🕊:

غلِّي نفسِك ❤️ ( بيست فريندي ) :

قالت د. تقوى الإدريسي في هذا العنوان:

 ⁃ الله عز و جل فَطَرنا على فِطرة سوِّية، و تحدينا كـ إناث في أنْ نُحافظ على هذه الفطرة السوِّية برِّقتنا و دلالنا و جمالنا في المكان الصح رغم تكالب المشوِّهات؛ فـ الإسلام أتى ليُّهذب الفطرة لا لِيُّشوِّهها.

( يعني باختصار أن نحقق مقام الأنوثة الحقّة في مكانها الصحيح 💙!).

 ⁃ فعشان كدا سمينّا المُحاضرة غلِّي نفسِك، و ممكن نقول انو شعار المرحلة لينا كَبنات( وَلْيَسْتَعْفِفِ ) اقتباسًا من الآية ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )؛ إلى أن يأذن الله بالحلال الطيب 💙.

 ⁃ الاحتياج لإنِّك تحبِّي و تتحبِّي هي فطرة خلقنا الله بيها، فهيّ ما شيء عيب عشان نحن ننكر المشاعر دي؛ بس عايزين نشوفها في مكانها الصح! و الاحتياج للحب ممكن ينقسم لإتنين: احتياج نفسي ( الذكرناهو هسي ) و احتياج جسدي.

1. أثر الواقع في احتياجنا للحب شنو؟ يعني إذا هي رغبة طبيعية من وين جاء التشوّه؟

من السوشيال ميديا، من الأفلام و المسلسلات اللي بتعكس تصوّر مثالي جدًا للحياة الزوجيّة، فهو خِداع! نبداها من مسلسلات الكرتون الكنّا بنحضرها و نحن صغار؛ مثلًا ساندريلا قصتها بتكتمل كمشهد إنو يجي الأمير و يجو يلقو عندها الفردة التانية بتاعت الحذاء و تتزوج و انتهت القصة! و فلّة و الأقزام السبعة نفس الفهم. لكن ماف حد ورانا الناس دي لمن تخش بيوتها و تضغط بالمسؤوليات بيحصل شنو بالضبط؟ ماف حد ورانا الطرف الآخر من المعادلة! و دي النقطة المركزة عليها المسلسلات و الافلام اللي بتعكس لينا بُعد مثالي جدًا في فكرة الزواج عموماً ( الحلال الطيّب ) و العلاقات الغير شرعية.

لذلك أتى القرآن صريحًا مُخاطبًا النساء فقال: ( وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) و خاطب الرجال فقال: ( وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ )، و الخَدَن في تفسير القرآن معناه: الصاحبة أو العشيقة أو الصاحب أو العشيق؛ فالآية جات مانِعة منعًا صريحًا ليكِ إنك ما تتخذي صاحب و لا حبيب في غير الإطار الشرعي!

 2. شنو آثار العلاقات في غير الإطار الشرعي في حياتنا؟ ( نتايج فخ الحب )

 ⁃ المشكلة الحقيقية لمن تركزي شديد مع الأفكار دي و تصِّري شديد إنو لازم يكون عندي شخص أحبه زي ما البنات عندهم و أنا ما أقلّ من فلانة و هكذا. 

مجرد نشأة الشعور في القلب الله عز و جل لا يُحاسب عليها لأنها فِطرة جوانا؛ لكن البفرق بين كل واحدة و التانية هي التركيز مع المشاعر و استدراج الأفكار و الخطوات اللي بتكون بعد نظرة و رسالة و موقف و هكذا، فالشّاهد إنو فترة تكوين المشاعر لها واجب خاص بها، فلما تركزي مع عاطِفتك و تديها إطار فوق ما تحتمل ح يحصل استهلاك للعاطفة، زي ما شبّه أحد الشيوخ بفكرة الليستك اللي لو شديتيهو ممكن يتشدّ و يرجع شوية، يتشدّ و يرجع شوية، لكن اذا شديتيهو شديد ما ح يرجع لحجمو الطبيعي؛ و كذلك القلب، إذا استهلكتيهو بعلاقة و اتنين و تلاتة و الليلة جاب لي وردة و بكرة زعلنا و بعدو شفتو واقف مع واحدة فـ غِيرتَ، أها و بعدين؟ 

الفترة دي من عمرك انتِ محتاجاها عشان تكوّني فيها كمية من الانجازات غيرك حققها، بس انتِ ما شايفة الحقيقة دي لأنك عميانة بطُغيان المشاعر!

 ⁃ و أثر الحاجة دي بعد الزواج بتسبب مشاكل حتى اذا العلاقة دي انتهت، بتظهر في المقارنات و إن كان زوجك حاليًا كويس جدًا، فالشيطان و النفس الملولة لابد و إنهم يجدوا ثغرة و يحسسوك باليأس من العلاقة الحالية، و دا هدف الشيطان و الله المُستعان!

3. السؤال اللي بعد كدا، هل أنا حقيقي مستعدة للزواج؟

هل أنا مستعدة نفسيًا؟ 

هل أنا مستعدة فكريًا؟

هل أنا مستعدة وجدانيًّا؟

هل انا اتعلمت عن حقوق الزوج و حقوق الزوجة؟

ما بنقول الكلام دا عشان نعمل ليك هواجس و لكن بنقولو عشان نتعلم، و عشان نعرف هل الشعور الجوانا دا هو هيجان مشاعر بس؟ و لا بس اتزوج أو أحب عشان فلانة ديك عملو ليها و سو ليها؟

وللأسف العلاقات دي بتأدي لـ ( قتل الحيَاء )!

الحاجة دي ح تقودنا في قصة سيدنا موسى مع فتاة مَدْيَن، لما ربنا سبحانه و تعالى حكنا لينا الموقف الجميل في القرآن، و كيف الله عز و جل سلط الضوء على نقاط معيّنة في القصة، قال تعالى: ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )، سبحان الله في الموقف دا ربنا وضع لينا نموذج في حدود التعامل مع الرجل و المرأة في حدود الضوابط الشرعية:

أ/ سيدنا موسى بدأ القول باسم ما يحتمله المقام بمعنى ( عايز اساعدكم في حاجة؟ ).

ب/ ورُّوهو و قالو: ( لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) حتى إنو بنات الرجل الصالح ما اتخذوا الموقف كذريعة و انو ياخدو و يدو معاهو في الكلام، يُقال أنهم ردّوا الرد الكامل عشان ما يسألهم سؤال تاني. 

ج/ ( فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ )، بعد ما عمل الجميل خلاص مشى! و مافي اي حركات ظرافة و استعراض عضلات. 

د/ ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ ) يُقال أحد القراء كان يقرأها بطريقتين، مرةً بوصل الآية مع بعضها، و مرة بالوقوف على ( تَمْشِي ) و يبدأ بـ ( عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ ) يعني أنّ الحياء كان حياء فعل ( في المشية ) و حياء قول ( في طريقة كلامها )، يعني الله عز و جل بجلاله لم ينسَ لها حياءها في قولها و فِعلها. الشاهد في الموضوع انو في ظروف حياتنا التي لابد في بعض المواقف تجبرنا نتعامل مع الرجال، اذا اتعاملتِ بحياء، الله عز و جل لا ينسى لكِ هذا الصنيع و إنما الله حفظ لنا هذا الموقف لنقتدي بيها.

 4. اختبار المرحلة: 

كل مرحلة من حياتك عندها اختبارات و واجبات؛ و انتِ في المرحلة دي من حياتك أكبر تحدي ليك ممكن يكون الحب و الشهوة و الزواج، و الشيخ أحمد السيد عنده فيديو بجواب فيهو على الموضوع دا، فإنت لما تفكري في الموضوع كتحدي ح تعرفي تجاوبيهو كيف، فـالله عز و جل بقول لينا ( لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ ) بمعنى إنو الموضوع في بداياتو ما ح نقدر نقول إنو نهايتو فواحش و كدا لأنو الموضوع بمشي ببطء. فلمن تفكري و تقولي دي " ما أنا "، معليش دي ما انتِ بس الشيطان شاطر! و غيرِك كانت بتقول دي " ما انا "، بس لمن تحصل الغلطة، لا عزاء!

5. أهلي عارفين! 

أهلي عارفين إنو أنا مرتبطة بفلان، دا بورينا انو في ناس بتأصِّل العلاقات الغير شرعية من الارتباط و الحب و البيست فريند !

سبحان الله؛ اللي أمر و نهى هو الله عز و جل ما أهلك! و دي حقوق لله عز و جل ( أتدري ما حق الله على العباد؟ أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئًا )، فيجب أن تُرضِي الله عز و جل فيما يُحب و فيما أمر و تبتعدي عما نهى.

 6. الحب و الرزق:

ليست كل البيوت تقوم على الحب، إنما تقوم على الاحسان كما قال عمر بن الخطاب!

ممكن واحدة تتزوج و ما تُرزق الحب في بيتها بالمعنى النحن بنفهمو، لكن بيتها يقوم على الاحترام، فنحن لمن نعوِّل على فكرة الحب فقط ح نَدقُس! فـ عايني للصورة كاملة عشان تفهمي قدر شنو الموضوع فيهو مسؤوليات و تُحَقق التوازن للمعادلة، بمعنى حكِّمي صوت العقل! فالمسألة ليست مشاعر فقط!

و إذا كان الحُب رزق فلا يُطلب إلّا من الله عز وجل! 

 7. غض البصر:

إذا أطلقتِ بصرك فإنتِ فتحتِ على قلبك أبواب من الفتن ممكن صدّها يكون صعب و العلاج ح يكون أصعب من الوقاية!

فـ الله الله في غض البصر! 

و المعنى المركزي للحلول النحن بنتكلم عنها دي، هي التعلق بالله عز و جل 💙! يقول الله عز و جل في الحديث القُدسي: ( وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ). 

سُبحان الله، في حين في واحدة عايشة فتنة علاقة حب لا تُرضي الله عز و جل، في واحدة تانية عايشة بُعد بتاع حُب ربّاني سمّاوي روحاني بينها و بين الله عز و جل تذكرها الملائكة في الملأ الأعلى و ينادي الله جبريل في أهل السماء يا جبريل إني أُحبُّ فلانة فأحبّها ثمّ ينادي في أهل الأرض فأحبّوها 💙! فهل في مُقارنة؟!

و بالتأكيد المثال الثاني للبنت دي ما وصلت المستوى دا بالساهل، بالتأكيد هي عايشة نفس التحديات ال انتِ بتواجهيها من تعلق و مشاعر و عايشة في نفس المجتمع، لكن هي استبدلت كل دا بالله عز و جل فأغناها الله عن ما سِواه! 

فهل انتِ دايرة تملي قلبك بالله و لا بما سِواه؟!

8. حدود الضرورة:

إذا أنا مضطرة أتعامل مع شاب، فكيف أضمن - بإذن الله - إنو علاقتي دي ترضي الله عز و جل؟ هي مجموعة من الخصائص منها: 

 ⁃ غض البصر. 

 ⁃ عدم المس ( يدخل فيها عدم المُصافحة ).

 ⁃ عدم الضحك و الخِفَّة. 

 ⁃ عدم الخضوع بالقول. 

 ⁃ عدم الخُلوة. 

و اتذكري إنو:

 ( من تعجل بشيء قبل أوانِه عُوقِب بحرمانِه ) و ( من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ). 

 9. نقاط مُتفرفة:

 ⁃ من حافظت على المشاعر الدينية الثابتة الصارمة في هذا الزمان، فهي مأجورة على هذا، عارفة ليه؟ لأنك انتِ محافظة على مباديء أوشكت على الاندثار! فأبشري و الله! 

 ⁃ و كما يقول عبدالله بن عبدالعزيز: ( لقد انقطعتم إلى غير الله فما ضيعكم، فإن انقطعتم إلى الله خشيتم الضياع! )، يعني في الفترة الماضية دي بغض النظر كان حاصل فيها شنو و قلبك مُتجه وين، ربنا ما ضيّعك، هل تفتكري ربنا ح يضيّعك لما ترجعي ليهو و ترضيه؟ حاشا الله! 

 ⁃ و كما قال الامام ابن عثيمين رحمه الله: ( الانسان إذا وجد أنّ غاية ما يصلُ إليه من الثواب النظر إلى وجه الله كانت الدنيا كلها رخيصةً عنده )، فهل نحن هدفنا في الدنيا نجري وراء شهواتنا و نحقق المعنى الدنيوي؟ ممكن لكن تُنزع منه البركة، بمعنى واحدة عاشت حياتها الفترة دي طالعة و داخلة مع شاب و جاب لي و عمل لي و بتاع، و واحدة تانية حافظت على قلبها حتى يرزقها الله بالحلال الطيب و إن تأخر و إن فيه مشكلات؛ فهل يستويان؟. 

 ⁃ نحن نعبد الله بشعورنا و بعواطفنا ( اللهمّ أنت ربّ هذا القلب و هذا الشعور )، فأخلصي النية بقلب صادق و لسان لحوح بأن يرزقك بالزوج الصالح. فما ح نقول إنو الحافظت على قلبها سترزق بأرهب زوج في العالم و كأنها معادلة ثابتة، و إنو اللي كان عندها علاقات غير شرعية فستُبتلى! إنّما انتِ تُحققي عِفّة و نقاء قلبك لله و لله وحده! فرتبِّي أولياتك في هذه الحياة الدنيا و اضبطي بوصلتِك. فـ: 

 1. نحن مُتَعَبَدين لله عز و جل في هذه الحياة الدنيا. 

 2. ح احفظ قلبي لله عز و جل، رجاء أن يرزقني الله الحلال الطيب و دا لمن أصلو برضو فأنا مُتعَبّدة لله به. 

 3. غرضي في قلبي هو لله ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ). 

 ⁃ ادعي دايماً و قولي:

 ( اللهمّ اغنِني بحلالك عن حرماك و بفضلك عمّن سِواك ). 

( اللهمّ إنّي أسألك الهُدى و التُقى و العفاف و الغنى )، حتى عِفَّة القلب تُسأل من الله عز و جل، الآن انتِ قلبك في مستوى معين، تخيلي قلبًا عفيفًا، كقلوب نساء رسول الله عليه السلام، الله لا يعجزه أن يُبلِّغك المرحلة دي إن أحسنتِ الظنّ به.

 ⁃ أكثري من قول:

( لا حول و لا قوة إلا بالله ) و أحسنِّي الظن بالله و استعيني بيهو.

 ⁃ حاولي شوفي البديل الصالح، من برامج من دورات تنمّي بيها معرفتك و تفكيرك، حلقات حفظ القرآن و حاجات زي دي. 

 ⁃ و كما يُقال: ( ما تحلّت النساء بحليّةٍ أحسن من لُبٍّ طاهر تحته أدبٌ كامل ! ).

 ⁃ و اتذكري: ( من وطّن قلبه عند الله سكن و استراح و من أرسله في الناس اصطرب و اشتد في القلق!).

 ⁃ خليكِ رقيبة نفسك، و اتعهَّدي نفسك بنفسك، و دايماً خليك انتِ القدوة الصالحة 💙.

خِتامًا:

" وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ

‏خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا 💙".

" قد يكون الدرب صعبًا، لا تميلي 💙".

______

*ملخص إباء عاصم🌸