..

..


- انهارده اول يوم شُغل..

- عارفه..

- مُش عايزه حَد في الشِركة يعرف إنَّك مراتي، ولا تتكلمي معايا برا الشُغل نهائي، الكلام بينا لازم يكون بالألقاب، أنا مُش بعتمِد وسايط مُش معنىٰ إنَّ جدي صمم إنَّك تشتغلي معايا يبقىٰ هيبقىٰ ليكِ تعامِل مُختلف لأ، هتمشي علىٰ قواعِد، الموظفين زيِّك زيهُم مفهوم؟

- مُش عايز شيكيبون لأمك بالمرة؟

- نعم؟

- نعم الله عليك، نازل أوامِر أوامِر، احبالِك صوتية يا جدع!

- واسلوبِك السوقي ده يتغير لأني مُش بقبَل أنَّ حد مِن موظفين عندي يكون بيتكلِم بالأسلوب ده!

- بقولَك إيه، شكلَك هتبديها عؤ مِن أولها، فـطريها شوية الله يسترك! 


"بصلي بقرف ومشىٰ، منكِرش إنَّ كلامُه ضايقني، أنا ولا عايزه مُعاملة غير الموظفين، ولا عايزه حاجه، كُل اللِ كُنت عايزاه أنُّه يحبني، رحيم يبقىٰ ابن عمي، هوَ عصبي وشايف نفسُه شويه؟، شويتين؟، كتير بصراحة، لكنُه طيب، محدش شايف ده مِن العيلة، جايز لأن مَحدش اتعامِل معَ رحيم، رحيم وهوَ صُغير كان يا لوحدُه يا معايا، بعديها سافِر ورجِع بالشخصية دي، اللِ الكُل مُش مُتقبلها، عشان كِده جدو خلاني اشتغل معاه، عشان عارف أنِّي عارفه رحيم وعارفه اللِ جواه، عشان عارف أنِّي بحبُه"..

__________________________

- رُؤيا، حضري ورق الصفقة اللِ بعد اسبوع..

- حاضر يا فندم..


- رُؤيا، عايزك تراجعي كُل حسابات السنة دي..

- حاضر يا فندم..


- رُؤيا، معلِش هتشتغلي وقت اضافي انهارده عشان في ورق مُهم لازم يتراجع..

- تمام يا فندم..


"شهر، شهر بيعاملني فيهم كأني الخدامة اللِ جبتهالوا أمُه، وأنا بقول ماشي، تمام، حاضر، لأني عارفه أنُّه بيحاول يجيب آخري عشان استقيل، لكِن علىٰ مين؟".


حدف الفنجان علىٰ الأرض - إي القرف اللِ أنتِ عملاه ده؟

اتعصبت - لا ده قرف علىٰ دماغك بقىٰ..

- نعم، قولتِ إيه؟

- بقولك قرف علىٰ دماغك، ما هوَ مُش عدل يعني، ده أحنا لِسه مروحين مبقلناش خمس ساعات، وجايبني تاني قبل كُل الموظفين، عشان ورق اصلًا مُش مُهم، قولتلي اعملي قهوة معَ أنِّي أصلًا مُش شغلي وقولت ماشي عشان مفيش حد يعمل، لكِن كفايه بجد كفايه!

اخدت نفس اهدي بيه لكني كان فاض بيا حقيقي - انا بقدِم استقالتي ومُش عايزه اكمِل..


"قولِت كِده وخرجت ودموعي نِزلت غصب عني، أنا شخص بيكرهه الضَغط، مُش بيقدر يستحمِل الضغط والتوتر، أنا مُش فاشلة لكني مُش بعرف اتعامِل في توتر، وهوَ حقيقي جاب آخري ومكُنتش هقدَر اتحمِل اكتر مِن كِده".


روحت قعدت عَند ملجأي الوحيد البَحر، قعدت عليه وأنا بحاول أهدىٰ، يمكِن انسحابي مكنش احسن تصرُف، لكِن طاقتي خِلصت علىٰ الآخر..


- مُش هتبطلى تهربي دايمًا كِده؟

بصيتلُه، بعدين رِجعت بصيت قُدامي تاني - وأنتَ مُش هتبطل تضايقني وترجَع تقول عليَّا بهرَب؟

- مكُنتش اقصد اضغط عليكِ..

بصيتلُه بدموع - رحيم، أنا مُش بحب ابقىٰ في توتر..

- عارف، وأنتِ كمان عارفه أنِّي مُش وحِش زيِّ ما هُما شايفيني..

اتنهِد وكمِل - أنا لما بابا اتوفىٰ ده أثر فيا اوي، يمكِن أنا لما نزلِت وجيت هِنا العزا مكانش باين عليَّا الحُزن، وده اللِ كُلكُم استغربتوه، لكنِك..لكنِك أنتِ جيتي، وطبطبتي عليَّا وقولتيلي بالنص "أنا عارفه إنَّك زعلان يا رحيم، وعارفه إنَّك بتحاول تخبي ده، لكِن متزعلش، أنا بردو لما ماما ماتت زعلِت لكِن عارفه أنَّها في مكان احسَن مِن هِنا بكتير، مكان كُلنا بنتمنىٰ نروحُه، لو باباك وحشك حُط أيدك علىٰ قلبك وافتكِر ذِكرىٰ حِلوة ما بينكُم وادعيلُه، مُمكِن متزعلش بقىٰ..

قاطعتُه وكمِلت - عشان أنتَ قلبك احلىٰ مِن إنَّك تزعل، ولِسه احلىٰ مِن أنُّه يعيش دور مُش دورُه، ليه البُعد ده يا رحيم ليه؟

دمَع وبص للبحر ثواني هوَ أنتَ مُش عارف إنَّ دموعَك نُقطة ضعفي ولا مُش عارف أنتَ - أنا شخصيتي اتغيرت تغيير جذري، معرفتش أحافظ علىٰ قلبي، ولا أحافظ علىٰ طباعي، رجعِت بشخصية مَحدش مُتقبلها، شخصية بَشعة في نظر الكُل، مكنِش ينفع أقرب مِنك بالشخصية البَشعة دي، مكانش ينفع اكون سبب في اذيتك..

- أنتَ غبي يا رحيم، آه والله، الشخصية بشعة في عين اللِ مُش عارفَك، لكني عارفاك كويس أوي، وعارفه أنَّ ده مُش رحيم، رحيم مُش بَشِع بالطريقة اللِ كُل شايفاها، الكُل مُش أنا يا رحيم..

- خليكِ معايا..                        

مسكت أيدُه وميلت علىٰ كتفُه - أنا معاك..معاك وجمبك..

_____________________________

- اممم، تسلَم إيدك يباشا..

ابتسمَت - تُشكر يا عيون الباشا..


"بعد اليوم ده علاقتي أنا ورحيم اتغيرت كتير، رِجع رحيم القديم، يعني دونًا عَن عصبيتُه اللِ مبيعرفش يتحكِم فيها احينًا، رِجع رحيم الطيب اللِ بيحاوِل دايمًا يسعدني، دايمًا بيحاول يغيير مِن إي شيء مُش لطيف فيه، معَ إنُّه الطف حَد في عيني والله".


زَعق - فين الوَرق اللِ قولت عليه؟

ارتجفت مِن عِلو صُوتُه - علىٰ مكتب حضرتك يا فندِم..

حدف الوَرق في وشي - هوَ ده الوَرق اللِ علىٰ مكتبي، ده ورق الصفقه اللِ فاتت يا هانم..

عيوني دمعِت، فـ حسيت نبرتُه هدِت - ما تردي..

دموعي نِزلت بدون رغبة مني - حضرتك لو كُنت بصيت اكتر هتعرف أنَّ الصَفقه المره دي معَ نفس الشِركة لكِنك اخدت العنوان بس، عَن إذنَك..

- واقفين بتتفرجوا علىٰ إيه، كُل واحد علىٰ مكتبُه..


كُنت بلِم حاجتي، دخل وقف قُدامي، اتجاهلِت وجودُه كملِت، فـ مسك أيدي - أ أنتِ عارفه أنُّه مش بكون واعي والله، متزعليش..حقك علىٰ قلبي..


هوَ حد يشوف جمالَك ده يزعَل يا جدع، حد قال أنِّي زعلانه اصلًا نو واي، ازعل منُه ازاي ده قُرة عيني ده..


حاولِت اتكلِم بجدية - لا يا رحيم، بجد يعني أنتَ هزقتني قُدام الشِركة، برستيجي يا جَدع!

- حقك عليَّا يا قلب وعيون الجَدع..

برستيج؟ انا قولت برستيج، مفيش برستيج في الحُب اصلًا يعني - مُش هتزعقلي تاني؟

- مقدرش..ده أنا بحبك حتىٰ..

- طـ..إيـــه، قولت إيه وحياة امك؟

- اممم قولِت بحبك مثلًا، بحبك مِن وأحنا اطفال مِن لما كُنا بنلعب معَ سوىٰ، مِن لما مكُنتش بحب أنَّ حد يلعَب ولا يقرب مِنك غيري، بحبك، وهفضل بحبك يا رُؤيا..ها قولتِ إيه؟

- إنَّا لله وإنَّا إليهِ راجعون، مُت في حُبك يا جدع!


"لا يُفيد بُعد، ولا قسوة، فـلقد بات حُبك في قلبي ساكنًا".



Report Page