❤️

❤️


- هنروح للمأذون قريب.

- لية علشان تتجوزني تاني؟

- لأ.. علشان نطلق.

بصيت لعيونه - أعملك ملوخية على الغدا النهاردة؟

- كل واحد هيروح لحاله.

ابتسمت - بشاميل؟

- هوصلك لبيت باباكي.

غمزت - أية رأيك في أكله مشاوي؟

فقد صبره - رحمة !

- عيونها.

اتنهد - وبعدين؟

- ولا قبلين، خلاص هعمل بشاميل انت بتحبها، وأنت جهز فيلم حلو نتفرج عليه ماشي؟ مش هتأخر يا حبيبي.

- أنا مش عاوز أكمل معاكي.


وقفت مكاني قبل المطبخ بكام خطوة، اخدت نفس طويل وكتمت كل شعور سيء جوايا، ولفيتله بنفس النظرة، ونفس الابتسامة.


- قرار جميل، بِله وأشرب مايته.

- يعني أية؟

- يعني قرار جوازنا كان قرار مشترك، وقرار طلاقنا برضو هيكون قرار مشترك.

- حتى لو أنا مش عاوز أكمل؟

- حتى لو كدبت على نفسك وقلت إنك مش عاوز تكمل.

- أنا مش بكدب على نفسي.

- بطلت تحبني؟

بلع ريقه، نظرته اتشتت، وقبل ما يتكلم سبقته :

- لأ متحاولش، المشاعر الحقيقة مش بتحتاج قوة محفزة علشان نخرجها، أنت قلتها قبل كدا، كل حاجة بتخرج من القلب بتوصل للقلب، ومش لازم كل الكلام يبقى باللسان، العيون برضو بتعرف تعبر.


لاعب كرة مُصاب؟ قدر ربنا.

لاعب كرة مُصاب اعتزل؟ قدر ربنا.

لاعب كرة مُصاب معتزل استسلم؟ قرار متهور ومش لازم نرضى بيه.


- فين التيشيرت الازرق؟ وهو مفيش حاجة بلاقيها في البيت دا أبدًا؟

وبعدين بقى في الي هيخليني اشتمه دلوقتي دا !

- في جيبي.

- والله !

- ما تدور يا زين، مش شايفني بقلب البَصلة وهتتحرق.

- والله لو مش قادرة تستحمليني امشي، وريحيني بقى.


سيبت المعلقة وقربت منه - زين.

- نعم.

- قَلب البصلة.

- أية !

- قلب البصلة عقبال ما اروح ادورلك على التيشرت، وخلي بالك لو اتحرقت منك ههد البيت على دماغك.

- أنتِ ازاي تتكلمي ..

- فاهم قُلت أية؟


مستنتش رده ودخلت الاوضة ادور على التيشيرت، لقيته على السرير، فاتنهدت بغضب وسكت، عارفة أنه بيحاول يستفزني، بيحاول يكرهني فيه، بيحاول يقولي أنه إنسان وحش، بيحاول يفتحلي القفص علشان انقذ عمري وأكمله مع شخص سليم، شخص معندوش إصابه كبيرة في رجله أثرت على حركته، شخص عنده مستقبل مفتوح، شخص غيره، الغبي عاوزني اروح لشخص غيره وهو.. وهو موجود.


- حرقت البصلة.. من غير قصد.

حطيت وشي في التيشترت وكتمت ضحكة حزينة.

- وأنا لقيت التيشيرت.

وقفت وحطيته في أيده، وقبل ما اخرج من الأوضة سمعته.

- طب.. طب والبصلة؟ اقصد.. هتعملي أكل تاني؟ ولا أطلب دليفري؟

- اطلب دليفري.

- طب عاوزة تاكلي أية؟

- مليش نفس.

- مكنتش أقصد والله.

بصيت لبعيد - عاوزة كشري.


من يوم الحادثة وهو مبيخرجش إلا نادرًا، حابس نفسه في البيت، مش عاوز يشوف حد، مش عاوز يشوف نظرات الشفقة في عيون الناس بعد ما كان بطل مشهور، وانا فاهمة، عنده حق يحزن على حلمه، بس معندوش حق يستسلم للحزن.


- أية دا؟

- سلامة النظر يا حبيبي، دي جبنة.

- عارف إنها جبنه، حطاها لية؟

- لاني بحبها.

- طب وانا هاكل أية؟

- كُل معايا جبنه

- مش بحبها.

- تمام، أنت حر.

سكت شوية وبعدين قال بلطف - رحمة.

- اشجيني.

- أنا جعان، ومش عاوز أكل جبنه.

وحيات ربنا رحمة كمان وأنا الي هاكلك.

- اممم، يعني عاوزيي اعملك أكل؟

- من فضلك.

- مقابل أية؟

- هي بقت كدا يعني؟

- والله الغاوي ينقط بطاقيته.

- خلاص مش عاوزة أكل.

- براحتك، الدايت شيء عظيم.

- وعلفكرة بقى أنتِ تخنتي.

اللقمة وقعت من ايدي - تخنت؟

- جدًا.

- حوالي قد أية؟

- خمسة كيلو مثلا.

- وحلوة على كدا؟

- هي مين؟

- الملاحظة يا زين، احلى حاجة فيك إنك بتلاحظ يا حبيبي.

- لا أنا.. أنتِ فهمتي أية؟

وعاملي نفسك متجاهلني، اتفقست يا حلو خلاص

- عندك سندوتشات على الرخامة، كلها لو فعلا جعان.


شوية يلين وشوية يرخي، ومش بإرادته، الراجل لما يتجرح في كبريائه بيبقى الجرح صعب يِلم، يمكن لو كان لوحده، يمكن لو ماكنتش صورته كزوج مهمه بالنسباله كان وقف أو استحمل، بس علشان أنا موجودة هو مكسوف مني، ومن نفسه ومن الدنيا بحالها.


- زين.

- مش رايق دلوقتي.

- زين، زيرو.. حبيب عيني.

- نعم.

- الوسيم العابث الذي أعشقه.

- اه يبقى عاوزة حاجة، اخلصي وقولي علطول.

- انا بحبك.

- ماشي.

- هو أية الي ماشي! يا جدع لاغيني، اقولك بحبك قولي وأنا كمان بحبك يا رحومة.

- وتمشي؟

- طبعا.

- وأنا كمان بحبك.

- يا رحومة.

- وانا كمان بحبك يا رحومة.

- مش حساها من قلبك.

- يارب القوة يارب.

- أنت مستخسر فيا كلمتين حلوين؟ ما أنا طول اليوم شقيانه، بكنس وبمسح و ..

- رحمة.

- نعم.

ابتسم ومسك ايدي - أنا بحبك.

- عظيم، حيث كدا بقى كان فيه أوردر اونلاين ..

رمى ايدي - شفتي بقى؟ اهو دا الي انا كنت خايف منه.

- اهو التهور دا الي هيخليني أطلق منك قريب، ما تسمع الكلام للنهاية وتشتري مني.

- اخلصي.

- طب قولي هشتري منك.

- أنا ربنا يصبرني عليكي بجد.

- قول بس والله وهتتفاجئ.

- هشتري منك، اتفضلي.

- دا اوردر كتب، حاجة في الخفيف يعني.

- كتب؟

- اه كتب، انت عارف اني كاتبة، واني مقدرش استغنى عن القراءة و ..

- ششش، خلاص أية راديو، جاي أمتى؟

- بعد ساعة يا حبيبي.

- ماشي تمام.

- ماشي بس.. احم.. سعر الاوردر يعني ..

- كام يعني، هيبقى في حدود 200 أو 300 جنية مثلا خلاص هدفعهم وامري لله.

- 2300 جنية بس.

- نعم يا اختي !!


طبعا دفع سعر الاوردر عادي جدًا لانه حبيب عيني مش هيبخل عني بحاجة أبدًا.


رمى الشنطة - اتفضلي، اوردر كمان وهطلقك.

- زين.

وقف - خير، أي طلبات تانية؟

- أنا مش عاوزاك تسيبني، أنا محتاجاك.


مش سهلة عليا وهو عارف، كنت متعودة أوصله مشاعري بدون كلام، بدون مصارحة، بس لما نوصل لحد الانهيار يبقى لازم نتكلم.. لازم.

- لية؟

- لية محتاجلك ولا لية بحبك ؟

- لية قادرة تكملي؟

دمعت وابتسمت وحاوبت ببساطة.

- لاني بحبك، شفت سهلة ازاي.


قرب فجأة ومسك كتافي لدرجة أنه ضغط عليهم جامد.

- افهمي.. افهمي أنا مبقتش زي الأول، أنا مبقتش بطل، أنا شخص مهزوم.. شخص حلمه مات.. شخص الشفقة بتحاصره في كل مكان.. شخص ..

- شخص جميل.

ساب كتافي - أنا وحش، أنا بقيت وحش، ولا حاجة فاهمه؟ ولا حاجة.

- أنت كل حاجة.


لف واداني ضهره، بيتنفس بقوة وغضب، فدمعة وقعت من عيني وقولت من غير ما أقف قدامه:

- أنا محبتكش لانك بطل، أو لانك نجم، أو لانك اسطورة، أنا محبتكش لانك لاعب كرة، أو شخص مشهور أنا حبيتك لأنك زين.. زين بس.

صوت نفسه هدي، فكملت بإصرار:

- أنا حبيت إنسان، دم ولحم، قلب حي ومشاعر صادقة، انسان يشبهني ومختلف عني، انسان فاهمني وبيحاول يفهمني.


لفيت ووقفت قصاده، شفت دموع مغرقه وشه فمسحتها برقة - انسان طيب، مش بيخجل يعبر عن مشاعره، انسان فاهم يعني أية دنيا وقدر وأحلام ورضا ومكسب وخسارة، الدنيا منتهش يا زين، لو فكرت صح، لو حاولت تقف من جديد كل الناس هتقف جنبك، متكرهش نفسك، مش هعرف أحبك وأنت كارهه نفسك يا زين.. أنت مش وحش.

- أنا تايه

جملة بسيطة قادرة على وجع مليون قلب. بدون مقدمات اخدته في حضني، وعيطنا أنا وهو والليل.


لأنه خايف.. لأني جنبه.

لأنه تايه.. لأني باقية

لأنه بيحبني.. لأني بحبه.


- زين مش هتاكل؟

- مش دلوقتي يا رحمه.. علشان خاطري.

فضل يومين قاعد في اوضته، بيفكر.. بيحارب نفسه بيحارب عقله، بيحارب خسارته، بيحارب ضعفه.


مقدرتش استحمل أكتر من كدا، البني أدم العنيد دا لو مفاقش هيبقى يومه اسود النهاردة. فتحت باب الاوضة بعنف - هتفضل يعني حابس نفسك كدا كتير؟

- ....

- وحيات ربنا هتلاقيني في مرة شانقة نفسي بسلك الدش علشان ترتاح مني كويس.

- ....

- أنا عملت مكرونه بشاميل علشانك، مش هتيجي تاكل معايا؟

- ....

- دا أنا حتى خسيت من قلة الاكل، يا بني ادم افهم، الاكل ملوش طعم من غيرك، افهم معاناتي بقي، افهم اني ..

- رحمة.

- نعم

- حقك عليا.

- بتقولها كدا لية؟ أنت هتطلقني؟


ضحك وأخيرًا الشمس طلعت واليوم بدأ، نفس صوت الضحكة الرايقة، نفس الرقة الي بتخطف القلب فجأة، نفس لمعة العيون، نفس النفضة، نفس الدفا.


وقف - أنا مقدرش أطلقك.

- طبعا وأنت تلاقي زيي فين.

- أنا مقدرش استغني عنك.

غمزت - حاسب بس علشان هقع في حبك.

- طب قبل ما تقعي، كنت عاوزة اقولك اني فكرت في حاجة كدا بخصوص شغلي.

- فكرت في أية؟

- فكرت اشتغل مُدرب، في نفس النادي، وأعيش كل حاجة من تاني بس الفرق اني مش هبقى البطل..

- الفرق انك هتخرج ابطال كتير للعالم وتكون انت القدوة.

- بالظبط.


ابتسمت ابتسامة واسعة، الدنيا بدأت تجري، الهوا لسعته دافيه، والليل مش هيعيط تاني.. الليل اتخلق للحكايات وبس.

- مبارك يا حبيبي، اه ياني على ابو دماغ توزن بلد، حبيب عيني الي و ..

- ششش، اديني فرصة اعبرلك عن مشاعري.

- أية هتقولي بحبك؟

- لا هقولك إنك خسيتي.

- لا إله إلا الله، مُت في حبك.


#رحمة_طارق

#حكاوي_زين

Report Page