❤️

- امسكي يا بنتي من أيدي .

- أي دول يا عمي الحاج؟

ابتسم وهو بيحطهم في حجر عبايتي - 3 بسلات يا بنتي .

- أعمل بيهم أي ؟ 

ابتسم - ارعيهم وخلي بالك منهم دول أمانه في رقبتك ليوم الدين .

كان لابس أبيض في أبيض بدقن بيضا ووجه بيشع نور ، مِشي وعطاني ضهره بس قبلها عطاني أمانه ، 3 بسلات.

- هما أي طيب استنى متمشيش فهمني .

صحي من النوم وفتح النور - شهد شهد اصحي ده حلم يا حبيبتي. 

- ميه عاوزه أشرب ميه .

قام من جنبي وملأ ليا كوباية ومدّها ليا علشان أشرب .

- احكيلي فيه أي؟

- أنا حلمت براجل يشبه الناس الطيبه بتوع زمان واللي النور بيشع من وشهم .

بصلي بتركيز - وبعدين ؟

بدأت أتكلم وأنا بشرح اللي حصل - وعطاني 3 بسلات وقالي دول أمانه و...

- أي كملي حصل أي؟

بَعدت اللحاف من على جسمي بسرعه وكأني فهمت الإشارة ووَقفت في نص الأوضه بحاول أستجمع. 

باستيعاب - ولاد أخوك يا سليمان ، ولاد أخوك هما الأمانه اللي في رقبتي .

- بس ولاد أخويا مع أمي .

- أنا عاوزاهم يا سليمان وهربيهم وهرعاهم زي ولادي وأقسملك بالله عمري ما هقصر من ناحيتهم .

- يابنت الناس طب الدنيا ليل خليها الصبح ونبقى نشوف الحكاية دي.

- دول يتامى من الأب والأم وملهمش غيرنا دلوقتي وأنا هبقى أمهم ، بالله عليك النهارده لازم ييجوا يباتوا في حضني ، أنا لازم أرعى الأمانه .

بالفعل نزل وجابهم كانوا بنتين وولد ، عمر 12 سنه و هايدي 8 سنين وفيه أصغر بنوته دي لسه بترضع وأمها ماتت هي وبتولدها واسمها مكة .

- تعالوا يا حبايبي تعالوا .

كانوا مكسوفين مني أو مش متعودين عليا فعلشان كده جريت عليهم أنا وضَميتهم ليا ضَمة الأم لعيالها .

بِعدت عنهم - من دلوقتي أنتوا هتعيشوا معانا في بيت عمكم يعني بيتكم واعتبرونا أهلكم .

عمر اتكلم بغضب - إحنا محدش زي أهلنا ، أنا هنزل عند تيته .

هايدي - خدني معاك يا عمر .

وَقفت في وشهم - اللي هيقعد هجبله لعبة ، عروسه للبنات ومسدس للولاد وكمان ممكن الهدية تكبر. 

عمر بص بجانب عينه - تكبر تبقى قد أي؟

نزلت لمستواه واتكلمت - ممكن تبقى عجلة مثلاً.

ابتسم - أنا كنت طلبت من بابا عجلة بس وَقتها ه...

اتحمق وبدأ يعيط فشديته لحضني وطبطبت عليه - ادعيله يا حبيبي ادعيله بالرحمه. 

- بس أنا السبب يا طنط شهد ، أنا اللي قولتله عاوز عجلة علشان كده هو مات ، مات هو وجايبها وعمل حادثه .

مَلست على شعره وبدأت أهديه وسليمان حضن هايدي ومكة كانت نايمة بس صحيت على صوتنا .

خدته من أيده - مكة أختك ولا لأ يا عمر؟

هزّ راسه بسرعه - دي بنتي .

ابتسمت لسرعة جوابه .

- أختك مينفعش تكبر وأخوها أو خلينا نقول يا سيدي باباها ضعيف وبيأنب نفسه على حاجه ملوش ذنب فيها. 

بَصلي باستغراب - يعني أي؟

- يعني باباك مماتش بسببك ، وافهم يا حبيبي محدش بيموت ناقص عمر إحنا بنموت لما عمرنا بيخلص ودي كلها مسببات مش أكتر فمتحملش نفسك ذنب مش ذنب وكل ما تفتكر أهلك ادعيلهم وبس .

ابتسم - حاضر يا طنط.

خدت مكه في حضني وشاورت لهايدي وعمر ييجوا فضميتهم كلهم ليا وبَصيت عليهم ورددّت في نفسي - أمانة قد قبلت إيداعها يا الله فأعني عليها .

سليمان - يا سلام يا سلام وانا ماليش حضن كمان ولا أي؟

بَصيت للولاد - نحضنه يا ولاد؟

عمر بتفكير - أممم نص نص .

هايدي - أها يا طنط عمو طيب أوي احضنيه جامد أوي زينا. 

ابتسمت ولقيت سليمان بيقعد جنبي وبيضم عمر ليه وأنا من الجنب التاني وقال - أنا أبوكم واللي تحتاجوه تقولولي عليه ومش عاوز أسمع كلام إحنا مالناش أهل ده تاني .

من وَقتها بدأت أرعاهم وأهتم بيهم وبلبسهم وتعليمهم وبقيوا هما كل حياتي وملوا الفراغ اللي سابه العقم فيا .

- شهد يا شهد .

- رُقية ! أنا سمعاكي أنتِ فين ؟

ظهرت من بعيد وكانت لابسه لبس جميل مريح للعين ووشها لسه زيّ البدر في تمامه وابتسامتها بَقت أجمل .

- أنتِ عملتي مع عيالي اللي محدش يعمله ودلوقتي أنا اطمنت عليهم وعرفت إن ربنا مش بينسى اليتامى .

ابتسمتلها - هما عوض ربنا ليا بعد اللف على الدكاتره سنين وسنين وفي الآخر بلا فايده .

مَدت أيديها ب 3 بسلات - التلاته دول هيكبروا وهيبقوا ولادك ووَقتها هتعرفي طعم العوض بجد وإنهم سند ليكي .

صحيت من النوم على آذان الفجر وكنت مستريحه وابتسامتي على وشي والبُشرى اللي جتلي في الآخر هي وبتقولي " وكمان الجزاء الأوفى هو إن أنتِ هيبقى ليكي مكان في الجنه دي " المره دي مَحكيتش لحد على الحلم وبدأت أركز كل اهتمامي على تربية الأولاد تربية صالحه.

- طنط شهد .

- عمر ! أي مبهدلك كده ؟

بانهيار - خالي شافني ضربني بالقلم وقطعلي هدومي وقالي إني مش راجل وروحت قعدت مع ست تاني من بعد أمي .

مسكته من أيده بقوة - تعالى معايا.

شيلت مكه نزلتها لحماتي وخدت تاكسي وركبت عمر زي ماهو معايا ورَنيت على سليمان يلحقني على بيت خال عمر .

- أيوة جاي .

فتح الباب قومت بكل القوة اللي بملكها ونزلت على وشه بالقلم .

رفعت أيدي وهددته - القلم ده لأنك مَديت أيدك على ابني يا راجل يا نا..قص يا قليل الأصل يا اللي بتستفرد عضلاتك على طفل صغير .

رفع أيديه بغضب - ده أنتِ ولية عاوزه اللي يحكمك يا أرض بور يا اللي متسويش في سوق الستات تعر.. يفة. 

دخل وبدماغه عطاه بونية في نص وشه - أيدك لو كانت لمست مراتي وديني وما أعبد لكنت قطعتهالك يا ابن **** والست اللي قدامك دي بمليون من عينتك وإياك صوتك يعلى بس عليها لأحسن والله وماليك عليا حلفان لأوريك وش هيزعلك .

مِسكت سليمان من دراعه وبَصتله بفخر واللي هو يباركلي فيك يا راجلي يا سندي ، بعدين شَديت عمر وقدام كل الناس اللي اتلمت - عمر يبقى ابني واللي يفكر يهينه ولا يلمس شعره منه والله لأقل منه وسط بيته وأقرقشه بسناني ووَقتها أجدعها تخين في عيلته يبقى يقف في وشي ولا يوقفني .

بَصيتله بقرف وخدت عمر وسليمان ونزلنا والناس ورانا بعد ما استنكروا فعل خال عمر وبدأوا يدعولي ومنهم اللي قال عليا تسلم بنت راجل واللي قال إن العيال ربنا أخد منهم والديهم بس عوضهم بيا وب سليمان .

بَصيت لعمر - ارفع راسك وإياك تنزلها من هنا ورايح ، أنتَ ابني وابني يحط صباعه في عين التخين واللي يقولك قاعد عند مرات عمك قوله ده بيت أمي وأبويا. 

حضنّي وسطهم كلهم - بحبك أوي يا ماما شهد .

كانت أول مره ينطقها من وَقت ما جبته عندي ورَبيته وَقتها بس غريزتي كأم اتراضت وبَكيت لأول مره وأنا ببوس راس عمر - ياحبيب أمك أنتَ ، يا غالي يا حبيبي يا بني .

السنين بتعدي والعيال بيكبروا ويدخلوا الجامعه وكلهم حافظي القرآن والكل يشهد بكرم أخلاقهم ، ونسيت إنهم مش ولادي وبقيوا كل حياتي أنا وسليمان وحتة مننا ، والنهارده فرح الصغيره مكه .

بوست راسها وبَصيت لانعكاسها في المراية - بنتي كبرت وبقيت عروسه زيّ القمر اللهم بارك بسم الله أرقيكِ. 

- أنا بحبك أوي يا ماما شهد ومش عاوزه أسيبكم .

حضنتها ودموعي نزلوا - يا حبيبتي يا بنتي وأنا لو عليا مش عاوزاكي تبعدي عني بس دي سُنة الحياة. 

- لأ لأ مش عاوزه أبعد عنكم أنا هقوله يجيبلي شقه في نفس العماره بتاعتكم .

- طب والفرح والمعازيم ؟

كان سليمان دخل .

بَصتله - معلش يا بابا أنا كلاونايه كبيرة وبرجع في كلمتي عادي .

سليمان باستغراب - كلاوناية دي شتيمة ولا أي ؟

مكه ضحكت - يا بابا لأ بص كلاون ده اللي هو ممكن يقولك مش هعمل ومش هعمل وييجي يرجع يعمل نفس الحاجه دي برضو فبنحطله أيموشن كده معناه إنه عيّل يعني .(🤡)

ضرب كف على كف - يلاا يا مجنونه طيب لأحسن عريسك ييجي يطربقها علينا .

دخل وفتح الباب - أي يا بابا كل ده بتجيب مكه ؟ ده إحنا خللنا بره والعريس زهق وهيمشي .

سليمان بفرحه - خليه يمشي وأنا هاخد مكه وترجع معايا البيت حبيبة أبوها دي. 

مكه حضنته - وأنا موافقه .

شهد - يلا يا حبيبي ربنا يكملكم بعقلكم يلا العريس بره مستني يشوف عروسته .

سليمان أنكج مكة و هايدي كانت جت ومعاها ابنها وبنتها ولقيتنا طالعين فمسكت أيد مكه وطلعت معاها .

- ماما استني .

- نعم يا حبيبي. 

لقيته بدون مقدمات حضنني وبكا .. عمر ابني بيبكي بعد العمر ده كله وهو كبير ومتجوز ومخلف 3 .

طبطبت عليه واتكلمت بنبرة أم خايفه على ابنها - مالك يا حبيبي فيك أي؟

مَكنش قادر يتكلم من كتر حشرجته و دموعه فجيبتله ميه وشرب لحد ما هدي .

- ماما أنتِ عملتي معانا كتير ، إحنا مهما نعمل عمرنا ما هنوفيلك ربع اللي عملتيه لينا ولا اهتمامك ونصرتك لينا في أي مكان أنتِ ملاك ربنا بعتك لينا بعد ما اتيتمنا بدري بدري واتحرمنا من الأب والأم. 

حضنته ودموعي انا كمان نزلت - أنتوا أمانه في رقبتي يا بني والنهارده أنا يعتبر صونت الأمانه كلها بجواز أختك مكه وبكده اطمنت عليكم كلكم .

ابتسم ومسك أيدي وباس كفهم بعدين طلع ظرف أبيض حطه فيهم .

بَصيت باستغراب - أي ده؟

ابتسم - افتحيه .

فتحته واتصدمت من اللي لقيته .

ابتسم واتكلم - دي حاجه بسيطه أفرحك بيها أنتِ وبابا ، عارف إنك متمنياها من زمان وإنك تروحي مكه دي رغبة شديده بالنسبالك فحجزت 3 تذاكر لينا وهنروح نعمل عمره مع بعض كلنا أنا وأنتِ وبابا وهايدي ومكه جوزها هيطلعها على حسابه علشان يفرحها وانا هشيلكم فوق راسي ومش هفارقكم لحد ما نتمّ الحج .

سجدت على الأرض وبَكيت - يامانتَ كريم يارب ، يامانتَ كريم يارب دايمًا ساترها معايا ومجيب دعواتي ، الحمدلله .. اللهم لكَ الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك .

عمر نزل جنبي وباس على راسي 

وهمس في ودني - خلاص هتزوري حبيبك النبي يا ماما .

ابتسمت ودموعي سابقاني وعبّرت عن فرحتي .

" على الساده الركاب الرجاء ربط أحزمة الأمان للهبوط في مطار المدينة المنورة "

الست نور بتحكي وبتقول في شجن وإنها هنا افتكرت الأنشودة اللي بتقول :

أروي قلبي من نورك دمنايا ومَطلبي.

كان نفسى أزور الكعبه وأصلي في الحرم. 

واقرأ الفاتحه للصحبه صحبة سيدنا النبي.

أروي قلبي