🖇🖇🖇

🖇🖇🖇



-لو سمحتي عايز أكشف ع القطة بتاعتي 

=تمام .. هخلص القطة إلي في إيدي وأركز مع حضرتَك 

-تمام بس متتأخريش لو سمحتي علشان مستعجل 

=تمام 

"خلصت القطة إلي معايا وروحت وقفت قدامه"

-مالها؟

=مبتاكلش بقالها فترة وجسمها ضعيف جدًا 

-شكلها عندها جفاف ، هركبلها محلول وإن شاء الله هتبقي كويسه 

=يارب 

إبتسمت-شكلك متعلق بيها أوي 

=دا حقيقي ، هي بقت واحدة من عيلتي خلاص 

"من المشاعر إلي بتشدني للأشخاص إن يكون عندهم رحمة ، بحسها صفة حلوه وصاحبها بيكون إنسان بجد ، في الزمن دا بقي صعب تلاقي ناس رحيمين ببعض .. الناس بقت بتاكل في بعضها كأننا في غابة ، سيبك من الرفق بالحيوان دا حتي الرفق بالإنسان معتش موجوده ! ، ركبتها المحلول ولقيته بيحسس ع راسها وكأنه بيقولها معلش ، إبتسمت بلطف ع حبه ليها ، هو لسه في حد في الدنيا كويس كده ! ، يعني لسه في حد بيخاف ع مشاعر الحيوانات بالطريقة دي !"

-كده المحلول خلص وإن شاء الله تيجي بعد يومين علشان تكمله 

=تمام إن شاء الله 

-ودا علاج هتمشي عليه بإنتظام وإن شاء الله هتبقي كويسة 

إبتسم=شكرًا جدًا ليكِ

إبتسمت-أنا إلي حابة أشكرك ع إنسانيتك 

"إبتسم ومشي ، وأنا إتنهدت براحة وكملت شغلي لحد ما خلصت وروحت البيت"

-زينة؟

=أيوه يا بابا 

-كلتي ولا أعملك الأكل 

إبتسمت=مقدرش آكل من إيد حد غيرك 

إبتسم-يبقي هجهزلك الأكل

"الدنيا موجعتنيش قبل كده الوجع إلي يكسرني غير لما خدت مني ماما ، بس زي ما بيقولوا ربنا بيعوض .. ربنا خد مني ماما بس عوضني بوجود بابا ، هو قادر يقوم بالدورين رغم إن الأم مبتتعوضش بس كفاية إنه بيحاول ، أوقات كتير بتمني لو ماما كانت معايا .. في تخرجي وفي بداية شغلي ، كان نفسي أشوفها واقفه بتسقفلي وبتقولي أنا فخوره بيكِ بس للأسف مكنتش هنا ، كل ما أزعل بشوف بابا وهو واقف وبيقولي "أنا هنا" ، وتلقائي بلاقي الإبتسامة إترسمت ع وشي ، مبقدرش أعبرله عن حبي ليه بس أنا متأكده إنه عارف أد إيه أنا بحبه ووجوده فارق معايا ومهون عليا مشاعر كتير وحشة جوايا !"

-الأكل جاهز يا زينة 

بصيت ع الطبق وبعدين بصيتله=بابا ، حضرتك عارف أنا عندي كام سنة 

فكر شويه وبعدين قال-23 

=طب وبقالي 20 سنة بحالهم بقول أنا مبحبش المكرونة بالباشميل !

-ليه يا بنتي ، دا جميلة وكلها فوائد وبعدين أنا عاملها بطريقة جديده شوفتها ع النت 

=النت؟ ، ماشي يا سي بابا هندوق ونشوف 

"حطيت أول معلقة في بؤي وهو كان بيبصلي بلهفة علشان يعرف رأيي ، عوجت بؤي وبصيتله"

-إيه وحشة؟

إبتسمت=وهي الإيد القمر دي تعمل حاجه وحشة ! ، طعمها حلو أوي 

"إبتسم وأنا كملت طبقي وغسلته وعملت 2 شاي وقعدت معاه في البلكونه"

-ماما وحشتَك؟

إبتسم=طول الوقت بتحوشني 

-تفتكر ممكن ألاقي حد يحبني زي حبك لماما كده؟

خد مني الشاي وحطه قدامه وطبطب ع إيدي=أفتكر ونص كمان ، عارفه يا زينة .. أوقات الدنيا بتبقي قاسية معانا أوي وبتفرقنا عن ناس بنحبهم وقتها وجع قلبنا بيبقي كبير ومبيداواش زي وجع قلبي ع أمك كده بس كمان الدنيا مبتفضلش قاسية علطول وبييجي عليها وقت بتطبطب علينا بحنية وتعوضنا عن الحاجة إلي خسرناها .. زي ما هي عوضتني بيكِ كده ، وبنفس الطريقك هتعوضك .. هتعوضك بحد يخاف ع قلبك ويحميه من الزعل .. حد يكونلك رفيق قبل ما يكونلك زوج ، أنا عارف إني مش قادر أعوضك عن حاجات كتير في حياتك زي وجود أمك .. الصحاب بس متأكد إن الدنيا هتحن عليكِ وهتعوضك بشخص يقدر يحتوي كل ضعف وكل نقص جواكِ ويكمله بحبه وقتها هتلاقي قلبك بيتفتح ع الدنيا وهو مبسوط وكأنه مداقش طعم الزعل أبدًا 

-الدنيا حنت عليا لما إدتني أب زيك والله ، أنا بحبَك أوي 

إبتسم=وأنا هشرب الشاي قبل ما يبرد 

"عدي يومين وروحت العيادة إلي بشتغل فيها كالعادة ، باشرت الحالات إلي جتلي وقعدت أرتاح شويه"

-مساء الخير 

إبتسمت=مساء النور ، أخبار القطة إيه؟

-الحمدلله ، أنا جاي علشان تكمل المحلول 

=تمام يا أستاذ ...

-زين 

إبتسمت=تمام يا إستاذ زين ، هروح أجيب المحلول وآجي 

-تمام 

"فتحت التلاجة جبت المحلول وخرجت من الأوضة علشان أديه للقطه ، وقفت ع الباب وأنا سامعاه بيتكلم معاها وهو بيمشي إيده ع فروها"

-متخافيش ، هتبقي كويسة وهترجعي أحسن من الأول وهنلعب تاني سوا 

قربت منهم=أنا حقيقي مشوفتش علاقة كده بين إنسان وحيوان 

-الحيوانات دي أرواح .. بتحس بكل حاجه وبتخاف زينا وبتبقي محتاجه تطمن ، يمكن إحنا مبنقدرش نفهم لغتهم بس اللغة الموحدة بينا هي الرحمة 

=هي إسمها إيه؟

إبتسم وهو بيبصلها-إسمها تمارا 

=طب تسمحلي بقي أدي لتمارا الجهاز؟

إبتسم-أكيد طبعًا 

"حطتلها الجهاز وقعدت ع الكرسي بتعب ، مش عارفه ليه الصداع ماسك في دماغي دلوقتي .. يمكن لأنه كان يوم طويل ومشغول وأنا من عادتي إني مبعرفش آكل طول مانا شغاله وبأجل أكلي لحد ما أروح .. من العادات الغلط إلي بعملها في حياتي بس إتعودت ، بابا دايمًا بيزعقلي بسبب الموضوع دا علشان جسمي بيتعب وبخس جامد بس إلي إتعود ع حاجه بيبقي صعب عليه يبطلها"


-أنتِ كويسة؟

رفعت راسي بتعب=آه 

-شكلك ميدلش ع كده !

=بصراحة مصدعة شويه وحاسه بشوية هبوط 

-أنتِ كلتي؟

=لا 

-يبقي دا إلي عاملك هبوط ، غلط جدًا إنك تفضلي تشتغلي من غير ما تاكلي ، دا بيأثر ع صحتك 

=مبعرفش آكل وأنا بشتغل 

-بس من النهارده هتعرفي 

"بصيتله بإستغراب فإبتسم وطلع أكل من شنطته وشد الكرسي وقعد جنبي"

-الأكل دا كنت جايبه وأنا مروح من الشغل علشان للأسف عايش لوحدي وفي الطبخ مش أد كده ، بس من حسن حظي إننا هنتقاسمه دلوقتي !

=بس دا أكلك وأكيد جايبه ع أدك 

-تعرفي إني مستعد أتخلي عنه كله مقابل إن ألاقي شخص يبقي قاعد معايا وأنا باكل ويونسني ، صدقيني الأكل كتير وهيكفينا إحنا الإتنين 

إبتسمت=هغسل إيدي وآجي 

"غسلت إيدي وبعدها هو قام يغسل إيده وكل واحد فينا قعد في مكانه وبدأنا نتشارك الأكل ، لأول مره أحس بطعم الأكل علشان بتشارك فيه مع حد ، طبيعة شغلي بتخليني أرجع البيت متأخر وبيكون بابا أكل وعلشان كده دايمًا باكل لوحدي ، بس المره دي أنا لقيت إلي أتشارك معاه نفس الطبق ، إحساس حلو ومريح"

-ممكن أسألك سؤال؟

=أكيد 

-عايش لوحدك ليه؟

=تقدري تقولي حابب كده ، بصراحة عيلتي مش من النوع المتفاهم .. دايمًا في خناق وشكل في البيت ، مقدرتش أعيش معاهم بالطريقة دي .. خناقهم كان بيأثر ع نفسيتي وشغلي فقررت أسيبهم وأعيش في بيت لوحدي .. وكل فترة بروح أزورهم 

-وإيه سر حبك للقطة؟

=من بعد ما نقلت في بيت لوحدي .. كنت حاسس بالوحدة ، صح إن عيلتي كلها مشاكل بس إحساس إنك تبقي محاط بناس بيبقي إحساس حلو ومريح .. بتحس إنك متحاوط وفي أسوار حواليك ويوم ما تقع هتلاقيهم بيسندوك ، مقدرتش أرجع البيت كان لازم أضحي بحاجة لإما أرجع البيت وأضحي بنفسيتي وشغلي لإما مرجعش وأعيش وحيد ، وأنا إخترت الخيار التاني لأن في الحالتين لازم هخسر حاجه ، كنت ماشي مره في الشارع ولقيت القطة دي ... كان الجو برد وهي كانت واقفه تحت شجره غرقانه مية وبتترعش .. شوفت فيها نفس حالتي ، نفس البرد إلي أنا حاسه بس جوايا ، قربت منها بهدوء وخدتها في الجاكيت بتاعي .. ومن يومها وهي بقت ونسي في البيت .. بقت كل حاجه ليا ، شوفت فيها الدفا والحب إلي مشوفتوش في البشر .. علشان كده متعلق بيها أوي وبقت فرد مهم في عيلتي أو هي كل عيلتي أصلًا 

إبتسمت-تعرف إن تمارا محظوظة أوي 

بصلي بإستغراب=إشمعنا 

-لأن القدر وقعها بين كفوف قلب شخص زيك 

إبتسم وبصلي بتركيز ، بصيت ف الأرض بإحراج وأنا باكل ، مش عارفه إزاي قولتله كده .. بس كأن قلبي إلي قالها مش لساني والله"

-المحلول خلص وتمارا نامت 

ضحك=تمارا بتنام في أي حتة 

-يبختها .. أنا مبعرفش أنا غير ع سريري 

=فرصة سعيده يا دكتورة زينة 

إبتسمت-أنا أسعد .. أتمني تكرروا الزيارة بس تكون تمارا كويسة ، واضح إن تمارا فيها حاجه مميزه بتشد الناس ليها 

=إن شاء الله 

"في اليوم دا بالذات الإبتسامة فضلت مرسومة ع ملامحي لحد ما روحت ، رغم تعب اليوم إلا إنه إنتهي بلطف ، لطف قدر يهون تعب اليوم ع قلبي ... وصلت البيت وأنا مبسوطة وفي شعور حلو متوزع في قلبي"

-حمدلله ع السلامة يا زينة 

إبتسمت=الله يسلمك يا بابا 

-هجهزلك الأكل 

=لا يا بابا كلت في الشغل !

-أنتِ بتتكلمي بجد؟

=أيوه 

-إزاي ، دانا ياما إتحايلت عليكِ تاكلي في الشغل علشان بتفضلي طول اليوم من غير أكل .. كنت تقوليلي لا يا بابا مبعرفش وإتعودت ع كده ، إيه إلي حصل؟

إبتسمت بهدوء وقولت وأنا داخله أوضتي=سبحان مغير الأحوال يا حاج 

"حطيت شنطتي ع التسريحة ورميت نفسي ع السرير وأنا مستغربة التغيير إلي فيا ، إحساس حلو لأول مره يقتحم قلبي .. مهما حاولت مش عارفه أخفي الإبتسامة من ع ملامحي ، هي الدنيا لطيفة كده فعلًا ولا دا تأثير وجوده ! ، الأيام كانت بتعدي وأنا معتش بشوفه .. معتش بييجي العيادة ، كل ما كان حد يخبط ع باب العيادة قلبي يدق ع أمل إنه هو .. بس كنت بصاب بخيبة أمل لما يطلع شخص تاني ، بدأت أركز في الشغل ومبقتش أفكر فيه ، ومع ذلك كنت دايمًا باكل في الشغل زي ما هو قالي وكل مره باكل فيها بفتكر قعدتنا سوا وغصب عني ببتسم ، عدي شهر وأنا مبلمحوش ، مكنش ليا مزاج أروح العيادة النهارده فقررت أنزل مع بابا المحل بتاعه !"

-بابا هي القطة دي جديده صح؟

إبتسم=أيوه جديده ، لسه شاريها إمبارح 

مشيت إيدي ع فروها-شكلها حلو أوي

"بابا عنده محل لبيع الحيوانات الأليفه ، ماما كانت بتحب الحيوانات جدًا ولما توفت بابا قرر يفتح المحل دا علشانها ، ويمكن علشان نفس السبب بابا أصر إني أدخل كلية طب بيطري ، كنت في الأول خايفة ومش حابة الكلية بس بعدين لما فكرت في الموضوع حبيت المهنة .. كفاية إني بعالج أرواح مش قادرة تتكلم وتشكي ، كفاية إني بحاول أخفف وجعهم إلي مش قادرين يتكلموا عنه ومحدش حاسس بيهم .. بقيت أشوفها مهنة إنسانية يمكن حتي أكتر من الطب البشري"


-مساء الخير 

=زين إبني ، إتفضل 

"كنت واقفة بلعب مع القطة وأول ما سمعت إسمه قلبي دق بعنف .. معقول يكون هو ! ، ولا مجرد تشابه أسماء ، لفيت وشي بالراحة وأنا بدعي يكون هو ! ، معقول هشوفه تاني بعد المدة دي كلها ! ... إبتسمت أول ما شوفته ، كان هو !"

-زين !

=إيه دا أنتِ تعرفيه؟

-أيوه يا بابا .. كان بييجي العيادة علشان أعالج تمارا ، أنتَ تعرفه منين يا بابا؟

إبتسم=زين بييجي هنا علطول ، بييجي يقضي وقت مع الحيوانات دي ويلاعبهم ، وكمان بييجي يشوفهم علشان لو حب يشتري حيوان أو حاجه بس لحد دلوقتي لسه مفيش حيوان قدر يخطف قلبه !

إبتسم-بصراحة تمارا خاطفة قلبي كله ، فلسه مش لاقي حيوان يقدر يشدني ليه زيها كده ، هو حضرتَك بابا دكتورة زينة؟

حط إيده ع كتفي=أيوه يا سيدي 

-صدفة غريبة جدًا والله 

"غريبة؟ .. جدًا ، يعني الشخص إلي أعجبت بيه وقدر يغير فيا عادة محدش قدر يغيرها فيا .. بالرغم من إننا متقابلناش غير مرتين بس ، بعد كده معتش أشوفه لمدة شهر وآخد أجازه وأروح محل بابا فأقابله هناك صدفة وكمان يطلع هو وبابا عارفين بعض ! ، صدفة غريبة بس حلوه وسعيدة ومفرحة قلبي والله ، بدأت أقسم أيامي بين العيادة والمحل علشان أقدر أشوفه ، مش عارفه أنا بعمل كده ليه أصلًا بس كل إلي أعرفه إني عايزه أفضل أشوفه علطول ، عايزه أفضل أبصله وأتأمل ملامحه الهادية طول الوقت ، يمكن إلي بعمله غلط وهييجي في الآخر بالسلب عليا لإني هعلق نفسي بيه ويمكن .. ويمكن أحبه وهو ممكن ميحبنيش وساعتها أنا إلي هتوجع ، بس مش قادرة مشوفوش .. مش قادرة أفضل بعيدة !"

-إيه دا عمي مش هنا ولا إيه؟

إبتسمت=لا ، بس في زينة ، بابا حب يرتاح شوية في البيت فنزلت أنا النهاردة 

إبتسم-تعرفي إني مستغرب الصدفة إلي جمعتنا 

=وأنا كمان ، بس برأيك هي صدفة حلوه ولا لا؟

-أقولك الصراحة؟

=طبعًا

إبتسم وقرب شويه-دي أحلي صدفة في حياتي 

"بعدت شويه وأنا قلبي بيدق جامد من قربه ، هي إزاي إبتسامته بتخطف كده ! ، هي ليه كل حاجه فيه حلوه ! ، من أول مره شوفته فيها وأنا مبشوفش فيه غير كل حاجه حلوه .. هو أنا ممكن أكون؟ ، لا .. أكيد لا ، قرب من الحيوانات وبدأ يأكلهم ويلاعبهم وأنا مشيت جنبه أبصله وأبتسم .. حنية العالم كلها في قلبه .. لما إنسان يكون بيتعامل مع حيوان بالحب والحنية واللطف دا كله .. يا تري هيتعامل مع إلي هيحبها إزاي؟"

-بابا .. أنا هنزل النهارده العيادة 

=تمام وأنا هروح المحل 

"قررت أسيب الأيام بظروفها .. مش هعمل حاجه عن قصد علشان أشوفه ، مينفعش أمشي ورا سراب وأعلق نفسي بحاجة ممكن متكونش ليا ، حاجه أنا مش عارفه نهايتها إيه ! ، أنا بقع في زين .. بقع بوشي والله .. خايفه أقع ومعتش أعرف أقوم علشان كده لازم أبعد شويه ، لازم مسعاش لإني أشوفه أو أجمعنا في موقف ، هسيب القدر هو إلي يقرر .. هو إلي يشوف إذا كنت هقابله تاني ولا لا ! ، روحت العيادة ولحسن الحظ اليوم كان مشغول .. فمكنش عندي الوقت أفكر في حاجه ، بس كمان مفضتش آكل طول النهار ونفس الصداع جالي"

-ينفع أدخل؟

رفعت وشي بسرعه أول ما سمعت صوته=زين ! ، إتفضل 

-بصراحة كنت معدي من قدام العيادة قولت أسلم عليكِ 

إبتسمت=....

-شكله نفس الصداع وشكلك برضه مكلتيش !

=بصراحة مكنش عندي وقت .. طول النهار كنت مشغوله 

طلع أكل من شنطته-ونصيبك حلو للمره التانية ، يلا إغسلي إيدك علشان ناكل !

=لا مش جعانة .. شوية وهروح وآكل في البيت 

قام وقف وخدني من إيدي-مش هقبل بأي أعذار .. يلا إدخلي إغسلي إيدك 

"سرحت فيه .. وسرحت في إيده إلي شابكة إيدي ، عيونا إتلاقت وقلبي بدأ يدق ... فجأه حد خبط ع الباب فإستوعبت الوضع وسحبت إيدي من بين إيديه بسرعة وأنا بحاول أخفف من توتري وإحمرار خدودي"

-إتفضل؟

=عايز أكشف ع الكلب بتاعي 

-تمام .. ثواني وهكون مع حضرتك 

وقفت قدام زين-آسفة مش هعرف آكل علشان مشغولة شكرًا 

"سيبته وبدأت أكشف ع الكلب وإعتقدت إنه مشي ، كنت بتمني يكون مشي علشان قلبي بقي في خطر بسبب حبه إلي بيتسلل جوايا ، خلصت الكشف والراجل مشي .. غسلت إيدي وخرجت .. كان زين لسه قاعد"

-أنت لسه هنا؟

=مش همشي قبل ما ناكل 

-زين أنا مش ...

=هششش ، مش هقبل بأي عذر ، يلا 

"إتنهدت وقعدت قدامه وبدأنا ناكل لحد ما خلصنا .. مكنش حد فينا بيتكلم ، كنت متوترة طول القاعدة ، مكنتش عايزاه ياخد بالي من التوتر إلي مسكني فجأه .. مش عايزاه يحس بحاجة غريبة ليه من ناحيتي"

-يلا علشان أوصلك 

=البيت مش بعيد هروح لوحدي 

-ليه كل حاجه لازم تناقشي فيها؟ ، أنا هستناكي بره عما تجيبي حاجتك 

"خرج فإبتسمت وبدأت أجمع حاجتي وقفلت العيادة وخرجت"

-يلا 

"خدنا الطريق مشي ، الجو كان حلو .. وكنا بالليل ، النجوم مزينة السما بشكل لطيف .. وكأننا في موعد رومانسي ، السكوت كان طاغي علينا .. مشيت جنبه وأنا بفتكر مواقفنا سوا ، إستناني ومرداش يمشي غير لما آكل معاه .. مرداش يمشي غير لما يوصلني ، كانت مواقف قادرة تخلي إحترامي ليه يكبر .. وحبي ليه يزيد ، أنا بقيت بحبه"


-ساكتة ليه؟

=هتكلم أقول إيه؟

-أي حاجه !

=إممم ، بتحب الكلاب؟

-لو صغيره آه .. لكن كبيرة لا 

=طب زين .. هقولك حاجه وخليك هادي تمام؟

-تمام 

بصيتله بخوف=في كلبين كبار قدامنا 

بصلي وبلع ريقه-زينة ! ، إجري 

"وقتها جرينا ... جرينا وإحنا بنضحك ، ضحكت كتير ومن قلبي ، وصلنا قدام البيت وإحنا لسه بنضحك .. سكتنا شويه وبعدين بصينا لبعض وضحكنا تاني"

-أقولك ع سر؟

=قول 

-أنا مبخافش من الكلاب ، بس عملت كده علشان اللحظة دي .. علشان الضحكة دي !

بصيتله بكسوف وإبتسمت=تصبح ع خير 

=وأنتِ من أهلي 

-ها؟

=بقول وأنتِ من أهله 

"كنت سمعته .. وبتمني أكون سمعت صح ومش بتوهم ، دخلت البيت وأنا برسم قلوب في الهوا ، الدنيا بقت لطيفة وتقريبًا كده بتفكر تعوضي .. تقريبًا جه الراجل إلي هيحبني زي حب بابا لماما ! ، سلمت ع بابا ونمت ... قررت آخد أجازه وأقعد في البيت النهارده ، محتاجة أفصل شويه .. محتاجة أفضل عايشة ع ذكري المواقف دي مع زين قبل ما يحصل حاجه تقلب الوضع كله"

-بتعمل إيه يا بابا؟

=بطبخ علشان زين معزوم عندنا النهارده !

-إيه؟

=أيوه .. أنا عزمته 

-ومقولتليش ليه؟

=هو كان بيكلمني الصبح يسألني إذا كنت هروح المحل ولا لا فقولتله إني هفضل في البيت النهارده وعرفت إن معندوش شغل فقولتله ييجي يتغدي معانا 

قولت في نفسي-لازم أظبط نفسي 

=بتقولي حاجه؟

-لا أبدًا .. يلا هساعدك علشان نخلص بسرعة 

"خلصنا طبخ وروقت الشقة ودخلت لبست دريس موڤ وطرحة أوف وايت ، بصيت ع نفسي وإبتسمت ، خرجت ظبطت السفرة مع بابا لحد ما الباب خبط ، جريت ع المراية ظبطت نفسي وخرجت كان بابا فتح الباب وزين دخل"

-إذيك يا زينة؟

=الحمدلله وأنت؟

-الحمدلله ، آسف لو كنت هزعجكم

=لا طبعًا ، دا أنت منورنا والله 

"إبتسم وبابا بصلي فإستوعبت الحماس إلي كنت بتكلم بيه فغيرت الموضوع"

-يلا علشان الأكل هيبرد 

"كلنا ودخلت عملت الشاي وقعدنا ف البلكونه"

-زينة بقي عليها شوية شاي عنب 

إبتسم وبصلي=أكيد هيبقي حلو ، طالما هي إلي عملاه 

"بصيتله وإبتسمت وبابا بصلنا إحنا الإتنين فعملنا نفسنا مشغولين في الشاي ، قضي اليوم معانا وبعدين إستأذن علشان يمشي"

-شكرًا جدًا ع اليوم الحلو دا والله ، حقيقي هيفضل محفور في قلبي 

=العفو يا إبني 

-أستأذن أنا بقي 

"مشي وأنا خوفت بابا يستلمني فكنت هجري ع أوضتي بس صوت بابا وقفني"

-زينة !

=أيوه يا بابا 

-تعالي 

قعدت جنبه=أيوه 

-في حاجه مخبياها عليا؟

=حاجه؟ ، حاجة إيه؟

-طول عمري بثق فيكِ وعاطيكي الحرية الكامله وعارف إنك بتتعاملي مع رجالة بحكم شغلك بس كمان متأكد من تربيتي لبنتي وعارف إنها بتتعامل بحدود ومستحيل تخذلني أبدًا ، صح؟

بصيتله بإحراج=صح 

"دخلت أوضتي وأنا قلبي وجعني من كلام بابا ، أنا يمكن تعاملي مع زين بحدود ، بس الأمور بدأت تتطور بينا .. وأنا حبيته وكنت بحاول أقابله عن قصد ، مسك إيدي ! ، بيوصلني بالليل وبناكل سوا ف العيادة لوحدنا ... كل حاجة غلط ، عيطت .. عيطت لإني لأول مره أحس إني خذلت بابا ، هو حاول يعمل كل إلي يقدر عليه علشان يقوم بالدورين ف حياتي ، علمني وكبرني وإداني الحرية وأنا خذلته ، قضيت طول الليل عييط وإستغفار .. قومت صليت ودعيت ربنا يسامحني ويريح قلبي ولو زين خير ليا ، يجمعني بيه ف الحلال .. قررت بعدها معتش أقابله ، تاني يوم خرجت من أوضتي وحضنت بابا وأنا بعيط"

-أنا آسفة 

=ع إيه يا حبيبتي

مسحت دموعي-حسيت إني محتاجة أتأسفلك 

"نزلت الشغل .. وبدأت أتابع شغلي"

-مساء الخير 

=.....

ضحك-أمشي ولا إيه؟

قولت بجدية=إمشي يا زين 

-أنا كنت بهزر أنتِ مسكتي في الكلمة؟

=أنا بقولك إمشي 

-زينة .. مالك؟

عيطت=فيه إن كل إلي بيحصل دا غلط ، مقابلتنا ع الفاضي والمليان دي غلط .. قعدنا مع بعض غلط ، كل حاجه غلط 

-طب ممكن تهدي؟

=أهدي إزاي وأنا مش قادرة أسامح نفسي ع خذلاني لبابا !

-أنا مش فاهم حاجه !

=زين ، تقدر تقولي إحنا بنتقابل ليه؟ ، بنقعد مع بعض ليه؟ ، إيه علاقتنا يعني؟

-أصحاب 

عييطي زاد=ودا ف حد ذاته غلط ، مفيش حاجه إسمها صداقة بين البنت والولد ، آسفة بس إحنا مينفعش نتقابل تاني 

"إديته ظهري وأنا بعيط بألم ، وقف شوية ساكت وبعدين مشي وأنا قعدت ع الكرسي بتعب .. يا ريتك قولتلي إنك بتحبني يا زين ! ، يا ريتك قولت إن علاقتنا أكبر من مجرد صدقة وتاخد خطوة تجمعنا سوا .. يا ريتك حبتني زي مانا حبيتك"

-زينة؟

=أيوه يا بابا 

-إنزلي المحل النهارده علشان هريح شويه

=حاضر 

"مكنش عندي القدرة أروح ، مرواحي هناك هيفكرني بزين ، بس في نفس الوقت أنا حاسه بالذنب تجاه بابا فمليش عين أرفض ، لبست ونزلت المحل ، كنت بلعب مع القطة"

-مساء الخير 

لفيت وشي=أنتَ؟ ، جاي هنا ليه؟ ، مش أنا قولتلك....

إبتسم-هششش ، طلبت إيدك من أبوكِ

=أيوه عارفه ... إيه؟ ، قولت إيه؟

قرب شويه-ووافق

إبتسمت=زين !

قرب أكتر وإبتسم-وبحبِك 


"وقلبُك يداعب قلبي بلطف"



#ياسمين_خالد

Report Page