...

...


_شايفه نفسك فين بعد خمس سنين؟!

_في بيت جوزي.

_نعم!

_قصدي حضرتك إن أكيد هكون متجوزه يعني، بس أكيد هطور في الشركة وأبذل كل جُهدي فيها عشان تتقدم للأفضل.


كنت فالأنترفيو والاتش ار الرخمة دي اللى كانت بتتسهوك على أحمد بتسألنى، وأحمد جنبها بيبرقلى كل شويه.

_إيه اللى الشركة هتكسبه لو اتعينتى فيها؟

اتكلمت بغرور:

_هتكسب إنسانه بشوشة ودمها خفيف زيي، يابختكو واللهِ.

أحمد خرج عن صمته وأنا حاسه عينيه هتاكلني.

_طيب يارهف اتفضلى أنتِ وأنا هكمل معاها الانترفيو.


قامت وهي بتبصلي بغيظ ومش طيقاني ولا أنا طيقاها أصلًا، بس استني متمشيش بالله دا هيبلعني زي الاندومي، لاقيته بيقرب عليا فلا إراديًا جريت.

_خدي تعالي هنا دا أنتِ يومك أسود.

_ليه بس ياحبيبى؟

_بقى دي إجابات تردى بيها على الاسئلة؟ اومال لو مش قاعد كنتى رديتي قولتى ايه؟

_أنا مش عايزه اشتغل فشركة افهم بقى، وبعدين البت اللى شبه السردينة دي بتسأل اسئله غريبه.

_وأنا قولتلك يأما شغل الشركه يأما مفيش شغل يا آلاء وانا هنا المُدير وهوظفك عادي جدًا.

_يعني دا أخر كلام عندك؟

_اه.

_ أنا مش حباه افهمني، وكمان بتعمل انترڤيو لمراتك؟

أتكلم بهدوء عكس اللي جواه:

_ أنا مش عايز حد يقول دا مشغلها علشان مراتة، لأن عارف أنك شاطرة والسي ڤي بتاعك حلو وفيه كورسات كتير، ومش محتاجة واسطة، ونهاية الكلام يا آلاء لأني جبت اخري يأما تشتغلي معايا فالشركة يأما بلاها شغل ومش عايز كلمة تاني في الموضوع دا.

_بس..

اتكلم بتحذير:

_آلااااااء

_كنت هسألك بس على رأيك في المكرونه بتاعت امبارح، الله!!


أنا مش عارفة إيه المشكلة في شغلي يعني! أنا ياما حكيت له إني نفسي اشتغل، المفروض يراعي رغبتي وحُبي للحاجة دي، مسكت اخر طبق فالمواعين اللى بغسلها، حسيت بتكة مفتاحه لأن وقت رجوعه دلوقتي.

_السلام عليكم.

رديت وأنا بنشف الطبق وبرصه:

_كُتر السلام يقل المعرفة.

_طب خلاص هاتي بوسة.

_ ياخفه!

لف الناحية التانيه وهو بيبرطم بصوت مسموع:

_شكلها ليلة نكد النهارده.

_بتقول حاجه؟

_بقول عامله ايه اكل النهارده!

_اه...عامله رز وبسلة وفراخ.

_طيب تمام سخنيلي الاكل عقبال ما اغير.

_من عيوني ياحبيبي.


_ايه دا؟

_ايه!

_الاكل مسكر!

_تسلملي واللهِ ياحبيبي

_لا مش قصدي كدا، قصدي مسكر بجد.

_بجد!

_اكونشي حطيت السكر بدال الملح!

_اكونشي!!!

_ايوه يا خويا.

رد بغيظ:

_طيب قومي هاتيلي حاجة غير الاكل دا ياقلب اخوكي.


بصراحة كدا اه حطيت سكر فالاكل اومال ينكد عليا واسكتله؟ دخلت نمت ساعتين وخرجت لاقيت هدومه كلها برا الدولاب مرمية عالارض، قاعد في صاله بكل أريحية وبياكل لب، قشره مغرق الصالة.

_الهدوم برا الدولاب ليه، وايه اللى بتعمله دا!!!

_علشان كنت بدور على الجاكت البني بتاعي ومكنتش لاقيه خالص، وباكل لب تاخدي شويه؟

_ومش فيه زفت سله جنب الركنة تحط فيه القشر؟

_معلش يابيبي مخدتش بالي.

_بيبي!


بقى حرقة الدم دي كلها تكون من نصيبي أنا!، طب وريني كدا هتحضر الميتنج ازاي واللاب بتاعك فالغسالة.

_آلاء فين اللاب.

_اهون؟

_اللاب يا آلاء.

_وانا ايش عرفني يا أحمد.

_هاتي من الاخر وقولي حطاه فين.

_يابنى وأنا هخبيه ليه بس!

_طب تمام.


_اللاب بيعمل ايه فالغسالة؟

_ياجدع لاقيته فالغسالة!

_شوفتي!

_شوفت.


كنا ناقر ونقير لفترة مش طويلة، النهاردة عيد جوازنا، كدا يبقى فات على جوازنا تلت سنين، عملتله الاكل بيحبه، لبست فُستان بلونه المُفضل، استنيته يجي ركنت كل حاجه في زاوية فمخي وقولت استمتع باليوم، كان مبسوط ومصدوم من اللى أنا عملاه، حضني حضن طويل مكنتش عايزاه ينتهي، كنت حاسه بشعور مُختلف، إن الحضن دا مش عايزه اطلع منه أو بمعنى أصح اشبع منه، فكرت افتح معاه حوار الشغل تاني يمكن وهو رايق يوافق.

_أحمد

_عيون أحمد

بيثبتني الولا ومش هعرف أقوله شكلي.

_عايزه اشتغل.

_أنتِ بجد مش بتزهقي! أنا تعبت من الزن.

_أنت ليه مش حاسس بيا وبخنقتي وإن طول النهار بين أربع حيطان، وانت مش بترجع غير بالليل.

_وقولتلك تعالي اشتغلي معايا ورفضتي!

_علشان أنا حابه اشتغل في مجال كليتي، فالحاجة اللى بحبها!

_وأنا قولت لأ.

_ليه لأ؟ أنا مش لاقيه ولا مبرر لرفضك لشغلي بالطريقة دي! ليه أنت أناني ومش بتفكر غير في نفسك؟

_أنا أناني!

_اومال افسر رفضك دا بإيه غير بإنك أناني أو مش عايزني انجح.

_انتِ بتتكلمي بجد ولا بتهزرى؟

_وأهزر ليه؟

_لو بتتكلمي بجد وواعيه لكلامك دا يبقي بجد عليه العوض فيكِ، أنتِ فسرتي غيرتي وخوفي عليكِ أنانية وإني مش عايزك تنجحي! طب ما أنا لو مش عايزك تنجحي مكنتش وافقت انك تكملي تعليم وانتِ على ذمتي.

سكت وأنا عماله أفكر ف اللاشئ قطعه هو بسؤاله:

_أنا ولا الشغل يا آلاء؟

كملت سكوتي وأنا بسترجع كل الحوار اللى دار دلوقتي.

_تمام الاجابه وصلت، عايزه تشتغلي براحتك.


عدىٰ تلت شهور حياتي اتبدلت فيهم، تلت شهور وأحمد مش بيكلمني الا لضرورة وكلام بالامبالاة وعدم اهميه، تلت شهور جمعت فيهم شغل وبدأت اشتغل، بس ملوش طعم، مش مبسوطة وأحمد مش معايا مش حاسه بطعم اي حاجة حلوة، أنا كنت بشارك معاه اي فتفوتة بتحصلي، ازاي مش قادرة أجري عليه واقوله ان المدير شكر فيا جامد، ازاي مش قادرة اقوله إني اترقيت! أحمد اللى لو كنت قومت صحيت بدرى وحكيت له يحسسني إن عملت إنجاز، دلوقت مش قادره اروحله، ولا قادره احضنه، طب ايه فايدة كل دا من غير جوزي مايشاركني فيها! حياتي بهتت وأنا بهتّ.


_مدام آلاء معايا؟

_ايوه مين!

_احنا من المستشفى وكنا عايزينك تيجي لأن جوزك عمل حادثه.

مش عارفه مر قد ايه ولا عارفه أنا روحت المستشفى ازاي، اخر حاجه فكراها المكالمة، وبعدين دماغي وقفت بس رجليا جابتني لعنده، اتطمنت عليه أنها حادثة بسيطه بس رجله اتكسرت، وفيه خدوش فوشه وتعويره فقورته.

قعدت جنبه ومسكت ايده الساكنه جنب جسمه اللى نايم، واتكلمت من بين دموعي:

_ياحبيبي إن شاء الله هتخف وترجع زي الاول، حقك على قلبي إني سِبتك الفترة دي كلها، حقك على قلبي إني نشفت دماغي واختارت شغلي وزعلتك مايولع شغلي وأنا فيوم واحد ولا تجرالك حاجه أنت.

بوست ايده بوسه خفيفة واستنيته لحد مافاق واخدته ع البيت، وتاني يوم.

_يلا بقى علشان تاكل.

_تسلميلي جدا إنك تعبتي نفسك وعملتيلي اكل، تقدرى تحطيه وروحي شغلك علشان متتأخريش.

_شغل إيه اللى اروحه!

_شغلك.

_واسيبك كدا؟

_عادي يا آلاء مش مشكلة، ما أنا متعود.

مردتش عليه لكني عيطت.

رد بنبرة فيها خوف.

_ايه دا بتعيطي ليه؟

وكأن كنت مستنيه سؤال علشان بُكايا يزيد لدرجة مكنتش قادره ابطل، فحاول يخدني في حضنه بحنان وهو بيهديني.

_أنا امبارح قلبي كان هيوقف لما كلموني من المستشفى وقالو إنك عملت حادثة، لدقايق الدنيا وقفت عند الخبر دا، كنت بصارع الوقت علشان اوصل واشوفك، وأول ماشوفتك واتطمنت عليك، وحسيت إني كان ممكن افقدك، استصغرت أي مشكلة حصلت ببنا، أنا حياتي من غيرك ولا حاجة يعني أنت فرحي وسندي وهمي وخوفي ونقطة قوتي وضعفي وكل حاجه ليا حرفيًا، ومفيش حاجة تستاهل إني ازعلك مهما كانت ايه.

_يعني هتسيبي الشغل؟

_ايوه، لأن انت مهم عندي دا اولًا، ثانيًا أنا مش هقدر اواظب على البيت والشغل واديهم حقهم مع بعض.

_انا امبارح سمعتك لما كنتِ بتعيطي، وكل الزعل اللى كان جوايا منك اتمحى وراجعت نفسي وفعلا احنا كنا معاندين مش اكتر.

_سيبنا من اللي راح وخلينا فاللى جاي.

_واهم حاجه فاللي جاي؟

_ايه؟

رد بغمزة:

_ايه!

_ايه انت!

_إنك وحشتيني أوي.

_طب تعالي بس كُل.

_ما انا فعلا هاكل.

رديت بتحذير وأنا برفع صباعي في وشه:

_أحمد.

_ياحبيب أحمد♥️.


Report Page