...

...


- حيلك حيلك أنتَ بتجرني وراك كأني حيوان كدا ليه وبتعلي صوتك عليا! 

- وأضربك كمان لو محترمتيش نفسك.

- تض.. تضرب مين! أنتَ سامع أنتَ بتقول إيه؟

- أيوة معندناش ستات تقول للرجالة لا.

- وأنتَ بتقول رأيك ليه؟


سخونة واحمرار شديد بعد ما صوابعه طبعِت على وشي، رفعت عيني حواليا لقيت الناس بتبص بشفقة ولقيته بيبصلي باستهزاء.

- عيني احمرت من الغضب، مترددتش لحظة إني أرفع إيدي وأنزل بيها على وشه.

ابتسمت وأنا شايفه ملامح الصدمة على وشه وقولتله - القلم دا أنا ردتهولك عشان أنا محدش مد إيده عليّ.

قلعت الدبلة وحطيتها قدامه - أما دبلتك دي، فـ اشبع بيها لأني مش هرتبط بـ أشباه رجال.

 مشيت ومبصيتش ورايا، ميستاهلش إني أبُص ورايا من الأساس، أنا عارفة اني غلطت فـ طريقتي معاه بس مكنش هيبعد عني غير كده.

 

- الغلط عليّ من الأول، عشان كنت سايباه يعمل كل حاجة هو عايزها، كان بيتحكم فيا والأغرب إني كنت مبسوطة من دا! 

أي علاقة بين اتنين لازم تقوم على أساس احترام متبادل، أسس في التعامل، مناقشة والحب بيجي بعدين، إنما دا! معندوش مبادئ التعامل دي!


- رجِعت البيت وأنا حاسة بـ هم كبير اتشال من على قلبي! عدّلت البيت وعملت الأكل واستنيت بابا يجي عشان ناكُل سوا.

- بابا رجِع وبعد الأكل حكيتلُه كل اللي حصل وكان بيراقب تعابير وشي، اللي بتتغير من الهدوء للانفعال وبيسمعني بصمت.


- أنا معنديش مشكلة انك تسيبي خطيبك ولا أنك تبعدي عنه.

ابتسمت وبعدين ملامحي اتحولت لدهشة بعد ما قالي - بس مكانش بالطريقة اللي تقلل منك دي!

- يا بابا أنا خدت حقي، إنت علمتني ادافع عن نفسي وأنا عملت دا!

- إنتِ تعرفي بعد القلم اللي أنتِ ضربتيهوله كان ممكن يعمل فيكِ إيه! وهو انسان رجعي ومبيتفاهمش؟ 

النهايات أخلاق، وهو لو معندوش أخلاق خلاص! ربنا بعَده عنك، أنتِ اتضايقتي من طريقته دي صح؟ 

هزيت راسي ب آه فـ كمّل - تقومي تتعاملي بنفس الطريقة الهمجية بتاعته؟


الإنسان لازم يعمل حساب للنتايج اللي ممكن تحصل بعد كده، مينفعش نفكر فاللي إحنا عايزينه دلوقتي وبس! 

ألف علاقة تفشل ولا جوازة واحدة تبوظ.


- الجملة دي أنا مؤمن بيها من أول ما كنت شاب، 

الجواز عُمر جديد، لو ملقيناش شخص بينا وبينه مودة ورحمة وتفاهم هنعيش عُمر كامل سوا إزاي! 

الحياة مش وردي، والدنيا فيها مشاكل وكل بيت فيه بلاوي محدش يعرفها غير صحاب البيت، بس ع الأقل فيه مودة بين الناس اللي فالبيت تخليهم يكملوا حياتهم مع بعض حتى فـ وجود المشاكل.

عينه دمعت وهو بيفتكر ماما واللي كانت بتعمله معاه لما كانت عايشة، 

خَدني فـ حُضنه وهو بيقول - أنا لو عليا أخليكي عايشة معايا العُمر كله، هو أنا عندي أغلى منك عشان أسلمك لواحد ميحافظش عليكِ!

مسحت دموعي وأنا بحضنه وبقوله - ربنا يديمك ليا ويديك الصحة وطول العمر.

- يمكن حظي مش كبير في الدنيا، بس يكفيني إني عندي أب زي بابا، وأنه صاحبي اللي عُمره ما بيخذلني!

- بتمر الايام، مكانش فيه مشاعر حُزن من ناحيتي، 

هو ميستحقنيش، ميستحقش قلبي.. وأنا قلبي غالي.


- بكلمك بجد يا ياسمين أنا لو ملبستش فستان فرحي على الشهر الجاي بالكتير هزعلكو.

- يخربيت هرمونات الامتحانات اللي تِعمل فِـ الواحد كده.

- مليش غير بيت قرة عيني كدا كدا.

- هو فين قرة عينك دا يا قرة عيني؟

بصيت بِعيد وقولت - هيجي وهيخطفني كده من أول مرة، يعني هتبقى قصة..

مكملتش كلامي وخبطت فِـ حيطة على هيئة بني ادم.

- دي قصة عبرة بصحيح، مِش تِفتح عينك يا جدع أنتَ!

- مخدتش بالي يا أمورة.

- أمورة! أنتَ بتكلم بنت أختك!

- هو أنتِ معانا فِ الجامعة؟ افتكرتك جاية مع حد.


لا بقى لا بقى مش عشان هو طويل وقد المبنى اللي وراه يتريق عليّ!

- أنتَ اللي م.. ينهارسود عليك!

- لا إله إلا الله، أنتِ مجنونة!

- مجنونة! دا أنا هوريك الجنان على أصوله يا جدع أنتَ.


شاورله على الأرض وعليت صوتي - بُص فـ الأرض! بُص عملت إيه!

- لما خبطتني القهوة والكتاب وِقعوا من إيدي والكِتاب باظ!

- يعني هيكون بكام الكِتاب دا!

حسيت إني هفقد أعصابي، الدموع اتجمعت فِـ عيني وزعّقت - بجد! كل اللي همّك سِعر الكتاب! طب ما أنا أقدر أشتري عشرين نُسخة منه، هو أنا مستنية فلوس حضرتك! 

- إيه اللي فرق دي عن غيرها مش فاهم!

استنكاره ضايقني، عصبني زيادة - جيالي من الكاتِب هدية، مكتوب عليها إهداء ودي أول طبعة من الكتاب، هتفهم إزاي أنتَ هه! وأنا أصلًا بشرحلك ليه!

- سيبته ومشيت وروحت قعدت فـ كافيه وياسمين جت معايا، فضِلت أعيط كتير أوي، الكِتاب غالي عندي! 

- خلاص أصلًا الموضوع مش فارق معايا.

- يا رؤى والله دي المرة الأربعين في نفس الساعة اللي تقوليلي كدا.

- ما هو اللي مستفز ومبيفهمش! 

- وأنتِ برضه زودتيها شويتين تلاتة!

- عشان بارد 

- بس شكله كاريزما.

- الواد حلو أوي يا ياسمين، عينيه لونها عسلي بس إيه! جامد

- أنتِ جبتي لون عينيه منين وأنتِ بتتخانقي!

- بحب كل التفاصيل.

- بس عمل المستحيل، دا خلاني عيشت وشوفت حد بيعصبك!

افتكرت اللي حصل وبدأت أعيط تاني - هجيب الطبعة الأولى منين تاني ولا الإهداء اللي يوسف كتبهولي!

- خلاص متزعليش نفسك، لما تحضريله أي إيڤينت يبقى إطلبيها منه.

- طب اطلبيلي أكل عشان العياط بيجوّع.


- الحقيقة إن الموضوع مضايقني ومهم بنسبالي،

 لكن الإنسان مش هيفضل قاعد يلوم حظه في الدنيا ولا هيفضل يقف عند أي حاجة توقّفه! لازم الدنيا هتمشي والأيام هتفوت، الحُزن مبيدومش؛ ربنا بيعوض!


- مر كام يوم وأنا تناسيت الموضوع، 

نزلت كافيه وهحاول أجيب النسخة من حد أعرفه.

- أنا آسف

- ولا يهمك.

طلّع عِلبة من ورا ضهره وادهالي.

- إيه دا؟

- طب ما تفتحيها!

- لا لما أعرف! إفرض قنبلة!

- قنبلة وهقعد معاكي على نفس الترابيزة؟

- طب إفرض..

- إفتحيها واخلصي! دا أنتِ لسان وطالع منه بني ادم

- ماشي يا حيطة.

فتحت العلبة ولقيت حاجة مربعة متغلفة بغلافين.

- إيه أنتَ عايز تذلني؟

- ليه!

- مغلف خمسين غلاف ليه! أنا بكسل أقوم أشرب!

- معلش إتعبي معانا.

رجعت أفتح تاني وأنا بقول - معرفش أنا بسمع كلامك ليه!

- لقيت كِتاب يوسف وكانت الطبعة الأولى،

بصيتله وأنا مش مصدقة!

- أنتَ جامد بجد عملتها إزاي دي!

- عشان متفضليش متضايقة مني!

- سرقت الكتاب منين؟

- لا حول ولا قوة إلا بالله!

- قول بس مش هقول لحد 

- طب إفتحي الصفحة الأولى.

فتحتها ولقيت توقيع يوسف وعليها إهداء، وتذكرة لحضور الإيڤينت في الصف الأول!

- عملت كده إزاي وعرفت منين أصلا!!

- ياسمين ربنا يباركلها يارب.

- والله لما أشوفها.

- يا ست ليه! دي هتسهل علينا حاجات كتير!

- قصدك إيه!

قام وقِف - مبحبش الشربات، إعملي قهوة.

- شربات إيه وقهوة إيه!

غمز وهو ماشي - بحبها زيادة، يا.. يا أمورة.


- ألبس دا؟ ولا دا؟ الدريس لونه مش حلو، 

الطرحة مغمقاني، ألبس إيه معنديش لبس!

- معندكيش لبس؟ دا اللبس طلِع برا الأوضة من كُتره مشاء الله!

- أنا متوترة ليه نِفسي أعرف!

- استهدي بالله ومتفكريش ف حاجة، فكري فـ جمال عيوني.

- اقعدي أنتِ كمان، هو انا طيقاكي؟


جرس الباب رن، وبابا فتح وتقريبًا كان عريس الغفلة.

- هو جاي ليه!

- هو إيه اللي جاي ليه! الراجل جاي يتقدم!

- يتقدم لمين!

- يارب استرها معاها دي عبيطة.

لقيت بابا بينادي عشان أجيب حاجة سخنة.

- ياسمين، السكر والشاي جمب بعض على الرخامة، والكوبايات فوق التلاجة.

- أيوة اعمل إيه!

- إعملي شاي.

- أنتِ عبيطة يا بت؟

لسه هتكلم زقّتني وقفلت الباب، خرجت حطيتلهم حاجة يشربوها ووانا داخلة عليهم لقيت بابا بيبصلي بَصة غريبة! ماله دا؟

- هسيبك تقعدي معاه شوية، أنا في الصالة اللي جمبك.


بابا وهو خارج همسلي وقال - يعني الراجل جاي يتقدم تحطيله حاجة ساقعه؟ انا مش قولت قهوة؟

- بابا! ما انت عارف إني بعملها وحِش!


خرج بابا وأنا بدأت أكتشف سجادة الأرض، اللي عند بيتنا وبيتكو وبيت أمة لا اله الا الله.

- جميلة السجادة 

- لا وجديدة.

- عيب عليك.

- فين القهوة يا رؤى!

- قهوة إيه! أنتَ اسمك إيه صحيح؟

- مش عارفة إسمي ازاي؟

- ما تخلص يا عم الروش، هو انا بقولك اسم امك!

- مروان يا أمورة.

- هو إيه اللي أمورة أمورة هو أنتَ آخر مرة اتكلمت مع واحدة كانت سنة 2010!

- لا، عشان الكلمة ضايقتك فـ أنا مبسوط.

- التصالح مع الذات دا جميل.

- يعني انا متصالح معاكِ؟

- في خلال 0.000001 ثانية كنت فـ أوضتي، 

هو بيهزر ولا إيه بعيونه دي! مشاعر بنات الناس مش لعبة!


- صليت استخارة عشرين مرة تقريبًا وكل مرة بكون مرتاحة عن المرة اللي قبلها، 

طلبت من بابا إني أقعد معاه مرة تانية عشان أحددله كذا حاجة..

أولهم،

- مينفعش إني أقبل بواحد مش بيصلي، دي أساسيات مفيش نقاش فيها.

يعني مينفعش أقول أنا هغيّره، الواحد لو مش هيتغيّر من نفسه، مش هيتغير.

ثانيًا،

- شريك حياتي يعني هيقاسمني كل حاجة، طبيعي نختلف فـ حاجات كتير، بس طالما بينا تفاهم، وأساسيات الفِكر واحدة يبقى خلاص!

- مش عايزة الحُب دلوقتي، الحُب بيجي لما بنتعامل سوا، لو بينا مودة ورحمة واحترام، الحُب بيتولّد لوحده.

ثالثًا،

- الراجل اللي إيده سابقة دماغه دا راجل لا يُؤتمن، يعني على أقل غلطة ألاقي نفسي بتضرب وصوته بيعلى من غير سبب، يبقى بلاش منه؟

رابعًا،

- بيحترمني قدام أهله، ومش بيقلل مني قدامهم دي حاجة مُلزم بيها، مش كرم منه عليّ.

خامسًا ودي الأهم،

- لو مش بيغير على أهل بيته يكون ديـ.وث، 

يعني إيه؟ يعني عادي تخرجي بأي شكل دا ابن عمي، أو دا اخويا يبنتي أنتِ مكسوفة من إيه دا عادي!

اللي يعمل كدا، لا يُحتسب من ضمن الرجال أصلًا.


- اتكلمت معاه فـ الأساسيات دي وكان موافقني أغلب كلامي، أنا مرتاحة نسبيًا لكن أنا لسه معرفوش كويس.

قطع سيل أفكاري بابا لما دخل ولقيته بيقوله

- إسمع، عارف أنا وافقت على جوازك من مين؟ 

من أغلى واحدة عندي في الدنيا، أنا سلمتك جزء مني.

- مِن قبل ما تكمِل كلامك يا عمي، رؤى في عينيا.

_

- يعني خلاص هنلبس فساتين؟

- وهتبقى صاحبتك عروسة يا ست!

لقيت عيونها دمعت وحضنتني وهي بتقول - كبِرتي يا رؤى كبِرتي وواحد هييجي ياخدك مني!

- مش كنتِ عايزة تخلصي مني يا بنت!

حضنتني أكتر وعيطت - خلاص يا رؤى أنا برجع في كلامي، مش عايزة حد ياخدك مني!

عيطت معاها - خلاص يا ياسمين والله اقول لبابا يلغي كتب الكتاب ونعمل 3 سنين خطوبة ولا حاجة عشان مبعدش عنك.

- كتب كتاب!

- هو اتفق على بابا يعمل كتب كتاب بعد شهرين والفرح بعد ست شهور.

لقيتها مسحت دموعها وقامت - طب قومي بسرعه مفيش وقت.

- وقت إيه أنتِ مش كنتِ لسه بتعيطي؟

- مفيش وقت للعياط دلوقتي، لسه قدامنا موضوع كبير، البلاستيك والألمونيوم وملايات السرير والعبايات السياحي وال...

- استهدي بالله كدا هو الفرح الصبح؟

- لا بس لازم نجهز كل حاجة، عايزة أهل العريس ياكلوا وشنا؟

لقيتها مسكت ورقة وبدأت تكتب، حضنتها وقولت - هعمل إيه من غيرك!

- هتطلقي أكيد! هو أنتِ فالحة ف حاجة!

حدفتها بـ مخدة - طب غوري من وشي!


- لما تلاقي حد بيقول إن الوحدة شيء ممتع متصدقهوش، هو بيحاول يخبي ضيقه من الموضوع في أنه يتكيف معاه،

يعني بيعمل كل حاجة بيحبها، لكن مش مبسوط، ومش بيشارك مع حد، بس مش هيقول أن الوحدة شيء قاسي، لكن هيقول أنها ممتعة، لأنه مش هيقدر يقول مش لاقي صاحب،

فـ أنا مبسوطة إن عندي ياسمين..


- كانت بتمر الأيام وإحنا بنجهز للفرح، ابتديت أعرف مروان وأكتشف تفاصيله، زي إنه لما تلقائي وبيتكلم بإيده، مبيعرفش يخبي حاجة لأنه صريح،

زي إنه مبيحبش حد يكلمه وهو في الشغل عشان مبيحبش يروح أساسًا! 


- مروان إلحقني!

- مين

- هو حد يعرفك غيري ياعم؟

- رقم مين دا.

- موبايلي فصل، رنيت من عند بتاع السوبر ماركت.

- لو بتعملي مقلب مش هعديهالك، عشان أنا في الشغل وجايب أخري!

- أنا تايهه!

- يا رؤى.. تت.. تايهه إزاي! 

صوتُه رَق، هِدي واتحول لصوت قلقان، قلقان بس حِنين.

- طب طب متتحركيش من مكانك، خليني أكلم الراجل ويقولي المكان وأنا هجيلك.

- حاضر.


- كنت خايفة، أنا علطول بخرج وبعمل فيها عالمة الأماكن وأنا أصلًا حافظة عنوان بيتنا بالعافية.

الموقف دا بسطني، طمني، 

لو كان حد غيره، كان فضِل يزعق ويعتبر أن دا هزار لكن هو جاي، أنا عارفة أنه جاي.

- أنتِ كويسة؟ 

- أنتَ كويس؟

- أنا؟ أنا كنت مرعوب.

ابتسمت - أنا كويسة.

ابتسم وبعدين رجِع بصلي - مش أنا 100 مرة قولتلك أخرجي بالموبايل مشحون؟

رفعت كِتفي ببساطة وأنا بقول - كدا دي المرة الـ 101؟

- والله هتجنن بسببك.

- بسيطة، تعالى اتجوزني.

- هانت، فاضِل اسبوعين على كتب الكتاب.

- قال يعني..

- تيجي نخليها فرح وكتب كتاب؟

- عشان إيه؟

- عشان بحبِك.

- وأنا موافقة.

- عشان إيه؟

رفعت كِتفي وأنا بجري - عشان بتحبني.

Report Page