❤️

❤️


أول جوازنا ما استغربتش من صندوق خشب مقفول محطوط باهتمام في ركن ضلفتها في الدولاب؛ وغير حتى صندوق ذهبها؛ أنا باحب ادي كل واحد من اللي حواليا مساحته من الحرية الشخصية؛ هي بنت ناس محترمين وانسانة مفيش بعد كده؛ فأيه اللي هيقلقني؟.

الأيام بتمر وسعادتي في زواجي ملحوظة للكل إلا من حاجة واحدةغريبة؛ حاولت اشيلها من دماغي ما اقدرتش؛ الصندوق الخشب اللي زوجتي الجميلة كل ما تخرج لوحدها ترجع وهي ملهوفة على الدخول لغرفتها بسرعة وتقفل الباب عليها شوية؛ ورفض لوجودي مهما خبطت؛ وحجتها أنها بتغير هدومها؛ هي مش واخدة بالها أني مركز معاها؛ الحكاية دي حصلت أول مرة بعد جوازنا لما نزلت تشتري شوية خضار وأنا كنت أجازة؛ رجعت ملهوفة وبدل ما كانت بتدخل المطبخ تحط الحاجات؛ حطتها على باب الشقة وجريت على الأودة؛ قفلت الباب من جوه وسمعت صوت الدوااب بيتفتح؛ وصوت صندوقها بيتقفل والدولاب بعده على طول؛ الموضوع بدأ يشغلني؛ يا ترى فيه ايه؟ من حقي اعرف الموضوع كده مبقاش أمر شخصي؛ القلق ابتدى يلازمني وبالذات لما لاحظت انها ممكن في بعض الأوقات تستناني لما تتأكد اني رحت في النوم وتقوم بهدوء تفتح الدولاب وتفتح صندوقها اللي مقدرتش اعرف مخبية مفتاحه فين؟.

فكرت كثير اسالها سؤال صريح لكن كنت خايف من اللي ممكن اعرفه؛ ساعات الجهل بيكون افضل؛ لكن لما اتكرر الأمر مقدرتش؛ بس مكنتش عايز اواجهها باتهام لأنها رقيقة وجميلة وصغيرة؛ معقول يكون فيه في حياتها حب غيري؟

وقررت أني اراقبها؛ طلبت منها غدا مش موجود منه في البيت علشان تنزل؛ انتظرتها لحد ما لمحتها نازلة ومشيت وراها؛ وكانت المفاجأة؛

........................

بعد شوية وفي مكان الناس فيه قليلين لقيتها بصت اووي في الأرض ومتابعة حاجة مش عارفها؛ استنيت لحد ما بعدت حبة ومشيت على نفس خط مشيها لقيت خطوات أعتقد أنها أثر اقدام كلب بس ضخم؛ لحد ما شفت كلب كبير أسود زي الليل؛ ومفيش في جسمه أي لون تاني؛ بيرمي قدامها حاجة من بعيد ما اتبينتهاش؛ وطت واخدتها؛ أنا كنت مركز معاها ولسه بادور على الكلب لقيته اختفى؛ جريت على البيت؛ وقعدت في الأودة ما سبتهاش لحد ما جت؛ أنا مش هاكذب كنت خايف؛ آخر حاجة كنت متوقعها الاقيها بتقابل واحد مش كلب!!!

دخلت وقفلت باب الشقة وطبعاا مش متوقعة تلاقيني؛ اتخضت أول ما دخلت الأودة؛ كنت ببصلها بنظرة افتكر فهمتها؛ فتحت الدولاب ورجعت وشها أصفر لأنها ملقتش الصندوق؛ طلعته من ورايا وقولتلها

- هتحطي فيه ايه؟

بكت بشدة وقالتلي

- أنا خايفة احكيلك يحصلي حاجة وحشة

شجعتها وطمنتها فقالتلي

- قبل جوازنا بسنة كنت ماشية لوحدي وفجأة لقيت قدامي كلب أسود كبير في بقه سلسلة ذهب؛ وبيقرب مني وكأنه بيمد وشه ليا أخدها؛ خفت في الأول ورجعت لورا لكنه بهدوء قرب وكرر نفس الحركة؛ مديت أيدي واخدتها؛ خفت اقول لحد؛ ويومها حلمت بالكلب بيحذرني أني أجيب سيرة لحد؛ ومن يومها وكل شوية ولما الشارع يفضى عليا ألاقيه قدامي وفي بوقه حاجة ذهب تانية؛ كنت باخدها واحطها في الصندوق ده وعمري ما فكرت لا ألبس ولا اتصرف في حاجة منهم

مراتي فتحت الصندوق لاقيت شوية ذهب مش قليلين وأشكالهم غريبة شوية؛ زي ما يكون ذهب أثري؛ بصراحة لو مكنتش شفت بعيني مكنتش صدقت؛ هي قالت الحقيقة كلها وعليا دلوقتي أني اتصرف بحكمة؛ شكلها وهي بتعيط وخايفة اثر فيا جداا؛ أخدتها في صدري وطبطبت عليها وطمنتها

- مش عايزك تخافي انا معاكي مهما حصل

مسحت دموعها بطفولة وراحت ع المطبخ تعمل الغدا وأنا قعدت أفكر في حل؛ اول ما جه في بالي جريت ع التليفون وطلبته

صديقي المتدين؛ خاتم القرآن واللي كان بيأمنا في الصلاة؛ طلبت اقابله قالي أنه فاضي دلوقتي بالصدفة وبعدها مسافر؛ لبست بسرعة وقولتلها أني رايح مشوار ضروري؛ قعدت مع صاحبي وابتديت اتكلم معاه عن الموضوع بس مش أنه حصل لمراتي؛ هو اندهش جداا وقالي

- الموضوع مش صغير زي ما أنت متوقع؛ لأن الكلب ده احتمال كبير يكون من الجن.

.....................

أول ما قالي كده خفت؛ احنا بنواجه ايه بالضبط؟ صاحبي حس بحالي فسألني

- هي تخصك؟

هزيت رأسي بالموافقة

- قالي خلاص مادام كده أنا عندي فكرة؛ أعرف شيخ بيعالج حالات اللبس والصرع بالقرآن؛ ايه رأيك؟

بصراحة أنا كنت خايف جداا وهو حس؛ فقالي

- لو احتاجته كلمني وسيب الباقي على عليا

مشيت وعقلي مش مستوعب اتصرف ازااي؛ بصراحة اترددت رجعت بسرعة لصاحبي قبل ما يسافر والحمد لله لحقته

- هآجي معاك نروحله

زرنا الشيخ؛ راجل محترم جداا وشه منور؛ حكيتله كل حاجة؛ الراجل اتنفض وقالي

- وهي فين دلوقتي؟

- في البيت لوحدها

شدني من ذراعي بسرعة

- لازم نلحقها؛ مادام السر اتكشف ممكن يأذيها

جرينا على البيت وقبل ما افتح الباب شميت ريحة شياط ودخان؛ فتحت لقيت زوجتى في وسط الصالة مغمى عليها؛ والدخان طالع من المطبخ؛ الشبابيك كانت متقفلة فتحناها؛ وفوقناها من الاختناق اللي كان قرب ياخد روحها؛ بعد ما حالتها استقرت حكت وقالت

- كنت واقفة عادي باطبخ حسيت بخيال ورايا وفجأة لقيت نار البوتجاز كأن حد بينفخ فيها وبتعلى وطالت السقف؛ حاولت اطفيها معرفتش؛ جريت استنجد رجلي اتخبطت ووقعت وما درتش بالدنيا

الشيخ وشه اتخطف

- هو ده اللي كنت خايف منه

بعد ما هدينا كلنا الشيخ ابتدا يشرحلنا

- الكلب ده جني بيحب زوجتك؛ والذهب اللي قدمهولها علامة بالنسباله قبولها بانه ممكن يتجوزها؛ هو كده عرف أنها بلغت وأن ناس عرفت وابتدا ايذاؤه

انا بلعت ريقي بالعافية؛ اسئلة كثير بتدور في راسي

- طيب ليه هي بالذات؟

الشيخ قال

- ممكن لجمالها وهي ما بتذكرش الله في دخولها وخروجها من الحمام ولا في لبس هدومها .. ما بتتحصنش بذكر الله؛ فده سهلوا الأمر وطمّعوا فيها

طبعاا كان لازم اسألوا عن الحل؛ الشيخ هز راسه بهدوء وقالي

- علشان صديقك هاحاول مساعدتكم؛ لكن الرجاء الصمت التام من الجميع مهما حصل

وفعلا الشيخ قرأ قرآن كان أغلبه ليه علاقة بالجن؛ وفجأة حسيت أن الشقة كأنها بتوسع علينا؛ لما الشيخ ابتدا يتكلم مع حد وحكاله كل حاجة وطبعا كان عرف مني اسم زوجتي؛ استنينا وقت طويل لحد ما فجأة هز راسه كأنه بيسمع كلام لحد أحنا مش شايفينه.. وبعدها قال

- الحمد لله؛ اللي بيحب زوجتك جن مسلم ما أذاهاش؛ هو بس غضب لما بلغت؛ والحل أننا هنجمع كل الذهب اللي لاقته في صرة مينقصش حتة؛ ونحط معاها شوية طعام؛ هنذكر اسم الله عليهم وآية الكرسي والمعوذات؛ وبكرة ساعة أذان الظهر هتاخدهم تحطهم أدام البيت الناحية الثانية؛ لو جه الكلب وشالهم ومشي يبقى الأمر انتهى بأذن الله

سألته برعب

- ولو ما أخدهاش

غمض عينيه بأسف

- هنضطر ندخل في رحلة علاج بالقرآن لأنه هيبدأ يتسلط عليها

وفعلا ثاني يوم عملنا اللي الشيخ قاله؛ والشيخ نفسه هو اللي كان بيراقب الموقف من شباكنا؛ انتظرت الأذان وحطيت الصرة ووقفت بعيد جداا أدام باب البيت؛ انتظرت دقايق وفجأة ظهر الكلب الأسود اللي شفته قبل كده؛ بص يمين وشمال بعينين ماليها الغضب؛ كأنه راجل مكشر؛ شال الصرة بين سنانه ومشي حبة وفجأة اختفى؛ طلعت زي المجنون شكرت الشيخ وأنا باتمنى يكون الأمر انتهى؛ تفتكروا انتهى؟.

تمت


Report Page