إدلب في شهر محرم 1442هـ

إدلب في شهر محرم 1442هـ

مجلة بلاغ - العدد السادس عشر - صفر 1442 هـ



إعداد: أبو جلال الحموي

أرى تحت الرَّماد وميض نارٍ
فيوشك أنْ يكون لها ضرامُ

هذا هو حال إدلب في شهر محرم 1442 هـ، تحركات هنا وهناك، واجتماعات وتصريحات، كلها تنبئ عن أعمال عسكرية في المنطقة يريد العدو البدء فيها، ولكنه يتحين ظروفا معينة، وقد ظهر ذلك جليا في الاجتماع الروسي التركي الذي انعقد آخر الشهر في تركيا، وخرج الطرفان بتصريحات تدل على عدم اتفاقهم الحالي على ترتيبات مشتركة؛ حيث طالب الروس الأتراك بالانسحاب من بعض النقاط العسكرية في ريف إدلب وتخفيف تسليحها، وطلب الأتراك من الروس تسليمهم مدينتي تل رفعت ومنبج.

فيما ظهر تأرجح العلاقة بين الطرفين من يوم لآخر، ففي أول الشهر عقد الطرفان الروسي والتركي مناورات عسكرية مشتركة في منطقة الترنبة الواقعة تحت سيطرة المحتل الروسي بهدف مواجهة ما سموه بالمخاطر الإرهابية، ورغم ذلك فإن الدوريات الروسية التركية على طريق m4 لم تنتظم حسب المخطط المتفق عليه بين الطرفين، وبعد أيام من تلك المناورات قامت مليشيا ال ب ك ك المتواجدة بدعم روسي في ريف حلب الغربي باستهداف النقطة التركية في الغزاوية شمال دارة عزة بصواريخ حديثة روسية موجهة أدت لإصابات دقيقة في صفوف الجيش التركي.

- فيما أكد هادي البحرة رئيس ما تسمى باللجنة الدستورية لوفد المعارضة في جنيف أن الدول ستسعى لتحسين وضعها العسكري قبل نهاية الشهر الثاني من عام 2021 أي خلال الأشهر الخمسة المقبلة.

- أما ميدانيا فقد استمر الاخشوشان الميداني؛ حيث يقوم العدو بقصف مدفعي يومي خاصة على مناطق جبل الزاوية وأحيانا على جبهات ريف حلب، فتعرضت للقصف المدفعي مناطق: سفوهن، وفليفل، والفطيرة، والموزة، وبليون، ومعرزاف، وبينين، والرويحة، والزيارة، وتل واسط، وكنصفرة، وكفر عويد، ودير سنبل، والبارة، وسرجة، وأحسم، وسان، ومجدليا، والهباطة، وكفر عمة، وكفر تعال، وتقاد، ومعارة النعسان، والكبينة.

كما قامت أسراب طيران العدو أربع مرات باستهداف مكثف للأحراش الغربية لمدينة إدلب.

وشهد الشهر عدة محاولات تسلل للعدو على محور الفطيرة وبينين والرويحة والبارة.

فيما استهدف مقاتلو إدلب بالمدفعية تجمعات العدو في عدد من الجبهات منها حزارين والجرادة وكفر نبل ومعرة موخص، مع تمكنهم من قنص عدد من أفراد العدو.

- وكالعادة فإن التحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا يعمل على التدخل في المنطقة وإثبات وجوده بأي طريقة ودعم الاحتلال الروسي ميدانيا، فقام باستهداف سيارة تقل مدربين تونسيين هما سياف التونسي وسفينة التونسي رحمهما الله.

- وأما داخليا فقد استمرت قيادة هيئة تحرير الشام في مطاردة واعتقال أفراد من الفصائل المجاهدة الأخرى إضافة لمن لا يزالون في سجونها من قيادات وأفراد تلك الفصائل والمتعاونين معها، مع إجبار من تفرج عنهم بكتابة تعهد على عدم جهاد النصيرية إلا تحت إمرة غرفة عمليات الفتح المبين، وهي الغرفة التي يشرف عليها الجيش التركي وتُعرف بأنها مقيدة بمحاور وأوقات وهدن وأساليب أدت لضياع أكثر المناطق المحررة.

* وبالعموم فإن الأمل معقود والرجاء في الله جل وعلا لا ينقطع، فعسى الله أن يغير الحال ويذهب الغمة وينصر عباده المستضعفين.



هنا بقية مقالات العدد السادس عشر من مجلة بلاغ الشهرية لشهر صفر 1442


Report Page