مني ، أو في حاجه معاها ، أو في حاجه بتوجعها ، استغربت لما شفتها ، قربت منها وهي بتمسح دموعها ، كأني عامل مشفتش حاجه وبسالها مالك ..؟
ردت عليا عادي ؛ كنت فاكر انها هتقول خايفه ، أو الكعب وجع رجلها ، بس قالتلي ..
_ ماما
: مالها ..؟
_ مش عايزه اسيبها
ردها وجعلي قلبي حقيقي ، مكنتش عارف اعمل ايه ف اللحظه دي ، حسيت نفسي مشلول ، مش قادر اتكلم ولا اتحرك ، طب اقولها اي ، أو اواسيها ازاي ، دول أهلها ، اقولها معلش ، ولا اقولها ارجعي ليهم ، شخص ساب أهله وبيته وأوضته واكله المفضل وراحته وصحابه ودراسته وحاجات كتير جدا عشان يجي يعيش معاك ، متخيل انها سابت كل دا عشان تيجي ليك .. ؟
متخيل انها سابت كل الناس دي عشانك .. ؟
متخيل أنها سابت كل حاجه كانت مريحه ليها وجت عشان تريحك انت وتشوف امورك ..؟
يبقى احنا بكل احترام نعمل ليهم تمثال تكريمًا ليهم ، تكريمًا لشخص اللي ساب الدنيا كلها عشانا ، تكريمًا للي سابت كل حاجه وراها وجت عشانك واختارتك انت ، يبقى من حقنا نحطهم في راسنا ، ومن حقهم يكونوا فرحانين ومبسوطين دايما ، عشان هما يستاهلوا
بعد فرحنا بأسبوعين ، كانت خايفه تبادر أو تسأل عن اي حاجه ، أو تطلب حاجه مثلا ..
لاحظت عليها كده كتير ، بقيت كل يوم اجيب ليها الشيبسي والشيكولاته ، كانت بتفرح زي الأطفال ، كانت بتخاف مني ، معرفش ليه ، بس حاولت احسسها بالأمان عشان تطمن ، واخليها تبقى بنتي مش مراتي ، وفعلا اتعودت عليا ، وبقيت بكل بجاحه مش بتدخلني البيت من غير الشيبسي والشيكولاته ، لان الهانم المود بتاعها مش حلو ، فأنا مضطر اجيب ليها كل مره عشان ادخل شقتي ، انا بقول ترجع لأمها تاني أفضل ، عشان أنا مش حابب الموضوع دا ..
الاحساس بالأمان سهل يتحس ، صعب يتلقي ، مش اي حد ممكن يحسسك بالأمان الا إذا كان بيحبك ، الحب لوحده مش كفايه ، الحب لوحده مش هينفع ، الحب من غير تفاهم ، واهتمام ، وأمان ملوش لازمه ، اسم بلا مسمى ، زي الورده من غير ريحه ، زي الليل من غير قمر ، الحب من غير أمان ، ملوش لازمه ، وإللي بيحبك بيحسسك بالأمان ، حتى لو كان هو مش ف أحسن حالاته ، إللي عايز هيعمل ..